نفت وزيرة الخارجية الإيطالية أيما بونينو، أن يكون موضوع خفض عدد الكتيبة الإيطالية فى قوات الأمم المتحدة فى لبنان "اليونيفيل" مطروحا على طاولة حكومتها حاليا، مشددة على قرار حكومتها البقاء فى "اليونيفيل" وتحمل كل المسؤولية للحفاظ على الاستقرار، ومشيرة إلى أنها ستتوجه فى وقت لاحق اليوم إلى جنوب لبنان لتفقد الكتيبة الإيطالية العاملة ضمن قوات "اليونيفيل" الدولية.

وأكدت الوزيرة الإيطالية، أن مسالة النازحين السوريين فى لبنان تمثل تعقيداً سياسياً وإنسانياً وأمنياً ومالياً ثقيلاً، وهذا يعنى أن لبنان يصبح دولة أخرى مع التزامات مختلفة.

وأوضحت أيما بونينو، عقب جلسة مباحثات عقدتها اليوم فى بيروت مع وزير الخارجية اللبنانية عدنان منصور، أن استضافة لبنان لأكثر من 900 ألف نازح يعادل كما لو أن إيطاليا تستضيف 15 مليون نازح خلال عامين.

وأضافت أنها استعرضت مع نظيرها اللبنانى نتائج مؤتمر "جنيف 2" ومتابعته فى 10 فبراير الجارى، مؤكدة أنه سيكون مسارا طويلا ومعقدا ولذلك يجب معالجة المسألة الإنسانية بطريقة متقدمة وأكثر فاعلية مما تم حتى الآن.

وذكرت أن المباحثات تناولت أيضا استضافة إيطاليا لاجتماع جزء من مجموعة العمل الدولية الداعمة للبنان وكذلك الاجتماع المقبل الذى تستضيفه باريس فى 5 مارس المقبل، إلى جانب مناقشة مسائل تتعلق بتحديد موعد الاجتماع ومستواه وتركيبته الذى ستنظمه حكومتها فى إيطاليا لتعزيز الجيش اللبنانى.

وأشارت إلى أن وفدا اقتصاديا إيطاليا سيزور لبنان قريبا لبحث مسائل اقتصادية تهم البلدين ولعرض خطة الخصخصة التى تعدها إيطاليا، لافتة إلى أن لإيطاليا أكثر من 60 مشروعا قائما مع لبنان بقيمة إجمالية تبلغ 185 مليون يورو، ولهذا فان لبنان يشكل محطة مهمة بالنسبة للمساعدات والتعاون الإيطالى.

وحول إمكانية استضافة بلادها لأعداد من النازحين، أوضحت وزيرة الخارجية الإيطالية أن هناك منطقة تضم نحو 7 ملايين مواطن سورى فى الداخل يستحيل الوصول إليها لتقديم المساعدات، وهناك ملايين المواطنين ينزحون إلى خارج بلادهم.

وأشارت إلى أن استيعاب إيطاليا لنحو 100 أو 200 ألف شخص لن يحل المشكلة، وهناك مئات الآلاف من النازحين فى الأردن وتركيا وفى مصر وفى شمال العراق، وليس هناك من حل لمشكلة هؤلاء إلا بالحل السياسى لأنه لا يمكن الاستمرار على هذه الحال.

وحول موجة الإرهاب التى تضرب لبنان حاليا، أجابت أنه ليس هناك من حل سحرى، مشيرة إلى أن الإرهاب ليس حكرا فقط على هذه المنطقة، معتبرة أن المجموعات الإرهابية فهمت العولمة وطبقت إرهابها فى العالم كله.

من جهته، أوضح وزير الخارجية اللبنانية عدنان منصور أن المباحثات تناولت مواضيع عديدة تهم لبنان وإيطاليا وأوضاع المنطقة والأوضاع الدولية التى تهم البلدين من الهجرة غير الشرعية إلى قضية النازحين السوريين فى لبنان والأوضاع فى سوريا وتأثيرها على الساحة السورية والمشرقية وعلى العالم.

وقال إنهما تباحثا أيضا بموضوع الإرهاب الذى يضرب فى أكثر من منطقة، وما يتوجب على المجتمع الدولى أن يعمل من أجل مواجهته ودعم عملية المفاوضات السلمية الجارية فى "جنيف 2".

وكان الرئيس اللبنانى ميشال سليمان قد استقبل وزيرة خارجية إيطاليا أيما بونينو، حيث بحث معها ثلاثة ملفات أساسية، وهى خلاصات الدعم الدولية للبنان، ومؤتمر روما لدعم الجيش اللبنانى ومشاركة إيطاليا فى القوة الدولية العاملة فى جنوب لبنان "اليونيفيل"، إضافة إلى الأوضاع فى لبنان والمنطقة.



أكثر...