على مسافة قصيرة من سوتشى تقع الحدود الروسية مع جمهورية أبخازيا الجورجية الانفصالية، فيما يعد تذكرة دائمة بالتوترات الجارية فى منطقة شمال القوقاز.

وعلى بعد ستة كيلومترات فقط من الحديقة الأوليمبية يظهر للعيان سياج فولاذى دائرى، أقامته موسكو لمنع المتطرفين المتمركزين فى القوقاز من دخول المنطقة الأوليمبية.

ويخشى السكان المحليون الذين يعتمدون على التجارة عبر الحدود، أن تفاقم هذه الإجراءات الأمنية من تقييد حركتهم.. موخموناد أشابوكوفا هى إحدى هؤلاء التجار الذين يجلبون اليوسفى الأبخازى ليبيعونه فى روسيا.

وتدفع أشابوكوفا خلال معظم أيام موسم اليوسفى عربة يد محملة بالفاكهة عبر الجسر الواقع فوق نهر بسو من حديقتها على بعد ثلاث كيلومترات داخل أبخازيا.

وتبيع اليوسفى على الحدود عند معبر لا يبعد سوى نحو ستة كيلومترات جنوب سوتشى.

وتقطع الرحلة التى تستغرق ساعة على أقدامها- إحدى حلقات الاقتصاد البدائى الذى يزدهر فى ظلال التحفة الأوليمبية اللامعة التى شيدها الرئيس فلاديمير بوتين، وكلفت البلاد 51 مليار دولار.

وتبيع أشابوكوفا الفاكهة إلى الروس مقابل نحو دولار أمريكى (35 روبيل) للكيلو الواحد.. وتعود إلى ديارها مع عربة اليد محملة بأكياس بلاستيكية تحوى زيت الطهى وأكياسا كبيرة من الأرز وحبوبا أخرى لها ولجيرانها.. ولكى تدخل أشابوكوفا روسيا، يتعين عليها أولا التعامل مع الإجراءات الشكلية على الحدود الأبخازية ثم تجر عربتها عبر الجسر النهرى الطويل، ثم تواجه بعد ذلك حرس الحدود الروسى وموظفى الجمارك.

ويمثل إقليم أبخازيا بقعة ملتهبة فى قلب صراع جيوسياسى حول وضعه بين روسيا وجورجيا.

واعترفت موسكو بأبخازيا دولة مستقلة بعدما سحقت قوات روسية الجيش الجورجى فى حرب قصيرة عام 2008.



أكثر...