حثت الولايات المتحدة جنوب السودان اليوم الخميس على الإفراج عن الأربعة الباقين من السياسيين الذين احتجزوا للاشتباه فى ضلوعهم فى محاولة انقلاب فى خطوة يمكن أن تزيل عقبة رئيسية فى المحادثات الرامية لإنهاء قتال اندلع منذ أسابيع.

واعتقل السياسيون الكبار بعد اندلاع اشتباكات بين جماعات متنافسة من الجنود فى جوبا عاصمة جنوب السودان فى منتصف ديسمبر كانون الأول واتسع نطاق القتال سريعا على أسس عرقية فى أنحاء البلاد مما أودى بحياة الآلاف.

ونفت الجماعات التى تقاتل الحكومة وجود أى مؤامرة للاستيلاء على السلطة وطالبت بالإفراج عن السياسيين المحتجزين أثناء محادثات السلام الجارية فى أثيوبيا والتى تتابعها عن كثب قوى إقليمية وغربية تحاول منع انزلاق هذا البلد إلى حرب أهلية شاملة.

وأفرجت سلطات جنوب السودان عن سبعة من المحتجزين بينهم وزيرا المالية والعدل السابقين أمس الأربعاء، وسلمتهم إلى كينيا المجاورة.

لكن السلطات تقول إنها ما زالت تفحص أدلة ضد الأربعة الباقين بمن فيهم الأمين العام السابق لحزب الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكم باقان أموم.

وقال نائب وزير الخارجية الأمريكى وليام بيرنز على هامش قمة للاتحاد الأفريقى فى أديس أبابا "نرحب بالإفراج عن المحتجزين السبعة ونعتقد أنها خطوة إيجابية.. سنواصل الحث على إطلاق سراح المحتجزين الأربعة الباقين."

وأضاف بيرنز أنه يشعر بالقلق تجاه القتال المستمر فى جنوب السودان على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذى توصل إليه الجانبان فى مفاوضات الأسبوع الماضى، واتهم رئيس جنوب السودان سلفا كير نائبه السابق ريك مشار ببدء القتال فى محاولة للاستيلاء على السلطة.

وينفى مشار المختبئ حاليا هذا الاتهام ويتهم كير بالتصرف كحاكم مستبد وباستغلال اندلاع العنف لاعتقال خصومه السياسيين، وقال وزير خارجية جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين إن التحقيقات بالنسبة للمحتجزين الأربعة الباقين ما زالت مستمرة.

وأضاف بنجامين لرويترز فى أديس أبابا "فور انتهائها (التحقيقات) سيتم رفع تقرير إلى الرئيس وسيكون له الخيار أيضا فى استخدام سلطته الدستورية لمنحهم العفو أو أى شىء آخر."

وقال مصدر فى الرئاسة الكينية إن كير قد يمسك عن إطلاق سراح السياسيين الأربعة لتعزيز موقفه فى المفاوضات المقرر أن تستأنف فى السابع من فبراير شباط، وأضاف المصدر "إذا لعب بكل أوراقه فماذا سيفعل بعد ذلك؟".

وقال وزير العدل الحالى فى جنوب السودان بولينو وأناويلا أوناجو يوم الثلاثاء إن مشار وآخرين قد يواجهون تهمة الخيانة وهو أمر ما زال يهدد بتعطيل جهود السلام.

واندلعت الاشتباكات بعد توتر سياسى استمر عدة أشهر بين أنصار كير المنتمى إلى قبيلة الدنكا وخصومهم من مؤيدى مشار المنتمى إلى قبيلة النوير. وتتهم جماعات حقوقية الجانبين بارتكاب فظائع وحشية، والولايات المتحدة داعم رئيسى لجنوب السودان الذى لا يملك مصدرا آخر تقريبا للدخل الحكومى سوى عائدات النفط.

وقادت واشنطن مع قوى أخرى المفاوضات التى أنهت حربا أهلية استمرت عقودا بين مقاتلين جنوبيين وقوات الحكومة السودانية فى الشمال وانتهت بانفصال جنوب السودان عام 2011.



أكثر...