"يوسف الحسينى"، من أبرز الإعلاميين الذين لفتوا إليهم الأنظار بشدة، خلال الفترة الأخيرة، شارك فى تأسيس إذاعة نجوم FM أنجح الإذاعات المصرية ليتدرج فى المناصب حتى أصبح مديراً للبرامج والتطوير بالإذاعة. وعمل بالعديد من القنوات التليفزيونية المصرية والعربية، ثم عمل فى قناة المحور ثم قناة بيئتى المملوكة لجامعة الدول العربية، ثم قناة "الساعة" والتى قدم فيها مجموعة من البرامج، حتى انضم إلى فضائية "أون تى فى"، وقدم فيها عدداً من البرامج الصباحية والمسائية، لكن يظل برنامجه الأبرز والذى حقق مشاهدة عالية فى مصر والعالم العربى، هو برنامجه المسائى "السادة المحترمون".

"الحسينى" أكد لـ"اليوم السابع" أنه يرى الدولة المصرية تسير فى المسار الصحيح ولكن تشوبها بعض الإخفاقات، إلى جانب تأكيده على تأييده للمشير عبد الفتاح السيسى خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة إذا أعلن ترشحه للرئاسة، وفى هذا الإطار يقول "الحسينى": "المشير السيسى هو الوحيد القادر على إنقاذ مصر من سيناريوهات سيئة".

وإلى نص الحوار..

كيف تقيّم المشهد الإعلامى فى اللحظة الراهنة؟
المشهد الإعلامى منذ فترة كان عنوانه الاستقطاب، فكان هناك جانب لإعلام ضد الإخوان وجانب إعلامى مع الإخوان، وقتها ولازالت، كنت أرى الإعلام المصرى نوعان، أحدهما مؤمن بـ25 يناير وأهدافها، وإعلام ضد الإخوان فقط، وحينما تم القضاء على الإخوان انقلب على ثورة يناير، ويكاد يكون هذا الإعلام شعر بالخطورة من الثورة، وبعد 30 يونيه اتضحت الأمور ومن مع الثورة ومن ضدها، ومع كل ذلك التخوين والتسريبات إلا أنه إذا كان هناك أشخاص خائنون وممولون، فلدينا قضاء كبير وشامخ، ولكن لا يصح تلويث المعارضة، وهذا الحال لن ينضبط إلا بوجود مثلث حاكم إلى جانب نقابة للإعلاميين وميثاق شرف إعلامى، هنا يكون الإعلام سليماً وصحياً ومنضبطاً.


يحمّل المواطن العادى فى الشارع الإعلام المصرى السبب فى جميع ما يحدث لمصر، فلماذا تحول الإعلام لشماعة لمشاكل مصر؟
قبل 25 يناير كان لدينا مشكلة حقيقية فى الإعلام ألا وهى أنه كان إعلام توضيح المسالب فقط ولا يعمل على تحقيق الحلول، وهنا ظهرت نغمة "الإعلام هو السبب"، وهذا يختلف عن إعلام العالم الخارجى الذى يبحث عن الأطراف التى تستطيع الحل، ولكن نلتمس له العذر لأن الجهاز التنفيذى فى مصر قبل الثورة كان "بعبع" فيخشى مسئولو البرامج من استضافة وزير ما، وبعد 25 يناير ظل الإعلام يبحث عن السلبيات فقط، ولكننى كنت حريصاً فى برنامجى "السادة المحترمون" أن ألعب دوراً إيجابياً، فبدأت أعمل على مظالم الناس لكى يكون البرنامج "صوت الجماهير"، وأتمنى فى كل لحظة من جميع وسائل الإعلام أن تبحث عن الحلول إلى جانب السلبيات، كما أنه لا يجب أن يتحول الإعلام لحالة سياسية ولكن السياسة الحقيقية هى يوميات المواطن، ليست انتخابات وصراع الأيدلوجيات، كما أن التهافت على الإعلانات تهافت ساذج، لأن الإعلانات تذهب من تلقاء نفسها للبرنامج الذى يتحدث عن مشاكل الناس.


