مهن كثيرة تميز بها الشارع المصرى، منها ما اختفى، ومنها ما يحارب من أجل البقاء، ومن بينها "مكوجى الرجل"، تلك المهنة التى شهدت رواجاً لفترات طويلة، إلا أنها مع انتشار المكواة الكهربائية بدأت فى الاندثار.

"إسلام أفضل مكوجى رجل فى بلدنا" تلك الكلمة التى باغتنا بها أحد زبائن إسلام، ذلك الشاب الذى قارب على الأربعين من عمره، والذى بدأت رحلته فى عالم كى الملابس منذ سنوات طفولته الأولى، حيث ورث المهنة وأخوته عن والده، ويمتلك محلاً بسيطاً لكى الملابس لا يتعدى بضعة أمتار ورثه عن والده، يقع بقرية جنزور، وهى إحدى قرى محافظة المنوفية.

"إسلام" سرد لنا الفرق بين مكواة الرجل والعادية، حيث يقول "المكواة البخار يمكن لأى شخص استعمالها، حتى ولو لم يكن مكوجى، أما مكواة الرجل فلابد أن يكون من يستخدمها معتادا على استخدامها، نظراً لارتفاع درجة حرارتها، فلابد من التعامل معها بطريقة معينة، حتى لا يتعرض من يتعامل معها لأية أضرار"، ويضيف: "كلما ارتفعت درجة حرارتها نستخدمها فى كى الأقمشة الثقيلة مثل الصوف، وعندما تنخفض حرارتها تستخدم فى كى الأقمشة الخفيفة.

ويقول: بخلاف المكواة الحديدية، هناك أدوات تساعدنا على أداء عملنا مثل لوحة الكى، وهى عبارة عن قلب شجرة يتم تغطيتها بقطعة من القماش الأبيض، وقطعة خشبية يتم وضعها وإحكامها على أعلى المكواة لكى يضع المكوجى قدمه عليها، فتمنع الحرارة من الوصول إليه، وتجعله يتحكم فى المكواة كما يشاء، بالإضافة إلى الصاجة التى توضع عليها المكواة بعد رفعها من على النار لتسخينها.

ويذهب إلى أن مهنة مكوجى الرجل مع الوقت لن تجد من يعمل بها، وقليل من يعمل بمكواة الرجل، فالجميع يرغب فى العمل بالبخار، وحاولت كثيراً العمل بمكواة البخار لكنها بحاجة إلى مبالغ مالية لا أمتلكها.

ويرى "إسلام" أنه مع مرور السنوات تراجع الإقبال على تلك المكواة التقليدية، مع انتشار المكواة الكهربائية، والتى امتهن الكى بها الكثير، إلى جانب انتشارها فى كثير من المنازل، إلا أن من يقطنون فى المناطق الريفية مازالوا متمسكين بارتداء العباءة والجلباب والملابس المصنعة من الصوف، الأمر الذى يدفعهم إلى الذهاب لمكوجى الرجل.



أكثر...