وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون مفاوضات "جنيف-2" التى انعقدت بمدينة مونترو السويسرية بين طرفى الصراع فى سوريا بشكل مباشر لأول مرة منذ اندلاع الأزمة، بأنها إيجابية، وأكد أنها كانت "صعبة للغاية" لاتساع الفجوة بين النظام السورى والمعارضة.

وشدد بان كى مون، فى مقابلة مع مجلة "دير شبيجل" الألمانية، اليوم، الخميس، على أن الأسد يحاول كسب المزيد من الوقت عن طريق تأخير عملية تدمير مخزون الأسلحة الكيماوية ومنع توصيل المساعدات الإنسانية إلى المدنيين السوريين المحاصرين، مما دفع الأمم المتحدة للمطالبة بوقف إطلاق النار من جانب طرفى الصراع (القوات النظامية والجيش الحر)، ولكن كل هذه المحاولات للأسف باءت بالفشل.

وحذر الأمين العام من أن أيا من الطرفين لا ينبغى أن يستخدم المفاوضات كتكتيك لإطالة أمد القتال، معربا عن شعوره بالعجز أمام الأزمة السورية، مشيرا إلى أن تخاذل المجتمع الدولى أمام التوصل لتسوية تنهى الصراع الدائر هناك منذ أكثر من 3 سنوات، يعيد إلى الأذهان مأساة الإبادة الجماعية التى شهدتها رواندا منتصف تسعينيات القرن الماضى.

وقال بان كى مون إنه كان يتواصل بشكل مباشر مع الرئيس السورى بشار الأسد فى بداية الأزمة، ولكنه انقطع عن التواصل معه منذ تعيين المبعوث الأممى الأخضر الإبراهيمى الذى أشاد بحنكته فى التفاوض، وحمل قوات الرئيس بشار الأسد وجماعات المعارضة المسلحة فى سوريا مسئولية مقتل أعداد لا تحصى من الأطفال خلال عامى 2011 و2012.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة مواصلة الضغط على نظام الأسد وعلى قوات المعارضة أيضا، وذلك لدفع الطرفين للتوصل لتسوية مقبولة للصراع الدائر منذ أكثر من 3 سنوات.

وعن روسيا، استبعد بان كى مون موافقتها على فرض أى عقوبات ضد النظام السورى، الحليف الوثيق لها فى الشرق الأوسط، وأكد أنه سيجرى محادثات مع وزير الخارجية السورى خلال الأيام القليلة المقبلة.



أكثر...