طالبت صحيفة "التايمز" البريطانية من الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن يطمئن السعوديين خلال زيارته المقبلة للرياض بأنه لن يهجرهم، وقالت الصحيفة فى افتتاحيتها التى جاءت تحت عنوان "أوباما والسعوديون"، إن "زيارة أوباما للسعودية خبر طيب، يجب أن يطمئن أوباما السعوديين أنه لن يهجرهم".

وقالت الصحيفة، إنه بنهاية العام الماضى لم تكن علاقات الولايات المتحدة والسعودية على ما يرام، وفى الخريف الماضى حصلت السعودية على مقعد كانت تصبو له فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ثم أعلنت أنها لن تقبل المقعد، مما كان مفاجأة للجميع، مشيرة إلى أن الرسالة- التى مفادها أن السعودية غاضبة وتشعر بالعزلة- كانت موجهة للرئيس الأمريكى باراك أوباما ومستشاريه، فعلى الرغم من الحفاظ على الوجه الدبلوماسى للعلاقات، كان المطلعون على الأمور فى السعودية والمسئولون السعوديون يقولون نفس الشىء: لقد هجرتنا الولايات المتحدة.

وتضيف الصحيفة إنه على الرغم مما سبق، فإن موقع السعودية الاستراتيجى يجعل سياستها فى المنطقة، خاصة زعامتها للدول السنية، أمرا بالغ الأهمية. وتقول الصحيفة إن المبادرة السعودية عام 2007، رغم عيوبها، كانت واحدة من أكثر المحاولات البناءة لإنهاء الجمود بين إسرائيل والفلسطينيين، وعلى الرغم من بطء الإصلاح، إلا انه يحدث. وما زالت السعودية تنتج كميات ضخمة من النفط تدير عجلات الاقتصاد العالمى خاصة فى آسيا، والخلاصة، كما تقول الصحيفة، أن السعودية دولة ذات حيثية.

وتضيف الصحيفة أنه نتيجة لذلك فإن زيارة الرئيس باراك أوباما للسعودية الشهر القادم أمر هام. ويجب أن يطمئن أوباما السعوديين أن الولايات المتحدة لن تنسحب من المنطقة وان ضماناتها لحلفائها ما زالت قائمة.

وتقول الصحيفة إن عدة أمور أعطت الانطباع للسعوديين أن أوباما ينسحب من الشرق الأوسط، الأمر الأول هو أنه فى العام الماضى تخطت الولايات المتحدة السعودية لتصبح هى أكبر منتج للنفط فى العالم.

والأمر الثانى هو سوريا، حيث ترى الصحيفة أن أوباما أخفق فى التعامل بحزم عندما تخطى الرئيس السورى بشار الأسد الخط الأحمر الشهير فى أغسطس الماضى بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية، ولهذا خلص السعوديون إلى أن أمريكا لم يعد لها الرغبة للعمل فى المنطقة.



أكثر...