السعادة الزوجية في الاسرة rose.gifالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالسعادة الزوجية في الاسرة rose.gif

من السهل جدا أن نقع في الحب، خصوصا عندما يكون الرجل مثاليا ومتوافقا مع متطلباتنا الشخصية في الزوج المثالي، ولكن من الصعب جدا الحياة مع رجل لا تثقين به. فالعلاقة، أي علاقة تبنى على الحب تهدم فور انعدام الثقة بين الطرفين أما أساس العلاقات الناجحة فهو الثقة.
تعتبر الثقة عنصرا أساسي في نمو الحب والاحترام بين أي زوجين، لذا من الضروري جدا أن تكون هناك ثقة متبادلة بين أي زوجين وهذه الثقة لا يجب أن تكون آنية وإنما ثقة تمتد لجميع تفاصيل الحياة في الحاضر والمستقبل أيضا.
ويتطلب بناء الثقة بين الأزواج الكثير من الجهد والوقت، إلا أن فقدان الثقة قد يحدث في لحظات، ومن الصعب جدا عندها إعادة بناء جسور هذه الثقة مرة أخرى. لكنك إذا كنت مستعدة لبناء هذه الثقة فأنك تحصلين في النهاية على العلاقة الزوجية المثالية التي طالما حلمت بها.
الخطوة الأولى نحو الحصول على ثقة متبادلة بين الأزواج تبدأ في الكشف عن ذاتك الحقيقية أمام الشريك. ففي المراحل الأولى من التعارف يحاول كل من الطرفين إظهار أفضل ما عنده للطرف الآخر و ذلك أمر طبيعي كون كل من الطرفين يريد الحصول على إعجاب الطرف الآخر و حبة. لذلك الخطوات الأولى من العلاقة لا تخلو من تصنع قد يكون في معظم الأحيان غير مقصود.
لكن مع زيادة الترابط بين الطرفين فأن أقنعة التزلف و التجمل تأخذ بالزوال و تبدأ الشخصية الحقيقية للطرفين بالظهور. و لا نقصد هنا الجانب السيئ في الطرفين بل نقصد أنة كلما زادت معرفتك بالشخص المقابل كلنا كنت أكثر ارتياحا في التعامل معه و بالتالي تكون أكثر عفوية في التعامل معه.
أي انك تكون قد بدأت بالكشف عن ذاتك الحقيقية أمام الشريك دون أي تزلف أو تصنع الأمر الذي يجعلك أكثر ثقة بالشريك. فإذا أدركت أن الشخص المقابل معجب بك فأنك تكف عن الاجتهاد في إثارة إعجابه لأنه ببساطة معجب بك فعلا و هذا بحد ذاته يعطيك شعورا رائعا بالثقة والارتياح.ومجمل القول: إن الصراحةوالثقه ضرورية بين الأزواج، وهي الأساس السليم الذي تُبنى عليه الحياة الزوجية, وعدم توفر الصراحة بدرجة كافية بين الأزواج يُعدّ مؤشراً خطيراً لحياتهما معاً؛ إذ يفتح الكتمان باب الكذب والمواربة والمجاملة, وهذا لا يُعدّ نقطة إيجابية في الحياة الزوجية. كذلك من المهم جداً أن تكون للمصارحة الزوجية حدود؛ لأنه وإن كان الزوجان عنصرين يكمل كل منهما الآخر, إلاّ أنهما في النهاية يُعدّان شخصين مختلفين, لكل منهما حياته الخاصة وأسراره التي يجب ألاّ يطلع عليها أحد، خاصة إذا كانت تلك الأسرار لا تتعلق بحياتهما معاً، وإنما بعلاقة كل منهما بأهله وأصدقائه..
والثقة لا تعني الغفلة, ولكنها تعني الاطمئنان الواعي, وأساسه الحب الصادق والاحترام العميق, والصدق ركن أساسي في بناء هذه الثقة.