فن "الشفتشى" بدأ تصنيع الكردان الذهبى ويقاوم الاندثار بالتحف النحاسية

**نهاد الأورفلي** · 01-30-2014, 05:10 PM

فن "الشفتشى" بدأ تصنيع الكردان الذهبى ويقاوم الاندثار بالتحف النحاسية

تحت يديه الماهرتين تتحول أسلاك النحاس المصمتة إلى أحصنة مجنحة ومراكب وهلالات وملائكة تندرج تحت مسمى فن "الشفتشى"، وبخبرة تساوى نصف عمره يروى "عصام خاتون" قصة هذا الفن الذى يعود تاريخه إلى أيام المماليك قائلا لـ"اليوم السابع": "الشفتشى كلمة تركية أصلها (شفت إشى) ومعناها مكشوف لأن الأشكال اللى بتتصنع بتكون مفرغة، وزمان كان فن الشفتشى مرتبط بالصاغة وبيتعمل من الذهب والفضة زى الكردان اللى كانت بتتزين به الستات، وكان بيتكون من هلالات معمولة بفن الشفتشى، لكن مع انتشار الاصطمبات اتحول لصناعة يدوية بتتعمل من النحاس".

قبل عشر سنوات كانت ورش الشفتشى منتشرة فى مصر لكن الآن أوشكت الصنعة أن تندثر، ولم يتبق من ورشها سوى ثلاث ورش كما يقول الرجل الخمسينى، الذى يستعين بمعاونين له من الشباب الذين لقنهم الصنعة حتى لا تندثر من بعده لكنه لا يزال يحب أن يهوى صناعته ويأبى أن يكتفى بدور المدير لبازاره فى منطقة الحسين "رغم أن صنعتنا تحتاج لوقت طويل وانشغالى فى أمور الإدارة لعدد من المحلات لكن الشفتشى ده حكاية عشق قديمة مقدرش أفارقها ولسه بشتغله بإيدى"، ويعدد "خاتون" الأشكال التى يمكن أن تصنع من أسلاك النحاس "بنعمل نجف ومراكب وعروسة مولد وشكماجيات وكفوف ودلايات ومرايات".

أما عن الأسعار فيلفت إلى أن العمل اليدوى لا يقدر بثمن ولكن لجذب الزبائن تتدرج الأسعار لتناسب الجميع: "فيه دلايات بتبدأ من 20 جنيها وفيه تحف وأباجورات ونجف بيوصل لألفين أو ثلاثة آلاف جنيه، بتتقدر حسب الوقت والمجهود".

يكشف بعض أسرار "الشفتشى" قائلا: "فى البداية بنعمل قوالب صاج للشكل اللى عاوزينه ونحاوطها بأسلاك النحاس عشان نعمل الجدار الخارجى، أما الحشو اللى جوه من الأشكال والتصميمات بنسميها العروق وبتحتاج لمجهود كبير لأن كل قطعة فى الشكل النهائى بتتعمل لوحدها وبعدين بيتلحموا بلحام بودر أو لحام فضة ويتسيح بالنار، وممكن الشكل الواحد يكون متكون من 100 قطعة أو أكثر".

يستعين "خاتون" بأداة تسمى "أوصاج" تشبه الملقاط لثنى أسلاك النحاس أما الوقت المستغرق لتشكيل أعماله الفنية: "ممكن ياخد وقت ساعتين أو يوصل لأسبوع أو 10 أيام لحد ما يكمل".