ودقت الساعة المعلقة على حائط غرفتي الواحدة بعد منصف الليل

وما زال الضجيج يلف شوارعنا الحزينة ... مازالت الإقدام تهز أرضنا

ومازلت أنا أطل من نافذتي الصغيرة التي جردوها من الحياة ....

أنا عطشى بقايا من قطرات الماء جفت من على شفتي وبانت شقوق

الجفاف علي .. فإلى متى أشعر بالعطش ألا سبيل إلى الارتواااء

هل زرت شوارع مدينتنا يوما ...

لأن الحزن قد حاك نفسه ثوبا عليها وعلى كل منزل فيها وأعطى

منزلنا ريحا عاتية اقتلعت تلك الشموع التي وهبها إياها عابر سبيل

كي ننير له دربه أثناء مروره من أمام بيتنا .. فغطت الآلام منزلنا

وصنعت الإحزان له بركة لتجمع الدموع الساقطة ........

قالوا لي انك أكثر من كونك مجرد إنسان .. ألا سعرتْ ما أراد

البوح به ذلك القمر الذي نذر نفسه من أجل أن ينير لنا ولم

يسلم فعمل على تلويثه البشر ............

هل استطعت أن تفهم ماعلى جباه حوائطنا من ألم وإحساس

بالحرمان ..... ؟؟؟؟؟

هل توصلت لان تدرك ما أود باب الحقيقة أن ينطق به ؟؟؟

باب الحديقة صرخ بي وسور بوابتنا القديمة زمجر في وجهي

وكلاهما يرددان نفس الكلمات وعلى شفتيهما نفس السؤال

إلى متى يلفني الحزن وألمي متى أكون ضحية طيبة القلب

والتواضع والى متى أسجن نفسي خلف زجاج نوافذي خشية

ألسنة الناس وخوفا من قلوبهم الحاقدة ؟؟؟

نعم إلى متى أنطوي وأتوهم أن في انطوائي يكون نجاتي

جثتي تحت رحمة مخالبها أنا لاشيء هذا ماتوصلت إليه

مؤخرا ... ولن أكون في يوم ما شيئا ...

الله خلقني ونفرا من أمثالي كي نعطي ولا نأخذ

كي ندفع من قلوبنا وعقولنا وحبنا الشيء الكثير

من أجل الناس ومن اجل أعز النااااس ....

ولكن بقي هناك في الأفق البعيد صوت حزين ثائر

كلماته مازالت تطن في مسمعي يردد إلى متى ؟؟؟

إلى متى تكون أنت الضحية وأنت الذي يدفع من حسابه

وحسابه الخاص ....

ومرت السنين والساعة المعلقة العتيقة مازالت تدق الواحدة

بعد منتصف الليل ، والضجيج يحطم أرصفة الشوارع والصوت الأتي

من البعيد يصرخ أفيق فغدا تفي الحياة في سخاء ....

ألست بشر ؟؟؟

ألست رجل ؟؟

أذن بربك قول إلى متى العطااااء ؟؟؟