قال رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق، إيهود أولمرت، إن المواقف التى يطرحها رئيس الوزراء الإسرائيلى الحالى، بنيامين نتنياهو، لا تصلح أساسًا لاتفاق مع الفلسطينيين.

وأضاف: "أنا واثق أن نتنياهو يريد التوصل إلى تسوية سلمية، لكن أعتقد أن هناك فجوة ضخمة بين ما يبدى نتنياهو الاستعداد لتقديمه لعباس (الرئيس الفلسطينى محمود عباس) وبين ما يتفق الجميع على أنه مطلوب ليكون أساسًا لاتفاق".

وتابع أولمرت، خلال مقابلة مع القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلى، مساء أمس الجمعة، أن "الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وضعت الخطط التى تمكن من الانسحاب الإسرائيلى من غور الأردن، بحيث تتضمن هذه الخطط ردًا طارئًا فى حال تهديد القوات المعادية للحدود الشرقية (فى إشارة إلى تهديد من جانب العراق أو إيران)".

وبحسب تصريحات صحفية لرئيس الوزراء الإسرائيلى، فإن نتنياهو يصر خلال المفاوضات الحالية على بقاء القوات الإسرائيلية لفترة طويلة المدى فى غور الأردن، على الحدود بين الضفة الغربية والأردن، وهو مطلب رفضه الرئيس الفلسطينى.

وخلافًا لموقف نتنياهو، فقد أشار أولمرت إلى أن "مطلب إسرائيل للفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، والرفض الفلسطينى لهذا المطلب، يجب أن لا يكون عائقًا أمام التوصل إلى اتفاق"، وقال: "أعتقد أنه إذا ما كانت هذه النقطة واحدة من عدة نقاط عالقة متبقية، فإنه سيتم حلها بما يرضينا"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل حول ما يرضى الجانب الإسرائيلى.

ورأى أولمرت أنه "بموجب اتفاق متوقع مع الفلسطينيين فإنه سيتعين على 80 ألف مستوطن إسرائيلى إخلاء منازلهم فى المستوطنات التى ستصبح جزءًا من الدولة الفلسطينية القادمة"، وأضاف "يمكن إعادة توطينهم فى المناطق التى سنحتفظ بها فى أماكن أخرى فى يهودا والسامرة (الاسم التلمودى للضفة الغربية)".

وتشير تقديرات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية (حكومية) إلى أن قرابة نصف مليون مستوطن يعيشون فى الضفة الغربية، لكن مسئولين إسرائيليين يشيرون إلى أنه فى إطار تعديل حدودى على حدود 1967 فإنه يمكن إبقاء 80% من هؤلاء المستوطنين، الذين يعيشون فى الكتل الاستيطانية الكبرى، تحت السيطرة الإسرائيلية بموجب تبادل للأراضى مع الفلسطينيين.

وكان أولمرت والرئيس الفلسطينى محمود عباس أشارا فى تصريحات سابقة إلى أنهما كانا على وشك التوصل إلى اتفاق فى العام 2008 لولا تنحى الأول إثر اتهامات بالفساد له تم تبرئته منها لاحقًا.

واعتبر أولمرت أن "من المهم أن يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو ببناء علاقة ثقة متبادلة مع الرئيس الفلسطينى من أجل أن يكون ممكنًا تحقيق تقدم فى المفاوضات"، لافتًا إلى أنه التقى الرئيس عباس 36 مرة، خلال مفاوضات 2008، وبحث معه جميع القضايا الحساسة.

واستأنف الجانبان، الفلسطينى والإسرائيلى، أواخر يوليو من العام الماضى، مفاوضات السلام، برعاية أمريكية فى واشنطن، بعد انقطاع دام ثلاثة أعوام.

غير أن تلك المفاوضات التى يفترض أن تستمر لمدة تسعة أشهر، وتتمحور حول قضايا الحل الدائم، وأبرزها قضايا الحدود، والمستوطنات، والقدس، وحق العودة للاجئين، لم يُعلن عن أية نتائج لها، حتى اليوم.



أكثر...