التطرف سمة فردية، لكن موجودة فى كل المجتمعات بدرجات متفاوتة، ولعل واقعة هدم متطرفين ألبان تمثال الأم تريز الحاصلة على جائزة نوبل للسلام فى كوسوفو مؤخرا، أكبر دليل على ذلك، حيث لاحظ متشددون، ولع وعشق الشعب الألبانى لها، فأقدموا على تحطيم تمثال الأم تريز الذى يتوسط معرضا جمع مقتنياتها وسط العاصمة.

وإن كان متطرفو "كوسوفو" قد هدموا رمز الخير والمحبة والسلام فى أوروبا، فكل يوم يطل علينا أمثالهم فى مصر، محاولين هدم تماثيل ترمز إلى الجمال و الثقافة والفن بحجة أنها محرمة، وتدعو إلى "الشرك" بالخالق عز وجل، حسب ما يزعمون.

الإسلام الراديكالى الذى سيطر على نفوس وعقول تلك الفئة المتعصبة، كان سببا فى حوادث اعتداء عديدة على التماثيل فى مختلف أنحاء المحروسة، بداية من هدم تمثال للأديب العالمى طه حسين، وصولا إلى إحباط محاولات هدم تمثال كوكب الشرق "أم كلثوم".

بينما حفل عام 2012 بالعديد من وقائع الاعتداء، على رأسها قيام متطرفين بهدم تمثال "سونسرت الأول" فى مدينة المنصورة، وشهدت مدينة دمياط واقعة مشابهة بعد محاولة ثلاثة متطرفين تدمير تمثال الدكتورة عائشة عبد الهادى المعروفة بلقب "بنت الشاطئ"، فى الوقت الذى حطم سلفيون تمثالا للفنانة ماجدة بمدينة 6 أكتوبر، علاوة على هدم رؤوس تماثيل الحديقة اليابانية فى حلوان.

وانتشرت عدد من الفتاوى الداعية إلى تغطية رأس تمثال مصطفى كامل، وهدم تمثال أبو الهول وتحطيم تماثيل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بالقاهرة والفيوم وسوهاج.

يصف الدكتور عبد الحليم نور، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للآثار، الاعتداءات المتكررة على التماثيل المختلفة بـ"المخزية"، لأنها تؤرخ لحضارة وذاكرة أمة، وتستلزم رعاية من الدولة من أى اعتداء غير مسئول.

من ناحية أخرى يقول الدكتور عبد الغفار هلال، المفكر الإسلامى وأستاذ أصول الدين بجامعة الأزهر، فى تصريح صحفى لـ"اليوم السابع": لا يوجد نص فى القرآن أو السنة النبوية المشرفة يحث على مثل هذه الأفعال المسيئة للإسلام والمسلمين، فالتماثيل ترمز للخير والتاريخ والثقافة والفن الراقى، ويجب الحفاظ عليها وحمايتها بدلا من تدميرها.



أكثر...