فيما اعتبرت الإدارة الأميركية أن النظام السورى يحاول المماطلة واللعب على عامل الوقت فى تسليم ترسانته الكيماوية، أعلن وزير الخارجية الليبى محمد عبد العزيز عن أن بلاده "دمرت جميع الأسلحة الكيماوية التى كانت تمتلكها، بما فيها القنابل والقذائف المملوءة بغاز الخردل".

وقال عبد العزيز الثلاثاء فى العاصمة طرابلس، إن "ليبيا أضحت خالية تماما من أى وجود للأسلحة الكيميائية التى من شأنها أن تشكل تهديدا خطيرا يطال سلامة الأهالى والمحيط البيئى والمناطق المجاورة"، مضيفاً "ما كان ليتحقق لولا الدعم اللوجستى والمساندة الفنية التى قدمتها كل من أمريكا وكندا وألمانيا".

وأشار عبد العزيز خلال مؤتمر مشترك مع المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد اوزمجو، إلى أن عملية تدمير هذه الأسلحة، تمت من دون حادث يذكر وضمن احترام البيئة.

وبدأت ليبيا تفكيك برنامج التسلح الكيماوى بعد توقيع اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية عام 2004، لكن العملية توقفت فى عام 2011 عندما بدأت الانتفاضة المناهضة للقذافى.

وكانت ليبيا تملك 13 طنا من غاز الخردل حين وقعت الاتفاق، لكن النظام السابق أكد يومها أنه دمر الذخائر التى تتيح استخدامه، وأعلن رسميا حينها عن تدمير نحو 54 فى المئة من احتياط غاز الخردل، وحوالى أربعين فى المئة من المواد الكيميائية المستخدمة فى صنع الأسلحة، وأكثر من 3500 قنبلة تستخدم فى إطلاق مواد كيميائية سامة، وأشرف خبراء فى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على هذه العملية التى توقفت مع اندلاع الثورة الشعبية على نظام القذافى الذى قتل فى أكتوبر 2011، قبل أن تستأنف فى ديسمبر 2012.

وحول الملف السورى، اعتبرت الإدارة الأميركية أن النظام السورى يحاول المماطلة واللعب على عامل الوقت فى تسليم ترسانته الكيماوية، حيث إنه لم يتم تسليم سوى أربعة فى المئة من الترسانة المعلنة والمقدرة بـ1300 طن، أما الخارجية الروسية فدافعت عن النظام وطالبت بعدم تهويل أمر التأخير.

وتنتهى اليوم الأربعاء المهلة التى منحتها الإدارة الأمريكية لتسليم الأسلحة الكيماوية السورية، تمهيدا لنقلها فى بارجات مخصصة لتفكيكها فى البحر، واعتبرت الإدارة الأمريكية التأخير محاولة من نظام الأسد للمماطلة واللعب على عامل الوقت والتهرب من تسليم كامل مخزونه من الأسلحة الكيماوية.

وقال مدير المخابرات الوطنية الأميركية، إن الاحتمالات فى الوقت الحالى تشير إلى أن الأسد أصبح الآن فى وضع أقوى فعليا مما كان عليه عندما تمت مناقشة موضوع الكيمياوى السورى العام الماضى، حيث لم يسلم الأسد سوى 4% أى ما يعادل 53 طناً من ترسانته المعلنة والمقدرة بـ 1300 طن.

وأعلنت الحكومة الأميركية، أن حمولتين صغيرتين فقط من المخزون الكيمياوى السورى غادرتا ميناء اللاذقية، وهو ما وصفته بأنه نقل بإيقاع بطىء.



أكثر...