قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن المسلحين الشيعة فى العراق بدأوا فى الاحتشاد مرة أخرى الأمر الذى يثير المخاوف من إثارة حرب أهلية.

وأوضحت أن عشرات من الجثث أغرقت فى الترع وفى بساتين النخيل فى الأشهر الأخيرة، بما يذكر بالسكان المرعوبين بأسوأ أيام الصراع الطائفى، الذى شهدته العراق خلال العقد الماضى، ويؤجج المخاوف من أن يكون الطريق ممهدا لحرب أهلية أخرى.

وفى أحدث إشارة على الهجمات المتزايدة، فقد عُثر على رءوس ثلاثة من السنة فى أحد الأسواق أمس الأحد فى شمال محافظة صلاح الدين، بينما أُطلق النار على ستة من الشيعة فى المحافظة بعدما تعرضوا لاستجواب حول انتماءاتهم الدينية.

وقد أثارت المذبحة مخاوف من أن الميليشيات الشيعية التى كانت تطارد أعضاء الأقلية السنية فى الأيام المظلمة فى عامى 2006 و2007 قد تعاود الاحتشاد من جديد ردا على هجمات من المتطرفين السنة.

واعترف أعضاء من جماعة عصائب الحق، وهى جماعة شيعية مدعومة من إيران ومسئولة عن آلاف من الهجمات ضد القوات الأمريكية، أثناء حرب العراق، بأنهم سارعوا من عمليات القتل المستهدف ردا على سلسلة من الهجمات بالقنابل على أحيائهم.

وقال قيادى بالجماعة الذى اختار اسما حركيا له أبو ساجد إنه كان يتعين عليهم أن يكونوا أكثر نشاطا، وأضاف: "من يحاولون التحريض على الطائفية، علينا أن نتعامل معهم"، مشيرا بيده إلى ذبحهم.

وقد قتل أكثر من ألف شخص خلال يناير الماضى فى العراق، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، وهو الرقم الأعلى لمعدلات القتلى منذ إبريل 2008.

وتتابع الصحيفة قائلة إن الحكومة التى يترأسها الشيعى نورى المالكى تكافح من أجل الحفاظ على الأمن فى الوقت الذى يقوم فيه تنظيم "داعش" بقذف الأحياء الشيعية فى بغداد بشكل منتظم.

كما يحارب هذا التنظيم الجيش أيضا من أجل السيطرة على مدن محافظة الأنبار الغربية.

إلا أن المحللين يقولون إن غياب جماعة مسلحة كبرى على الجانب الشيعى قد حال دون تحول العنف إلى حرب شاملة حتى الآن.

ويقول دوبى دودج، البروفيسور بكلية لندن للاقتصاد "إن الديناميكية الكبرى التى ندور حولها هى تلك الحركة للعودة إلى الحرب الأهلية والتى يؤججها تنظيم داعش. فلفترة لم تكن هناك جماعة ترد عليها من الطرف الشيعى، لكن الآن هناك جماعة عصائب أهل الحق".



أكثر...