الحيرة عاصمة المناذرة

الحيرة عاصمة المناذرة هي مدينة قديمة تقع في جنوب وسط العراق على مسافة 7 كيلومتر من مدينتي النجف والكوفة اللتان بفعل الزحف العمراني أصبحتا الآن متلاصقتين

وتمتد أنقاض الحيرة من قرب "مطار الإمام علي" حتى "ناحية الحيرة" التابعة لقضاء المناذرة (أبو صخير)
وللعلم فإن "ناحية الحيرة" كانت جزءا من مدينة الحيرة القديمة ولا تزال لليوم مأهولة بالسكان.

حكام الحيرة (بالعراق) من المناذرة Lakhmids.jpg
اقدم كتابة آثارية وجدت في الحيرة ترجع إلي سنة 132 م وكانت تسمي وقتها (حيرتا) أي الحيرة
لكن الاثاريون مختلفون فيمن أسّس الحيرة لأول مرة علي 4 مقولات:
1- نبوخذنصر
2-الأردوان ملك الأنباط
3-؟الملك الحميري (تبع ابن كرب)
4- الفرس في الفترة الفرثية


ملوك آل لخم في الحيرة


ملوك آل لخم في الحيرة
عمرو بن عدى 268 - 288
امرؤ القيس بن عمرو 288 - 328
أوس بن قلام 325 - 330
عمرو بن امرئ القيس 370 - 382
امرؤ القيس المحرق بن عمرو 382 - 403
النعمان الاعور بن امرؤ القيس 403 - 431
المنذر بن النعمان الاعور 431 - 473
الأسود بن المنذر 473 - 493
المنذر بن المنذر 493 - 500
النعمان بن الأسود 500 - 504
علقمة ابو يعفر 504 - 507
امرؤ القيس بن النعمان 507 - 514
"ابن ماء السماء" المنذر بن امرئ القيس 514 - 523
الحارث بن عمرو 523- 527
المنذر بن ماء السماء 527 - 554
عمرو بن هند مضرط الحجارة 554 - 569
قابوس بن هند 569 - 577
فيشهرت اوزيد 577 578
المنذر بن المنذر ابن ماء السماء 578 582
"أبو قابوس" النعمان بن المنذر 582 613
-------------------------------

المصدر :
كتاب البحرين عير التاريخ - الدكتور علي اباحسين


ان مالك بن فهم الازدي هاجر من اليمن اثر انهيار كلي أو جزئي حدث في السد وجاء السيل العرم وليس بالضرورة ان يكون هذا السيل سبب انهيار سد مأرب كله ، ذلك ان السد تعرض عدة مرات للانهيار
ففي عام 200 م كان يملك اليمن احد متأخري ملوك سبأ وحمير واسمه ( ياسر يهنعم ) وقد أسمته العرب ( ناشر النعم ) ، وفي عهده وقع حدثان هامان : الأول هو حدوث سيول وأمواج وطوفان هائل اجتاح وديان وسهول اليمن ، واصطدم بالسد العظيم ، مما دعا الملك إلى استنفار الجيش والشعب لترميم تصدع كبير في السد .
أما الحدث الأخر فهو ان ابن الملك المذكور واسمه ( شمهر يرعش ) تقدم بجيشه شمالا وغزا ارض تنوخ فوجد فيها قبيلة ( أسد ) .

وفي رأي الدكتور جواد علي أن أسم ( أسد ) هو في الأصل تسمية ( أزد ) ، فتكون القصة حسب تصوري أن مالكا والازد قد هاجروا في ذلك العام إلى البحرين ، وكان لمالك عددا من الأولاد .

ففي جمهرة انساب العرب لابن حزم الاندلسي أن أولاد مالك 11 ولدا ، أشهرهم ( جذيمة ) ملك العراق و ( سليمه ) ملك عمان و ( هناءة ) الذي ينسب إليه بنو هناء من أهل عمان والإمارات ، و( الحارث ) الذي ينسب إليه ( لقيط ) الجد الأكبر للشحوح في الإمارات وعمان .
فمن مالك كان العرب الأولين وانتشروا من ضفاف الرافدين إلى سواحل الخليج العربي فجبال عمان وسهولها .

