قالت روسيا، إن سوريا ستشحن قريبا مزيدا من أسلحتها الكيماوية إلى الخارج لتدميرها بعد أن اتهمها الغرب بالتلكؤ، فى حين قال نشطاء إن المدنيين فى حلب يفرون من غارات القصف بالبراميل المتفجرة التى تشنها القوات الجوية السورية.

وسعت موسكو كذلك اليوم الثلاثاء إلى تهدئة مخاوف الغرب بخصوص مدى التزام الرئيس بشار الأسد بمواصلة مفاوضات السلام التى انتهت جولتها الأولى دون تحقيق تقدم يذكر، قائلة إن الحكومة السورية ستحضر الجولة الجديدة من المحادثات الأسبوع القادم.

وتأتى هذه الرسائل الدبلوماسية الباعثة على الاطمئنان فى الوقت الذى تصعد فيه القوات الحكومية هجومها على مدينة حلب فى شمال البلاد من خلال قصف شبه يومى بالبراميل المتفجرة، يقول بعض النشطاء إنه يجبر السكان على الهرب ويحقق لقوات الأسد تقدما بطيئا فى المجابهة مع قوات المعارضة التى أضعفها الاقتتال فيما بينها على مدى أسابيع.

وليس من المتوقع أن تسقط حلب قريبا فى أيدى القوات الحكومية لكن الأسد يحرص على السيطرة عليها إلى جانب العاصمة دمشق والمناطق الداخلية الواقعة على طول الساحل. أما بقية البلاد فما زالت مجزأة بين فصائل المعارضة والجماعات الكردية وغيرها من الجماعات المسلحة.

ويقول محللون غربيون إن استخدام الأسد لأسلحة تقتل بلا تمييز مثل البراميل المتفجرة وتأخيره لعملية القضاء على الأسلحة الكيماوية يشيران إلى أنه لا يرى احتمالا يذكر لاتخاذ الغرب خطوات مؤثرة ضده.

وتظهر فى صور فوتوغرافية التقطتها شوارع فى حلب مكتظة بسكان يسيرون حاملين أمتعة هربا من البراميل المتفجرة.

ويتألف هذا السلاح من أسطوانات أو براميل محشوة بالمتفجرات والشظايا المعدنية وهو رخيص التكلفة وسهل الصنع ويلقى عادة من الطائرات الهليكوبتر وفى كثير من الحالات يقتل العشرات فى المرة الواحدة. ويقول النشطاء إنهم بدأوا يعتادون دفع الناس إلى الانتقال من مناطق سيطرة المعارضة إلى الأجزاء التى تسيطر عليها الحكومة فى المدينة.

وقال رامى عبد الرحمن مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان المؤيد للمعارضة إن نزوح المدنيين زاد كثافة فى الأيام الأخيرة وحققت القوات الحكومية بعض المكاسب المحدودة وكان العامل الأساسى الذى ساعدها على التقدم الاقتتال بين المعارضين.

والمكاسب التى ورد أن القوات الحكومية حققتها صغيرة لكن إذا استمر تقدمها وتمكنت من استعادة المناطق التى يسيطر عليها المعارضون فى مدينة حلب فسيمثل ذلك ضربة كبيرة للمعارضة تجبرها على التراجع إلى المناطق الريفية إلى الشمال والشرق وتحرمها من أى وجود كبير فى أكبر مدينتين فى البلاد.

وتنفى مصادر أخرى فى المعارضة أن الحكومة تحقق تقدما. ويصعب الوصول إلى مواقع الأحداث فى سوريا بسبب العنف والقيود الحكومية المفروضة على الإعلام وهو أمر يصعب معه التحقق من الأنباء المتضاربة.



أكثر...