تنقسم همدان إلى قسمين رئيسين هما حاشد وبكيل وهم قبائل كبيرة والكفة العددية تميل لصالح بكيل [257] إلا أن حاشد أكثر تنظيما ونفوذا [258] ومنهم عبد الله بن حسين الأحمر أحد أبرز القيادات القبلية في تاريخ اليمن الحديث وأبناؤه وكذلك شيخ مشايخ بكيل سنان أبو لحوم وكلا القبيلتين لهما نفوذ سياسي واسع في البلاد وإن كان دور بكيل تراجع خلال العقد الماضي [259] ويغلب على أبناء هذه القبيلة نمط معيشة الحاضرة فأغلبهم مزارعين باستثناء التفرعات المتواجدة في بادية حضرموت مثل آل كثير و آل مرة. أقدم ذكر لهمدان يعود إلى القرن السابع ق.م في نص النقش الذي دونه الملك السبئي كربئيل وتر الأول وجاء ذكرها كاسم أرض وليس قبيلة بالضرورة [260] أما أقدم ذكر لحاشد أو "حشدم" كما تقرأ في النصوص السبئية القديمة يعود للقرن الرابع ق.م [261] أما بكيل فتعود للقرن السادس ق.م [262] منذ القرن الرابع ق.م ولأسباب غامضة قد تكشف عنها اكتشافات أثرية حديثة في البلاد، وملوك مملكة سبأ ينتمون لأحد فرعي همدان [263] وتمكن زعيم حاشد المدعو "يريم أيمن" من احتكار الملك قرابة النصف الثاني من القرن الثاني ق.م [264] ثم انتقل الملك إلى بكيل في النصف الثاني من القرن الأول ق.م وإنتهت سيطرة بكيل عقب إنتصار الحِميَّريين بقيادة "ذمار علي يهبر الأول" في العام 100 بعد الميلاد [265]
سميت هاتين القبيلتين (حاشد وبكيل) قديما "بجناحي الأئمة الزيدية" [266][267] هذا لايعني أن كل همدان زيدية أو أن الزيدية محصورة فيهم إنما هم كذلك من ناحية تاريخية. لعبت همدان دوراً في دعم ثورة 26 سبتمبر في شمالي اليمن مما أعطاها نفوذاً ومراكز قوى مكنتهم من صنع القرار السياسي للجمهورية الناشئة في الجزيرة العربية وأتاح للقبيلة فرص لممارسة الأنشطة الاقتصادية والتجارية مما جعلها تؤثر على المناخ الثقافي والاجتماعي التقليدي واستمراريته. مع العلم أن الثورة انطلقت من تعز وهي منطقة سكانها أقل ارتباطا بالقبيلة من مناطق يمنية أخرى رغم تواجدها[268][269] مساكن همدان في صنعاء وماحولها ولهم امتداد في عمران مع وجود قبائل منفصلة المشيخة خارج حدود الجمهورية اليمنية مثل قبيلة يام. حسب المصادر الغربية, تذكر حاشد وبكيل كأحلاف لعدة قبائل (إنجليزية: Tribal Confederation) أو اتحاد قبلي لعشائر عديدة وهي عادة قديمة موجودة في شبه الجزيرة العربية منذ القدم. إذ تضم القبائل الكبيرة قبائل أصغر إليها لظروف مختلفة. فكلمة بكيل مشتقة من يبكل وهي إختلاط الشي أو تجمعه وفق نظرية وقيل كذلك أن بكيل تعني الرجل الجميل [270] ولكن طالما أن اللفظ ورد في نصوص سبئية قد يكون لها معنى آخر فكلمة بكيل كلمة سبئية بلا شك فاسم حاشد وبكيل قديم قدم مملكة سبأ نفسها [271]
كِندة

منقوول