يقول الدكتور مدحت عبد الحميد، أستاذ ورئيس قسم علم النفس بجامعة الإسكندرية، إن اضطراب التكديس "التخزين"، ذلك الاضطراب يعانى فيه الأفراد من صعوبة بالغة ومستمرة فى التخلص من المقتنيات والإسراف فى تخزين وتكديس عدد كبير من الأشياء غير المهمة، بغض النظر عن قيمتها الفعلية، كما أنها تشغل حيزا يمكن الاستفادة منه وتسبب ازدحامًا شديدًا وقد تقوض أماكن حيوية فى المنزل، وهذه الصعوبة فى التفريط بهذه الممتلكات ترجع إلى حاجة مُدركة ومُلحة للاحتفاظ بالأشياء والشعور بالضيق والحزن عند التخلص منها أو فقدها.

ومن أبرز الأشياء التى يقوم هؤلاء المضطربون بتكديسها: الجرائد القديمة والمنشورات والحيوانات الكثيرة والملابس والأحذية القديمة وعلب المناديل الفارغة وعلب وأعقاب السجائر وأغلفة الحلوى والأطعمة غير الصحية وغير ذلك من الأشياء المهملة من قبل الآخرين.

يبدأ هذا الاضطراب فى وقت مبكر من العمر، ويزداد فى المراحل العمرية الأخرى، وعادة ما يبدأ فى عمر ما بين 11: 15 عامًا، وفيه يظهرن الإناث نسبة أكبر مقارنة بالذكور بالنسبة للاقتناء والشراء والتخزين، ويعانى أكثر من 50% من المصابين من اضطراب الاكتئاب الجسيم والقلق الاجتماعى والقلق العام، كما يعانى 20% منهم من اضطراب الوسواس القهرى.

ويعد التردد سمة أساسية لديهم، وكذلك لدى أقاربهم من الدرجة الأولى؛ حيث أثبتت دراسات التوأم أن 50% من هذا السلوك يعزى إلى عوامل وراثية جينية، وتمثل أحداث الحياة الضاغطة والصدمية عوامل خطر للإصابة بهوس التخزين.

يقول الدكتور "أبو زيد" من أبرز عواقب الإصابة باضطراب التخزين ضعف الأنشطة الأساسية مثل: قلة الخروج من المنزل وعدم الاهتمام بشئون المنزل وانخفاض جودة الحياة والمشكلات الصحية ومشكلات فى النوم، وقد يتطرق الأمر إلى وقوع حرائق نتيجة تراكم الأوراق والملابس بشكل كبير.

وربما يستبصر المريض بحالته بصورة جيدة أو ضعيفة أو منعدمة تمامًا؛ فيقتنع بأن سلوكه ومعتقداته لا تسبب أية مشكلة رغم وجود أدلة على العكس من هذا الاعتقاد الخاطئ. ولتشخيص الاضطراب يجب إلا يرجع لسبب لحالة مرضية كإصابات الدماغ، ويجب أن يسبب اضطراب التخزين إعاقة جوهرية لحياة الفرد فى مختلف النواحى.



أكثر...