(( هتلر يقدم كلبين هدية الى الملك غازي ))



سعيد الهزار
كاتب عراقي


كانتْ في حديقة قصر الزهور
بعض الحيوانات التي كان الملك يهتم فيها
وهو عموما يحب الحيوانات
وعلى ذكر الحيوان والاهتمام فيها

( نقلا عن فؤاد عارف مرافق الملك غازي )
والكاتب العراقي سعيد الهزار
لم يذكر ذلك
مع خالص إعجابي وتقديري لشخصه الكريم
ودوري تصحيح الأخطاء اللغوية
وإضافة بعض الصور
وتصحيح بعض المعلومات ...

أقتضى التنويه

أرسل (هتلر) كلبين ألمانيين ضخمين هدية إلى الملك غازي
ومات احدهما بصعقة كهربائية
بعد إن لامس جهازا كهربائيا
وبقى الأخر الذي كان بدوره ضخما كالنمر
و للملك فيصل الثاني صورة يمتطي هذا الكلب.





هتلر يقدم كلبين هدية الى الملك غازي H5987449.bmp

هذه هي الصورة





تأثر الملك غازي لموت احد الكلبين
فأرسلت رسالة إلى عباس محمود أغا رئيس عشائر البشدر آنذاك
يطلب منه إن يرسل كلبا ضخما
ووصل الكلب الذي نقلته سيارة لوري من السليمانية
وجيء به إلى القصر .
وكان الملك نائما .............
وعلى الطريقة الكردية قدمت للكلب الوجبة الأولى من الطعام
وهي عادة إن يقدم للكلب الجديد
الذي يدخل أول مرة الدار وجبة من البيض المقلي بالسمن
وعلم الملك بوصول الكلب من السليمانية
وفي تلك اللحظة سمع عواءً وصياحا
غير طبيعيين للكلب
الذي بدا يهجم
وعندها عرفنا إن الكلب لاحظ نفسه في المرآة
فقد كانت هناك مرآة كبيرة جداً
ولما رأى الكلب نفسه في المرآة
ظن إن هنالك كلبا أخر
ثم جاء الملك ورأى الكلب الجديد
وأعجب فيه ثم طلب إحضار الكلب الألماني
وقال : (( لنشهد جولة مصارعة بينهما ))
وكان الكلب الجديد يجيد القتال
فما إن رأى الكلب الألماني حتى نظر إليه وفي لحظة ما
هجم على الكلب الألماني الضخم وصرعه
وكان في منتهى الشراسة والتوحش
حتى إن الحاشية لم تكن تدري ما يمكن إن تفعل
لإنقاذ الكلب الهتلري من هذا الكلب

وصاح غازي: (( يا فؤاد ماذا عسى إن نفعل؟
إن الكلب الألماني سيموت ))

فقال له سيدي لا استطيع إن افعل شيئا فمن يستطيع إن يقترب؟





هتلر يقدم كلبين هدية الى الملك غازي zNF87870.bmp
فؤاد عارف




وما كان من الخدم
إلا إن يربطوا خرطوم الماء (الصوندا) الذي كان في الحديقة
بحنفيه الماء الساخن
ورش الكلب بالماء الساخن

( والكاتب يقصد الماء البارد ... لكي تنتهي المعركة )

فانسحب الكلب المتوحش
وهكذا أنقذ الكلب الألماني من موت محقق
وهو يعاني جروحا وآلاما بدءا من عوائه المستغيث .
ازداد الملك غازي إعجابه بهذا الكلب
فأخذه معه وكان يبدو وكأنه أسد يمشي في القصر والحديقة
واخذ يدربه على الحراسة
حتى تحول هذا الكلب إلى كلب حراسة من الطراز الأول
كان الملك ينام في السطح
والكلب ينام تحت سريره مباشرة
وكان الكلب الذي أحبه الملك والملكة
ينزل مرات عدة في الليل من السطح ليفتش الدار
ويصعد مرة أخرى ليدور حول السرير

ثم يضطجع ثانية تحت السريْر.



ولي مداخلة ....
كان لدي ( داليا )
وهي كلبه ألمانية الأصل مهجنة
من صنفين شرسين
الدوبر والولف
رأسها كبير ومن خصرها رفيع ..
ربيتها وعمرها شهر واحد .
أحد جيراني كانت له كلب شرس جدا
طلب مني أن تكون هناك منازلة بينهما ..
وكنت علمتها أن لا تكون مؤذية
قبلت المواجهة ... وحان وقت المنازلة
( داليا ) كانت هادئة
وهي ترى زمجرة وعواء هذا الكلب
الذي يثير الخوف في نفس كل من يراه
وهي أنثى رقيقة ..
يقابلها فحل شرس يريد أن يثبت رجولته .
لم يصدر منها أي ردة فعل
ولكنها كانت متحفزة للدفاع عن نفسها
وأنا أعرفها جيدا من طريقة وقوفها
وثبات ذيلها القصير جدا وكأنها لا ذيل لها .
هجم عليها ...
وثواني معدودة
وجعلت فكيها مغروزة في فخذ الكلب المتبختر من الجهة العليا
حتى على صراخ رهيب من الكلب المهاجم ...
وفر هاربا لا يلوي على شي
ويصرخ صراخا لم أسمع له مثيل في حياتي .
( داليا ) وطيلة ثلاث سنوات
حمت المحلة من السرقات التي كانت منتشرة في حينها
وقتلت بالسم ..
وكان حزني عليها شديد


كم هي جميلة الذكريات



خالص احترامي وتقديري