ونجد من المؤرخين من يقول ان مالكا عندما ترك اليمن ونزح عنها وسار بقومه متجها نحو حضرموت أولا فنزل في وادي ( برهوت ) وهو واد تسكنه الجن
ومن ذلك الوادي اتجه غربا حيث دخل ارض عمان التي كان الفرس يملكونها على أيام أردشير الأول فاصطدم مالك بالفرس وتمكن من إنزال هزيمة بالقوات الفارسية فهرب المزربان فاستسلم السلطة مالك بن فهم وأودعها لولده ( سليمه ) .
ويبدو أنه قد بقى فترة في عمان تزوج فيها من امرأة عمانية فولدت له ( هناءة ) و ( الحارث ) ، وتركهم هناك وأخذ معه ولده الآخر جذيمة واتجه بقسم من قومه شمالا وأناخ في البحرين ، والتقى هناك بمالك بن زهير وهناك تزوج جذيمه من ابنة مالك ابن زهير ، وتم عقد الحلف التنوخي

حلف التنوخيين
أتفق مؤرخي العرب على أن عربا من أهل تهامة مع عرب من أزد اليمن التقوا بعرب آخرين في البحرين فتحالفوا على ( التنوخ ) أي المقام فعقدوا حلفا ومعاهدة فصارت تسميتهم ( بالتنوخيين ) .
تنازل مالك بن زهير عن القيادة إلى مالك بن فهم
وتوجه القوم كلهم إلى ريف العراق ودخلوه ، وفي العراق صار مالك بن فهم ملكا ،
وكان لمالك ولد اسمه ( سليمه ) حرص على تربيته وتنشئته نشأة عسكرية فكان يدربه على القتال وعلى استعمال القوس والنشاب ولكن الأمر انتهى بمقتل الوالد مالك بن فهم خطأ برمية سهم من يد أبنه سليمه بينما كان الوالد يقوم بإجراء بعض التمرينات الليلية لولده
فلما وقع مالك بن فهم صريعا وقد اخترق سهم ولده سليمه قلبه أنشد قائلاً :

أعلمه الرماية كل يوم ... فلما اشتد ساعده رماني

وقد بكاه ولده سليمه ورثاه الشعراء ونعتوه باسم الشهيد ابي جذيمة
ولما مات (مالك بن فهم ) ملك أخوه ثم آلت الدولة إلى الملك الشهير جذيمة الأبرش





ابتداء من هذه المشاركة لنهاية الموضوع سنقتبس النص الكامل لمقال" ملوك العرب في العراق - ( المناذرة)" المنشور بمنتدي التاريخ ، وكاتب هذا المقال هو عضوذلك المنتدي أسد الرافدين (محمّد العراقي)
#######################

جذيمة بن مالك بن فهم
وقد حكم الحيرة جذيمة الملقب بجذيمة الأبرش أو جذيمة الوضّاح

وله فضل كبير في توحيد قبائل العرب في المنطقة

وقد ذكر عنه الطبري انه كان من أفضل ملوك العرب رأياً وأبعدهم مغاراً وأشدهم نكاية وأظهرهم حزما وأول من استجمع له الملك بالعراق وضم إليه العرب فغزا بالجيوش في تلك الحقبة

كما ذكر المسعودي عنه فقال انه أول من ملك الحيرة وانه صاحب النديمين وهما مالك وعقيل ولذلك قصة مفادها إنهما هما اللذان وجدا عمرو بن عدي ابن أخت جذيمة في البادية حينما كان هاربا فأعاداه إلى الملك مما أفرحه كثيرا ولما أمر بإعادة الطوق الذي كان يطوق به وجدوه قد صغر عليه وأضحى ضيقا وهنا قال عبارته الشهيرة التي ذهبت مثلا فقال
(شَبَّ عمرو عن الطوق)
, لذا فقد أكرمهما جذيمة وقربهما إليه وباتا نديمين له بحسب طلبهما منه كجزاء لهما ,
ومالك هو الذي أشار إليه متمم بن نويرة في رثائه الشهير حيث كان أخاه الذي قتله القائد خالد بن الوليد في معارك وحروب الردة التي جرت بالمنطقة ومنها العراق.


وقد دام حكم جذيمة نحو 60عاما

وقد عاصر في زمانه حاكم بلاد فارس وهو كسرى المسمى ( سابور اشك )

وأما عن زواجه فقد ورد انه تزوج من الزباء الغسانية (#1)وهي التي خانته وقتلته أو خططت لقتله وهي من بلاد الشام ،،وبدا إن تلك الزيجة لم تك إلا محاولة فاشلة كغيرها لرأب الصدع بين المناذرة والغساسنة وان لذلك إحداثيات تاريخية مفقودة تحاكي أسباب فشل تلك المحاولات في جمع الشمل والإصلاح بين الطرفين المتحاربين في ذلك العهد.

وعن عمره عند وفاته بمقتله قيل انه كان يناهز أل 118 عاما
============================
هامش للتعليق علي نص مقال محمد العراقي :
#1 ) - قصة الزواج من الزباء هي من الأساطير العربية التي تحكي ان جذيمة الابرش وقع في غرام الزباء ملكة تدمر وإنها قتلته ثم انتحرت بالسم ، وهذه الواقعة تخالف مصادر التاريخ الروماني التي تقول إن الزباء ، بعد ان عظم ملكها سيطرت على سوريا كلها ثم تركيا ثم مصر ، وقاتلت الإمبراطورية الرومانية ، فانهزمت ودمر الإمبراطور الروماني مدينة تدمر وأخذها أسيرة إلى روما حيث قضت نحبها هناك .

والذي يهمنا في قصة الزباء أن هذه المرأة العربية الشجاعة قد حاولت الاستنجاد بالفرس في قتالها ضد الرومان فتوجهت إلى سواحل الخليج العربي وتوقفت في مدخل الخليج .
وهذه الواقعة حقيقة حيث نري بقايا قصرها الموجود في رأس الخيمة والمعروف باسم ( قصر الزباء ) ،وقيل ان اسم إمارة ( رأس الخيمة ) منسوب إلى خيمة نصبتها الزباء على مرتفع يطل على مدخل الخليج فسميت الإمارة براس الخيمة .. فهل ذهبت الزباء إلى تلك الديار لطلب النجدة من الفرس أم من سليمه ملك عمان وأخي حبيبها جذيمه ملك العراق .. ؟





عمرو بن عدي
وقد حكم بعد مقتل خاله جذيمة رغم انه لم يكن متنفذا في زمن حكم خاله الذي دام زهاء ستون عاما لكن بدا انه كان الأجدر بالحكم من بعده

وقد ذكر عنه الطبري انه كان أول من اتخذ الحيرة منزلا من ملوك العرب وان أول من مجّده أهل الحيرة في كتبهم وكتاباتهم من ملوك العرب بالعراق هم آل نصر والذين كانوا ينسبون إليه فتقوى موقفه كثيرا

لذا فلم يزل عمرو ملكا حتى توفي وهو ابن مائة وعشرين عاما منفردا بسلطته وملكه مستبدا بأمره يغزو المغازي ويصيب الغنائم الكثيرة وتفد عليه الوفود دهره الأطول

وهو لم يدين لملوك الطوائف بالعراق ولم يدينوا له حتى قدم اردشير بن بابك في أهل فارس وكان قد أغار ملك الحضر والجزيرة ( الضيزن بن معاوية بن العُبيد بن قضاعة ) ومعه قبائل قضاعة حين فتحوا مدينة نهر شير الفارسية (بهرسير) وفتك في أهلها وعندها أصاب أي حصل على أخت (كسرى سابور ذي الأكتاف ) حينذاك

وفي ذلك قال عمرو بن السليح القضاعي
لقيناهم بجمع من علاف -- وبالخيل الصلادمة الذكور
فلاقت فارس منا نــكالا -- وقتلنا هرابذ بهرسيـــــــر
دلفنا للأعاجم من بعيد -- بجمع في الجزيرة كالسعير


وتوفي عمرو وله من العمر 120 عاما وخلفه ولده امرؤ القيس بن عمرو