لم يكن عمر الرضيعة "فانج فانج" يتجاوز بضعة أيام عندما تخلت عنها أسرتها فى درجات حرارة تقترب من التجمد يوم رأس السنة فى شمال الصين، إلا أن الصغيرة كانت أوفر حظا نسبيا.. فعلى عكس الذين يعثر عليهم فى محطات القطارات أو دورات المياه، تركتها أسرتها فى مأوى آمن ودافئ.

ويلقى عشرات الأطفال الرضع سرا فى "جزر سلامة الأطفال" أو "حجرات الأطفال"، التى أنشئت منذ أواخر العام الماضى، فى إطار خطة تهدف إلى حماية الأطفال اللقطاء.

وقال "تشانج مين" مدير دار أيتام حكومية فى مدينة تيانجين الساحلية فى شمال البلاد، حيث عثر على "فانج"، "نحن بحاجة إلى بناء هذه الجزر لحماية الأطفال من التعرض لمزيد من الأذى".

ويوضع الأطفال هناك فى غرفة دافئة وردية الجدران بها مهد وحاضنة للمبتسرين. وكانت "فانج فانج" تركت فى حقيبة يد على الأرض أمام دار للأيتام.

وفى كثير من الأحيان تروى وسائل الإعلام الصينية حكايات مروعة لأطفال لقطاء، وهى مشكلة تعزى إلى أمهات شابات تجهلن بحملهن أو إلى ولادة إناث غير مرغوب فيهن فى مجتمع يعلى شأن الأطفال الذكور أو إلى قواعد تنظيم الأسرة الصارمة التى تطبقها الصين.

وفى إحدى الحالات، عثر على رضيع فى القمامة فى ضواحى بكين. ولم يكتب لهذا الرضيع البقاء على قيد الحياة. وفى حالة أخرى أنقذ رجال الإطفاء فى شرق الصين طفلا حديث الولادة من أنبوب للصرف الصحى.

وشهدت دور الأيتام الصينية تراجعا فى أعداد الأطفال اللقطاء منذ عام 2005، لكن مسئولين يقدرون أن دور الأيتام تستقبل حوالى 10 آلاف من الأطفال اللقطاء سنويا. ويتبنى أيضا عددا غير معروف من الأطفال اللقطاء بشكل غير رسمى.

وفى الماضى امتلأت دور الأيتام فى الصين بالفتيات بسبب ثقافة تفضيل الذكور، وسياسة الطفل الواحد الصارمة المطبقة منذ ثلاثة عقود. فيريد كثير من الأزواج الذين يسمح لهم بإنجاب طفل واحد، التأكد من أن المولود ذكر.



أكثر...