شبكة عراق الخير
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: حرب تموز وهزيمة إسرائيل النوعية

Share/Bookmark

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1

    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الدولة
    الطائف -السعودية
    المشاركات
    1,259
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي حرب تموز وهزيمة إسرائيل النوعية

    حرب تموز وهزيمة إسرائيل النوعية

    الأثنين يوليو 19 2010 -
    عبد الركابي
    في مثل هذه الأيام من العام 2006 شنت اسرائيل حربها على لبنان وفقاً للتسمية الإسرائيلية حرب لبنان الثانية أو
    (الجزاء المناسب)،
    وقد جاءت حرب تموز حسبما تزعم إسرائيل في بداية الأمر كرد على عملية (الوعد الصادق) التي نفذتها المقاومة اللبنانية،
    والتي أسفرت عن أسر ثلاثة جنود اسرائيليين في منطقة (حدب عيتا)،
    حيث اتضح بعد ذلك ومن خلال عملية تبادل الأسرى أنهم قتلى، بيد أن مصادر إسرائيلية روجت تقارير في وقت لاحق،
    كشفت النقاب من خلالها، أن مثل هذا العدوان على لبنان كان مبيتاً .

    وقد أجمعت التحليلات الغربية والأمريكية بعد انتهاء هذه الحرب، على أن نتيجتها كانت هزيمة نوعية من شقين: الأول تكتيكي، والآخر عسكري،
    وهو واقع اعترفت به المصادر الإسرائيلية في أكثر من تقرير لها، حتى أن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الحالي عندما كان على رأس المعارضة الإسرائيلية قال في محاضرة أقيمت في (جامعة بار إيلان) بشأنها،
    (إن هذه الحرب أرجعت اسرائيل 40 عاماً إلى الوراء)،
    وهو يعني واقع إسرائيل قبل حرب عام 1967 .

    والمهم أن هذه الحرب، أفضت إلى معطيات إيجابية للمقاومة، وفي الوقت نفسه أدت إلى تداعيات سلبية بالنسبة لاسرائيل،
    بل إنها دحضت اليافطة التي كانت ترفعها إسرائيل بوجه العرب مثل: (أسطورة الجيش الذي لا يُقهر)،
    كما أنها أضافت ثقة متزايدة بالقدرات المقاومة في حال تفعيلها وتبنيها، في حين راحت اسرائيل تُظهر هواجسها وتثير مخاوفها من القدرات التي ربما امتلكتها المقاومة اللبنانية،
    عبر الادعاء بأن هذه المقاومة امتلكت أسلحة متطورة، قد تؤدي إلى كسر توازن القوى في أي حرب محتملة .

    ومن المفيد ذكره بعد أربعة أعوام على اندلاعها، هو القول إن المقاومة اللبنانية وقياساً على حجمها وتسليحها،
    أصبحت أكبر تحد تواجهه اسرائيل في هذا الوقت، من واقع أن العرب ليس لديهم استراتيجية عسكرية من الممكن وضعها قيد التنفيذ في مواجهة إسرائيل.

    وقد يقول قائل: إن العرب تبنوا استراتيجية السلام منذ سنوات خلت، لكن هذا القائل لم يذكر لنا (نعمة النسيان) التي حلت على هذه الاستراتيجية أو المبادرة،
    وكي لا نذهب بعيداً في هذا الجانب، لم نسمع في الفترة الأخيرة ذكراً لمبادرة السلام العربية من الإدارة الأمريكية وعلى رأسها الرئيس الأمريكي أوباما خلال اجتماعاته الأخيرة مع مسؤولين عرب وإسرائيليين،
    على الرغم من أن وزراء الخارجية العرب قد أعطوا مهلة محددة لبقاء مبادرة السلام العربية مطروحة على الطاولة .

