شهد منحى أحداث العنف المتجددة منذ أمس فى مدينة غرداية، منعطفا خطيرا بعد وفاة شاب آخر يبلغ من العمر 22 سنة سقط ضحية للمواجهات الدامية التى شهدتها مناطق متفرقة من أحياء مرماد، الشيخ بابا أو علوان والشيخ بابا والجمة مساء أمس، واستمرت حتى أمس الأربعاء، كما أصيب أكثر من 30 شخصا، بينهم ثمانية من رجال الشرطة الذين أصيبوا بحروق ناتجة عن زجاجات المولوتوف التى حولت موقع الأحداث إلى منطقة ملتهبة تصاعدت منها أعمدة الدخان المنبعث من بيوت مواطنين تم إضرام النيران فيها.

وذكرت وسائل الإعلام أن ما يقرب من 50 عائلة فرت من أماكن الأحداث بعد أن زادت حدة المواجهات، وتحولت إلى عمليات كر وفرّ بين شباب من عمق الأحياء الشعبية كثنية المخزن وبن يزڤن، بوسط غرداية وقوات الأمن المتواجدة بالمدينة منذ قرابة الشهر.. ومازال التوتر سائدا فى الولاية.

وقد توالت ردود الأفعال الغاضبة والمنددة بعودة المواجهات العنيفة التى مازالت ترتكب بحق الأبرياء من سكان غرداية، وسقط خلالها قتلى وجرحى بالعشرات، وشجبت شخصيات دينية وأعيان من الطرفين هذه الأحداث الخطيرة، ودعت السلطات إلى سرعة الكشف عن مرتكبيها ومحاسبة الجهات التى تقف وراء نار الفتنة منذ قرابة الشهرين.

وتشهد مدينة غرداية منذ اندلاع أعمال العنف حالة ترقب حذر لما يخفيه تجدد الأعمال المتكررة مع تصاعد وتيرة المواجهات التى خلفت حتى الآن ثلاثة قتلى وأكثر من 200 جريح بينهم 50 من ضباط وأفراد من أجهزة الأمن.

وطالب عدد من ممثلى المجتمع المدنى السلطات الأمنية، بالكشف عن مصادر تموين المجموعات الملثمة المدججة بالأسلحة البيضاء على اختلاف أنواعها وقارورات المولوتوف المعدة للاعتداء بشكل هجومى خطير زرع الرعب فى قلوب المواطنين، وتشدد مجالس الأعيان من الطرفين على ضرورة الانتشار الموسع لقوات الأمن المكلفة بتأمين المدينة، خاصة بالمناطق الحضرية الأكثر كثافة والأحياء العتيقة كالقصور ومحيط المقابر التى أصبحت تستغل لإثارة المشاعر من طرف أشخاص، أكد الجميع أنهم غرباء عن المنطقة، ولازال الوضع مرشحا للتصعيد، رغم التواجد الأمنى المكثف بعموم إقليم سهل وادى ميزاب.

يذكر فى هذا الصدد أن بلدات منطقة غرداية يسكنها غالبية من الأمازيغ الذين يتحدثون اللغة الأمازيغية ويتبعون المذهب الإباضى وأقلية من العرب الذين يتبعون المذهب المالكى .. وتشهد هذه المنطقة منذ عام 2008 سلسلة من الأحداث والمواجهات الطائفية والعرقية.



أكثر...