هل ترى أن هناك انفلاتا فى الإعلام بالرغم من مساهمته ووجوده كلاعب رئيس فى 30 يونيه؟
طالما لم تفعل شيئاً غير أخلاقى فهو ليس انفلاتاً، فالإعلام لم يتحدث عن مشاكل شخصية للإخوان بل انتقد أداءهم سواء قبل وصولهم للحكم أو بعده.. لا يستطيع أحد أن يتهمنى بالانفلات، وفى نفس الوقت ليس غياب للدولة، لأنه على العكس الإعلام يتجلى فى أبهى صوره فى وجود دولة ونحن الآن نعيش فى وجود دولة ومع ذلك لا يزال هناك سقف للحرية وهو مكسب للثورة، والنضال الحقيقى استمرارنا بهذا المستوى لنكون معبرين عن صوت الناس، وبالرغم من ذلك فإن إعلام العالم له انحيازات، ليس هناك قناة أو مذيع محايد، فقناة cnn ديمقراطيين بوضوح وقناة فوكس نيوز جمهوريين بوضوح، وعلى الجانب الآخر نجد أن هناك ثوابت فى الإعلام المصرى وهى مواجهة الإرهاب بكافة صوره وهو أمر صحى، فحينما نجد أن الدولة المصرية أغلقت قنوات تابعة للإخوان ومؤيدة لهم فإننا أمام أمر طبيعى لأنهم كانوا يخرجون عن سياق الهجوم بوضع صورنا على المشانق، وفى نفس الوقت الإعلام المضاد للإخوان لم يكن يفعل ما يقومون به رغم اعترافنا أن هذا التنظيم "مجرم".


تواجه هجوماً بأنك غيرت مواقفك بعد 30 يونيه والبعض يقول إنك "بعت" الثورة بتأييدك السيسى.. ما تعليقك؟
السؤال المهم هو: ما المطلوب من الثورة، هل المطلوب أنها تظل مستمرة؟.. فالمطلوب منها هو أن يكون لها مبادئ ترسى وتنفذ، وأنا أرى أنها توضع حاليا، ليس بالضرورة أن أتبنى وجهة نظر المحيط، على سبيل المثال لدىّ صديقان هما خالد تليمة وحسام مؤنس، ومن المعروف أننا أبناء 25 يناير، ولكن أنا أرى أن ما نعيشه حاليا هى إجراءات طبيعية ونحن على المسار الصحيح، يشوبها بعض الإخفاق مثل وجود الدكتور حازم الببلاوى رئيس الوزراء، والسماح بالتسريبات.. داخل وزارة الداخلية العقيدة قبل 25 يناير كانت شيئا وبعد 30 يونيه تغيرت، ومع ذلك ليس جميع الضباط تغيروا ولكن عقيدتها كمؤسسة تغيرت، ومع ذلك فأنا مؤيد لترشيح السيسى للرئاسة لأننى أعتقد أنه سينقذ البلد من سيناريو أرفضه، أما خالد تليمة وحسام مؤنس فهما ضد ترشح السيسى للرئاسة، ولكنى لا أستطيع اتهامهما بالخيانة أو بيع القضية.. وعلى افتراض أننا فى فترة "تحزب سياسى" وكنت فى حزب معارض وأصبح هذا الحزب مؤيدا فكيف أكون معارضاً، ومع ذلك أفضّل عدم الدخول فى أى حزب حتى أستطيع المعارضة وقتما شئت فأفضل دائما الوجود فى "المربع الانتقادى".

