أرسل (...) إلى افتح قلبك يقول:

أنا شاب عمرى 27 سنة, من عائلة محترمة جداً, و ظروفنا الاجتماعية والمادية جيدة جداً, وأنا سمعتى طيبة والحمد لله, لكنى أعانى من عيب خلقى فى يدى اليمنى, بها تشوه بالأصابع, لكن باقى الذراع سليمة والحمد لله, ولا أعانى من أى نوع من أنواع الشلل أو الإعاقة الحركية, فالأمر لا يؤثر على ممارستى لحياتى الطبيعية, فيما عدا حمل الأشياء الثقيلة فقط.

بعد وصولى لهذا السن أجد إلحاحاً ممن حولى، لأن أتخذ خطوات جادة فى موضوع الزواج, وأنا كنت قد تقدمت بالفعل لخطبة أكثر من بنت, ولكنى كنت أقابل بالرفض دائماً, قد يكون بسبب أى شىء آخر غير موضوع يدى, ولكنى بالطبع دائماً أشك أن هذا هو السبب.

كنت مرتبط لفترة بإحدى جاراتى, وهى من بادرت بالتعبير عن إعجابها بى, وكانت تعلم جيداً أمر يدى, و مراراً و تكراراً كانت تقول إنه أمر غير مؤثر, وأنها لا تهتم به, ولكن الموضوع لم يتم للأسف.

أنا الآن أخاف على نفسى من تكرار التجربة, خوفاً من المزيد من الصدمات, لدى شك وسؤال حائر دائماً.. هل يمكن لأى بنت أن تقبل بى على هذا الوضع؟

ما رأيك أنت يا دكتورة؟.. هل أكمل رحلة البحث وأتقدم للتعرف على شريكة الحياة, وهل أصارح أهلها بالأمر منذ البداية من قبل أن نلتقى حتى لأول مرة, حتى أوفر على نفسى عناء الرفض؟.. علماً بأن الأمر لا يلاحظه الكثيرون فى البداية إلا إذا أوضحته لهم، أم ماذا علىَّ أن أفعل؟

وإليك أقول:

يا أخى الفاضل.. هون على نفسك, فأنت غير معاق, وتعيش بشكل طبيعى, وتستطيع خدمة نفسك مثل كل البشر, والأمر كله يتلخص فى تشوه أصابع يديك، أى أن الموضوع ليس بالأمر الجلل.. صدقنى, أين أنت من الناس الذى يعانون إعاقات حقيقية, أو أمراض صعبة, أو تشوهات خلقية شديدة, ومع ذلك يرتبطون ويتزوجون وينجبون؟.. الحمد لله أنت مشكلتك أبسط وأيسر بكثير.

وها هى الحياة برهنت لك على ذلك من قبل, فقد مررت بتجربة عاطفية سابقة, ولم تكن أنت البادئ فيها حتى, أى أن ما أنت فيه لن يقف أمام أن تعجب بك "صاحبة النصيب", وأن ترى فيك فارسها المنتظر.

أخى العزيز.. البنات يركزن على الشكل والمظهر إذا لم يجدن شيئاً آخر يركزن عليه, أو عندما لا يكون هناك ما يجذبهن للشخص غير ذلك, فأنا متأكدة تماماً أنه عندما تجد فيك الفتاة المواصفات الرئيسية لشريك حياتها الذى تبحث عنه, لن تتوقف كثيراً عند أمر يدك هذا, فالخُلق والشخصية والأصل والسمعة الطيبة أشياء أصبحت نادرة بحق, ويصعب التضحية بها فى مقابل شكليات.

تسألنى هل أكمل بحثاً عن شريكة الحياة أم لا؟, بالطبع أكمل, فهل من بديل؟, لابد وأن تأخذ بالأسباب حتى تجدها, حتى وإن كان مقدراً لك أن تهبط عليك من حيث لا تحتسب أنت, و لكنك مطالباً بالسعى والبحث وبذل ما عليك, أما أمر أن تخبر أهلها مسبقاً بالأمر فأنا لا أحبذه, ليس خداعاً أو تدليساً منك, فأنت حتماً ستصارحهم بالأمر وسريعاً, لكن امنح نفسك الفرصة أولاً لتترك انطباعا لديهم, قبل أن تحكم على نفسك بالنقص أو الخلل مسبقاً, دعهم يروك كما أنت, ويقيمون الموقف على أرض الواقع, و ليس شفهياً, فالأمر يختلف اختلافاً كبيراً صدقنى.

ونصيحتى لك أن تعمل من هنا فصاعداً على أن تكون "رجلاً يصعب رفضه", و هذه نصيحتى لك ولغيرك من الشباب دائماً, فلا تبحث عن الحب والارتباط لتشعر بالاكتمال والتقدير, بل اعمل على أن تكمل أنت نفسك, وأن تصنع من ذاتك شخصاً جديراً بالتقدير, وحينها حتما ستجد من يرى فيك ذلك, بل ويسعى إليك... أكرر وأؤكد لك أنه عندما تجد الفتاة فيك ما كانت تبحث عنه كشخص, لن تلتفت كثيراً إلى ما تتحدث عنه, أنا على ثقة من ذلك, إذاً فكل ما عليك فعله هو أن تعمل على نفسك لتتفوق عليها, وتكون أنت من تتمناه أى فتاة, ليس من أجل الفتاة ولكن من أجل نفسك أولاً وأخيراً.

للتواصل مع د. هبة وافتح قلبك: h.yasien@youm7.com



أكثر...