أكدت صحيفة "السياسية" الكويتية، أن رد وزير خارجية قطر الدكتور خالد بن محمد العطية، على كلام من وصفته بـ"بائع الفتوى" الشيخ يوسف القرضاوى عن دولة الإمارات العربية المتحدة، ينسجم مع الموقف الخليجى الموحد مما تمارسه جماعة الإخوان، والتى وصفتها بـ"الإفك والإرهاب"، وهو رد يغلق نافذة كان يراهن البعض على النفاذ منها إلى البيت الخليجى، متوهما أن التباين فى وجهات النظر يمكن أن يتحول شقا كبيرا يؤثر فى أركان هذا البيت•

وذكرت الصحيفة - فى مقالها الافتتاحى اليوم الاثنين، تحت عنوان "بائع فتاوى الفتنة•• قرضاوى"، للكاتب أحمد الجار الله- أن كلام القرضاوى لا يمثل السياسة الخارجية القطرية، وهو لن يمثلها فى يوم من الأيام، مشيرا إلى أن ما بين قطر ودول الخليج أكبر بكثير من أوهام وسكرات احتضار سياسى لشيخ مفلس دينيا يخفى ذلك ببث الفتن بين أبناء الأمة الواحدة، بل بين أبناء بلده مصر.

وقال الجار الله: "إن ضرورات المرحلة تفرض أن تسد كل الثغرات التى يمكن أن يستغلها هذا النوع من ضعاف النفوس لاستدراج المنطقة إلى خلافات هى بغنى عنها، أو تصوير الأمر ضعفا فى الصف الواحد".

وأضاف: حين يقول وزير الخارجية القطرى "أن أمن الإمارات من أمن قطر"، فهو يعبر عن حقيقة ظهرت للعيان فى العديد من الأزمات التى مرت فيها بعض دول المجلس، فتداعت البقية لمساندتها والعمل معها على تجاوز المحنة، مؤكدا أن الجميع يدرك أن ما يتفوه به بعض رموز جماعة "الإخوان" الإرهابية ليس أكثر من نفخ مريض على صخرة لم تستطع الرياح العاتية زحزحتها من مكانها، فهل سيؤثر فيها هذيان القرضاوى أوغيره؟ وأهم من يعتقد ذلك•

وتابع: "لا غرابة أن تكون ثروة القرضاوى ثلاثة مليارات دولار، لا وأنه "بائع فتاوى"، ولا يهمه إن كانت الفتوى تهدر دما أو تعيث خرابا، تقتل الأنفس التى حرم الله قتلها بغير حق، أو تناصر ظالما على مظلومين"، لافتا إلى أن المهم عند القرضاوى الثمن الذى سيقبضه لقاء ذلك، وهو فى هذا منسجم مع نفسه، فمن شب على أفكار "الإخوان" شاب عليها•

ولفت الكاتب إلى أن " القرضاوى نهل من مستنقع الأفكار الآسنة التى شكلت عقيدة جماعته، مشيرا إلى من يطلع على تاريخها يدرك ذلك بوضوح بدءا من توظيف نفسها منذ العام 1928 لمن يدفع أكثر، أكان مع البريطانيين وخدمتهم فى السيطرة على الدولة فى مصر، أو فى فلسطين عندما وضعت نفسها فى خدمة المستعمر البريطانى لتحقيق وعد بلفور، أو بمحاولتها الأخيرة تجيير حكم مصر للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، ونقل فلسطينيى غزة إلى صحراء سيناء ليصبح القطاع ضمن حدود الدولة اليهودية، مؤكدا أن الشعب المصرى أحبط هذا المخطط وحرر مصر من براثن هذه الجماعة الإرهابية"•

واستطرد "الجار الله": " ليس من المستغرب أن ينطق القرضاوى لما نطق به فى خطبة الجمعة قبل الماضية حيال دولة الإمارات، فما قاله فى خطبته المشئومة يعبر عن مدى يأسه ويأس جماعة الإخوان من العودة إلى الواجهة السياسية مستقبلا؛ لأن التاريخ لن يعيد نفسه"•
واختتم مقاله: "إذا كان بائع الفتاوى القرضاوى قد استحل دماء المصريين المعادين لجماعته، فهو لن يسكت على من ساعدهم فى ثورة 30 يونيه، ولهذا كانت صرخة الحقد التى أطلقها ضد الإمارات كبيرة، مشيرا إلى أن هذه الصرخة هى فى جوهرها صرخة ضد شقيقاتها الخليجيات اللاتى وقفن إلى جانب مصر لمواجهة المخطط الإخوانى الذى كان هدفه السيطرة على العالم العربى".



أكثر...