قد يكون مرضى داء السكري هم أكثر من يتوجب عليهم أخذ بعض الاحتياطات في رمضان بسبب ارتباط مستوى السكر في الدم بنوعية الطعام المتناول بشكل مباشر ولكنهم وفي الجانب الآخر قد يكونون أكثر من يستفيد من الصيام إذا ما واظبوا على نظامهم الغذائي.

ويجب على مريض السكر أن يسعى لضبط مستوى السكر في الدم قبل شهر الصيام, كما ينبغي له زيارة الطبيب قبل رمضان لعمل الفحوصات اللازمة ولسماع نصائح الطبيب وأخصائي التغذية، كما يجب عليه ألا يتردد في زيارة الطبيب في أثناء شهر رمضان إذا ما لاحظ أي تغيير في الأعراض أو في مستوى السكر في الدم.

ويسهم استخدام المريض لجهاز قياس السكر المنزلي في المحافظة على مستوى السكر ضمن المعدل الطبيعي بإذن الله، وجهاز قياس السكر في الدم مفيد للغاية لمرضى السكري طوال العام، ولكن فائدته تتعاظم في شهر رمضان نظرًا لتغير نظام ونوعية الوجبات في رمضان، وبناءً عليه يستطيع المريض أن يقدر كمية الطعام التي يستطيع تناولها حسب قراءات جهاز السكر لديه، كما أن المريض يستطيع اكتشاف نقص السكر أو هبوطه في وقت مبكر, ومن ثم الفطر وتعويض نقص السكر في الدم.



وقد يعتقد معظم مرضى السكر أن الإشكالية تكمن في ارتفاع مستوى السكر في الدم بسبب زيادة كميات الطعام المتناول أو بسبب نقص النشاط والحركة أو بسبب نقص كمية الدواء المستخدم وهذه إشكاليات نتفق عليها، ولكن الأمر الأكثر ندرة والذي يشغلنا معشر الأطباء هو هبوط مستوى السكر في الدم، وهو أمر نعده حيويًا ويدعو لأخذ الحيطة والحرص، بل إن نقص السكر في الدم إلى مستوى متدنٍ يعد حالة طوارئ تحتاج إلى عناية فائقة.

وأعراض هبوط السكر بالدم قد تكون مجرد شعور بالخمول أو الدوخة أو شعور بخفقان في ضربات القلب، أو تعرق في الجسم، وينصح المريض الذي يشعر بأي من الأعراض السابقة أو يجد مستوى السكر منخفضًا عند قراءة جهاز قياس السكر في الدم بالفطر ثم القضاء في وقت آخر، لكي لا يعرض نفسه للخطر.

ويفضل أن يكون مع مريض السكر وخصوصًا من يشعر بنوبات نقص في السكر بعض السكريات البسيطة كالتمر أو الحلوى أو العصير لتعويض السكر في حال الانخفاض، كما يفضل إضافة وجبة خفيفة بين الإفطار والسحور يتناول فيها المريض كأسًا من العصير أو بعض الفاكهة.

ويقلل عدد الوجبات الرئيسة في رمضان إلى وجبتين بدلاً من ثلاث وجبات في الأيام العادية، وبناءً على ذلك فإن الطبيب قد يقلل من جرعة الدواء في رمضان كي لا يدخل المريض في حالة هبوط في مستوى السكر.

ولكل مريض نظام وطريقة علاج تختلف عن الآخر، ولكن الأطباء وبشكل عام ينصحون المرضى الذين يتناولون جرعة واحدة في اليوم بتناولها مع وجبة الإفطار، أما المرضى الذين يتناولون جرعتين في اليوم، فإنهم وفي الغالب ينصحون بنقل جرعة الصباح إلى وقت الإفطار وتناول نصف جرعة المساء قبيل السحور وهي قاعدة تطبق بإشراف الطبيب.

والسنة النبوية في الصيام هي تأخير السحور، ومرضى السكر عند بتطبيق هذه السنة، فإنها تساعدهم في الغالب في الوقاية من حالة الخمول ونقص السكر في آخر النهار، ويجدر بهم تقليل النشاط الجسماني غير الضروري في فترة آخر النهار حتى وقت الإفطار.

وفي ختام حديثنا لمرضى السكري، فإننا نوصيهم بالعمل بالرخصة في حال عدم قدرتهم على الصيام، وخصوصًا الذين يعانون من تقلبات شديدة في مستوى السكر في الدم سواء كانت ارتفاعًا أو هبوطًا، وكذلك المرضى الذين يتناولون عدة جرعات من العلاج يوميًا.