تعتمد استراتيجية علاج سرطان الثدى على مرحلة اكتشاف المرض، ولكن متى يكون اختيار العلاج الجراحى ضروريا، لإزالة هذا الورم من الثدى، حيث إنه يسبب قلقا مزمنا وخوفا.
ويقول الدكتور محمد شعلان، أستاذ جراحة الأورام بالمعهد القومى للأورام ورئيس المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدى إلى أن الجراحة هى المرحلة الأولى لتخلص من هذا الورم وذلك لمنعه من الانتشار، إلا أنه فى بعض الحالات يكون هذا حجم الورم أكبر من إن يتم استئصاله، أو فd مرحلة متقدمة تستدعى استخدام علاجات أخرى قبل الجراحة.

وأضاف شعلان، إن خلال التدخل الجراحى قد يتم استئصال جزئى أو كلى للثدى، ويعتمد هذا على المرحلة التى وصل إليها هذا الورم وطبيعته، مشيرا إلى أن جراحة الحفاظ على الثدى "الجزئى"، وهى للحفاظ على وجود الثدى، حيث تشمل الاستئصال الكامل للورم مع جزء بسيط من الأنسجة السليمة المحيطة به على سبيل الاحتياط مع استئصال الغدد الليمفاوية بالإبط، إذ ربما تكون بعض أجزاء من الورم لا تزال موجودة بها.
وتابع يتوقف حجم ما يتم إزالته من الثدى على حجم الورم نفسه ومكانه بالثدى، مضيفا أن تلك الجراحة يجب أن تتبعها جراحة تجميلية، وفى الغالب تحتاج المريضة إلى علاج إشعاعى بعد الجراحة.
ونوه شعلان، إلى أن هناك استئصال الثدى "الجذرى"، وهو عبارة عن إزالة كاملة للثدى وذلك للحد من خطر عودة ظهور الورم فيما بعد، ويشمل استئصال الثدى والعضلات المبطنة للصدر وبعض الغدد الليمفاوية بالإبط.
وعن الحالات التى يجب معها استئصال الثدى كاملا قال شعلان يتم استئصال الثدى فى الحالات التالية فى حالة الأورام السرطانية كبيرة الحجم، أو فى حالة وجود أكثر من ورم فى نفس الثدى، أو ارتجاع الأورام السرطانية بعد جراحات الحفاظ على الثدى، أو سرطان الثدى عند الرجال، أو الورم الذى يقع فى جزء من الثدى والذى من شأنه أن يترك مظهرا غير مرغوب فيه إذا تم استئصاله جزئيا.
كما أضاف قائلاً: "إن هناك ما يقرب من 20 إلى 35 غدة ليمفاوية بالإبط، واستئصال بعضها وتحليله يعطى معلومات حول ما إذا كان السرطان قد انتشر خارج الثدى أم لا، وذلك بالنسبة لجراحة الغدد الليمفاوية".
ويعتبر عدد الغدد الليمفاوية التى يصيبها السرطان مؤشرا مهما لمعرفة المرحلة التى وصل إليها الورم وللتوصية بالعلاج المناسب، وهؤلاء المصابات بسرطان الثدى المنتشر يجب أن يخضعوا لجراحة تحليل الغدد الليمفاوية لمعرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر فيها، فإذا كان الحال كذلك فيجب استئصالها كلية.
مشيراً إلى كيفية تحديد إصابة الغدد الليمفاوية بالسرطان أنه أحيانا تتورم هذه الغدد لتصبح واضحة عند الفحص على يد الطبيب، لكن يجب إجراء فحص بأسلوب علمى آخر أكثر دقة للتأكد من ذلك عن طريق:

1. استئصال الغدد أسفل الإبط كليا سواء كان ذلك أثناء نفس العملية أو فى عملية أخرى لاحقة يتم تحديد موعدها سريعا.

2. حقن الثدى بصبغة مشعة لتحديد الغدة الليمفاوية الأولى "الغدة الحارسة" التى تتلقى السوائل الليمفاوية من الورم، ومن ثم يتم استئصالها وتحليلها. إذا ثبت تأثرها بالسرطان فمن المحتمل أن تكون الغدد الأخرى أيضا قد تأثرت به، ويكون العلاج عندئذ استئصال جميع الغدد الليمفاوية أسفل الإبط أثناء الجراحة وهو ما يعرف بـ "تطهير الإبط"، ثم يعقبه علاج بالأشعة، مشيراً د.شعلان على أن هذه الطريقة تعتبر جديدة نسبيا ولا تستخدم على نطاق واسع فى مصر، ولكنها مناسبة للأورام التى يقل حجمها عن 2 سم مع عدم إصابة الغدد الليمفاوية أو أنها غير متضخمة.



أكثر...