    إن من أهم المعطيات التي أوجدتها حرب تموز، هي روح التحدي والاقتدار التي أظهرتها المقاومة اللبنانية في الرد على التهديدات الإسرائيلية،
    ووفق مبدأ العين بالعين والسن بالسن في أي حرب مقبلة، لاسيما وأن النية الاسرائيلية كانت مبيتة لشن عدوان جديد على لبنان، لولا المعطيات الردعية التي توافرت لهذه المقاومة،
    وبذلك بات مطروحاً أكثر من معادلة في أي حرب محتملة على لبنان، عبر حصار بحري للموانئ الإسرائيلية مقابل أي حصار تفرضه اسرائيل على الموانئ اللبنانية،
    واستهداف تل أبيب مقابل استهداف ضاحية في بيروت، واستهداف البنى التحتية في كل المدن الإسرائيلية من الجنوب إلى الشمال وبالعكس في حال استهداف البنية التحتية والعمرانية لبيروت والمدن اللبنانية،
    فضلاً عن أن اسرائيل باتت على إدراك من أن أي عدوان جديد تشنه على لبنان، سوف تواجه هذه المرة حرباً شاملة ذات أبعاد إقليمية .

    لهذا، كان الوقع ثقيلاً وموجعاً على اسرائيل من جراء فشلها في حرب تموز،
    وهي التي كانت تتبجح أمام العرب في استحالة دحرها في أي حرب تواجه فيه الجيوش العربية مجتمعة، فما بالك باندحارها أمام قوة لبنانية تتألف من بضعة آلاف من المقاتلين في أطول حرب واجهتها بعد حرب 48 وتقسيم فلسطين؟

    لم تكن الأيام ال 33 في هذه الحرب طويلة على المقاومين الذين تركوا افعالهم علامات شاخصة لسرد حكايات وقصص ملحمية في مارون الرأس وبنت جبيل ومنحدرات السلوقي وغيرها،
    إنما طول هذه الأيام هو الذي أقض مضجع الإسرائيليين.

    وكي لا نبالغ في هذا التوصيف، نتركهم يتحدثون عن هذا الرعب والذهول، إذ يقول الجنرال ألون فريدمان قائد لواء الشمال لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية: “إن تلك الحرب تنطوي على تجربة محبطة جداً”،
    لاسيما وأن خوف الجيش من سقوط جنوده ترك آثاره على إدارته، كما أن غياب التشبث بالهدف هو أحد أسباب فشل الحرب .

    تظل حرب تموز بمعطياتها درساً على وجهين: الأول يجعل إسرائيل تفكر كثيرا قبل إقدامها على عدوان جديد على لبنان،
    والآخر يحض ويحفز العرب إلى استخدام قدراتهم على مختلف صنوفها كخيار قوة إلى جانب خيار السلام، وبغير ذلك فإن إسرائيل ستواصل تطرفها.


    التعديل الأخير تم بواسطة فطرية ; 07-19-2010 الساعة 08:58 AM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. السيطرة النوعية في اقليم كوردستان تغلق تسع شركات ادوية في اربيل بسبب مخالفتها
    بواسطة rss_net في المنتدى منتدى اخر مواضيع شبكة عراق الخير
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-08-2021, 11:40 PM
  2. فوز ريال مدريد وهزيمة برشلونة
    بواسطة الكربلائي في المنتدى منتدى اخر مواضيع شبكة عراق الخير
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-05-2015, 06:40 PM
  3. تصاعد وتيرة الحرب على ?داعش? وافتتاح محطة تلفزيونية لنشر العمليات النوعية ضد الإرهاب
    بواسطة ميزو في المنتدى منتدى اخر مواضيع شبكة عراق الخير
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-29-2014, 09:17 AM
  4. مسلمو نيجيريا يحثون المسيحيين على الصلاة من أجل الوطن وهزيمة الإرهاب
    بواسطة مندي في المنتدى منتدى المواضيع العامة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-21-2014, 02:16 AM
  5. فوز بايرن ميونيخ وهزيمة دورتموند في ختام الدوري الألماني
    بواسطة عثمان الجبوري في المنتدى منتدى الرياضة واللياقة البدنية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-18-2013, 09:34 PM

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى