أعرب وزير خارجية النرويج بورج برانداه اليوم الثلاثاء، عن اقتناعه بضرورة رحيل الرئيس بشار الأسد بالرغم من موافقته على نزع الأسلحة الكيميائية، حتى يمكن إقناع جميع الأطراف المتصارعة فى البلاد منذ حوالى ثلاث سنوات على الموافقة على حكومة انتقالية.

وقال برانداه -خلال مداخلته اليوم أمام البرلمان النرويجى (ستورتينج)- إن التجارب من الصراعات السابقة أثبتت ضرورة الإبقاء على المؤسسات القائمة وإصلاحها بدلا من حلها، موضحا فى الوقت نفسه أن المشكلة تكمن فى فقدان الرئيس بشار الأسد للشرعية اللازمة لاستمراره فى الحكم نتيجة للاعتداءات التى تعرض لها المدنيون فى البلاد.

وأشار إلى أن الأطراف المتصارعة فى سوريا قامت بالخطوة الأولى فى عملية المفاوضات التى من شأنها إنهاء هذا الاقتتال، منوها بأن الوقت قد حان لدفعهم للالتزام بهذه المسيرة، خاصة وأن المواقف متباينة بشكل كبير مما من شأنه إطالة الحرب الدائرة فى سوريا.

واستعرض وزير الخارجية النرويجى الأوضاع الإنسانية المؤلمة للاجئين السوريين الذين يصل عددهم إلى ٩ ملايين نسمة فى الوقت الذى لم يتم توفير سوى ثلث المساعدات التى طلبتها الأمم المتحدة، كاشفا عن أنه ناقش مع نظيره الروسى سيرجى لافروف إمكانية التوصل فى مجلس الأمن الدولى لقرار ملزم لجميع الأطراف فى سوريا لتوصيل المساعدات الإنسانية داخل البلاد.

وفيما يتعلق بجنوب السودان أعرب برانداه عن أسفه البالغ إزاء الوضع المأساوى الذى أدى إلى تدمير كافة البنى الأساسية فى هذه الدولة الناشئة، موضحا أن حالة التفاؤل التى صاحبت الإعلان عن استقلالها فى عام ٢٠١١ وأدت إلى اندلاع القتال الداخلى مما أدى إلى قتل وإصابة الآلاف وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

وأضاف أن الجهود اللازمة لإعادة بناء جنوب السودان يجب أن تبدأ حاليا من نقطة البداية، مشددا على أهمية العمل على إعادة الاستقرار والسلام مجددا فى البلاد.

وأكد أن الأمم المتحدة لم تطلب من النرويج المساهمة فى قواتها لحفظ السلام فى جنوب السودان، لكنها طلبت فقط توفير النقل الجوى وهو ما تم بالفعل الموافقة عليه، كما أن النرويج مستعدة لبحث مسألة المساهمة بوحدات عسكرية فى عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام فى جنوب السودان فى حالة وجود طلب رسمى بهذا الخصوص.



أكثر...