كيف ترى الانتخابات الرئاسية المقبلة فى ظل مطالب ترشح السيسى ودعوات البعض لاستمراره فى منصبه كوزير للدفاع وكيف ينتظر المصريون هذه الانتخابات؟
فى البداية أؤكد أن المصريين مازال لديهم فكرة المخلص والمنقذ عالقة بأذهانهم، فخلال تاريخنا الذى هو المكون لسيكولوجية المصريين، فى العهد الفرعونى كان هناك الفرعون الإله وكان هناك حور محب ومينا موحد القطرين وأحمس طارد الهكسوس، ثم هناك حتشبسوت التى يقال عنها أساطير، وفى حقبة تاريخية أخرى نجد أن مصر لها تأثير على الفكر المسيحى وليس العقيدة مع وجود المخلص والمنقذ السيد المسيح، وفى حقبة أخرى نجد صلاح الدين الأيوبى المخلص من الصليبيين، ثم قطز مخلص من التتار، ثم محمد على ثم جمال عبد الناصر ولذلك ارتبطنا بالشخص والفرد ولذلك مشغولين بمن يحكمهم، وإذا نظرنا سنجد أن المصريين يتفوقون فى الألعاب الفردية ولا نتفوق فى الجماعية لارتباطنا بالمخلص فنجد كرم جابر والشحات مبروك ومحمد عبد الفتاح "بوجى" بطل المصارعة.


على المستوى الشخصى.. كيف يبدو لك الفارق بين العمل التليفزيونى والعمل الإذاعى؟
لا يزال الراديو والإذاعة لهما رونق خاص، فجيلنا عاش مع إذاعات صوت العرب والبرنامج العام، واستمعنا لمذيعى هذه المحطات دون أن نعرف أشكالهم مثل إيناس جوهر ومحيى محمود وبابا شارو وأبله فضيلة وسناء منصور، وحينما عملت فى "نجوم إف إم" كان غريباً أن تصورنا الجرائد والمجلات وكنت أفضل الاستمرار فى عدم الظهور أمام الكاميرات لأنى أخجل من الصور، أما التليفزيون فيخلق حالة انتشار ويستطيع أن يناقش مواضيع أكثر وخصوصا خلال العشر سنوات الأخيرة.

باعتبارك من أبناء ماسبيرو.. حدثنا عن مشكلات التليفزيون الرسمى للدولة؟
اتحاد الإذاعة والتليفزيون مثال حى لغزارة الإنتاج وعدم عدالة التوزيع، وفى نفس الوقت غير مستغل، فالتليفزيون المصرى يعكس حالة مصر، جميعه ثروات، فمن أسس القنوات المصرية الخاصة جميعهم خرجوا من ماسبيرو، والقنوات العربية لا يستطيعون التخلى عن العقول المصرية، أضف إلى ذلك وجود استوديوهات كبيرة للغاية وهناك إمكانيات ولكن فى نفس الوقت هناك 43 ألف موظف فى هذا الكيان، واعتقد أن الفارق بين وزير الإعلام السابق صلاح عبد المقصود والوزيرة الحالية الدكتورة درية شرف الدين، هو أن الأخيرة تعى أنها آخر وزيرة إعلام بحكم الدستور المصرى 2014 وهو ليس بالضرورة أن ينفذ فى هذا العام، مشاكل التليفزيون ستظل موجودة طالما هذا العدد موجود، فلابد من توزيع هذه الأعداد على مؤسسات أخرى بالدولة، وكل ما أريده من التليفزيون المصرى قناة عامة وقناة أخبار وقناة ناطقة باللغة الإنجليزية أما القنوات الإقليمية فلابد أن تكون خاصة تابعة للمحافظات، كما أنه من الممكن أن يؤجر التليفزيون استوديوهاته لقنوات خاصة، أمر آخر وهو ضرورة وجود متحف داخل ماسبيرو ليؤرخ لأهم الآثار به.

حصلت قناة on tv على جائزة أفضل قناة إخبارية فى مصر خلال حفل "دير جيست"، ماذا تمثل هذه الجائزة لكم؟
من الضرورى وجود قنوات إخبارية فى الشارع المصرى، فخدمات الأخبار موجودة فى تلك القنوات ومطروحة للمشاهد المصرى، ولكن عملياً أهمية الجائزة يكمن فى الخدمات التى قدمتها on tv وعرفنا ذلك بعدما نقلت عنا قنوات عالمية ومحلية مشاهد لأحداث كان لنا السبق فى نقلها، فهناك عيون مصرية وإمكانيات مصرية قدمت صورة أجبرت القنوات العالمية للنقل عنها.



أكثر...