(( لمحات من تاريخ اسبانيا الحديث ))




المقدمة



لا أتذكر بالضبط في أي عام بدأت أكتب
وكانت لي محاولات عابرة في جريدة الراصد
والجمهورية ومجلة الثقافة الجديدة
وبعض الصحف الأخرى
لكني وجدت نفسي
أن تجربتي بحاجة إلى النضج والمعرفة
وبدأت احضر الندوات الثقافية في منتدى الأدباء
والمعارض الفنية والقراءة
والبحث في دهاليز المكتبة الوطنية
عن ما كان يثير اهتمامي
وبدأ ذلك نهاية عام 1981م وكان عمري 20 سنة
وتعرفت على الجيل الذهبي من الكتاب والصحفيين
ومنهم المرحوم الأستاذ عبد الحميد العلوجي
والأستاذ العلامة المرحوم علي الوردي الذي تأثرت كثيرا بما كان يكتبه
والمرحوم الناقد مدني صالح والفنانة الشهيدة ليلى العطار
والست بهيجة الحكيم والست وداد الأورفلي
والأستاذ محمد مهر الدين والأستاذ الشهيد موحان الظاهر
و غيرهم الكثير ومن بقي منهم الأستاذ داود الفرحان
والأستاذ والكاتب والإعلامي أمير الحلو
الذي كان هو صاحب الفضل في دخولي عالم الكتابة .
وجدت أن تكون كتابتي لها قيمتها العالية
حتى لو كنت من الهواة المغمورين في ذلك الوقت
واستفدت كثيرا من تجربتي الأولى في الصحافة الطلابية
من خلال النشرة الشهرية ( مجلة منهل الرافدين )
وكان هو العدد الوحيد لقلة الإمكانيات
ولكن العميد الأستاذ خالد علوش شجعني كثيرا على الاستمرار
وأول من أخذ يدي للتعرف على مهنة المتاعب الشهيد موحان الظاهر
الذي كان محررا في جريدة التآخي
وفي نفس الوقت مراسل مجلة اليقظة الكويتية في بغداد
وكانت المعرفة بيننا
حين طرحت له مسودة خطية من كتابي ( تاريخ الاغتيال السياسي )
ومسودة خطية من كتابي ( لمحات من تاريخ اسبانيا الحديث )
وطرحت عليه فكرة طباعة هاذين الكتابين
والرجل لم يقصر معي أبدا
والحقيقة لم تكن لي القدرة المالية لكي تطبع على حسابي الشخصي
ومع ذلك كانت هناك عروض للنشر
ولعل أفضل عرض كان منحي 100 نسخة و الإشارة إلى أسم الكاتب
لكن مع تنازلي الكامل عن حقوق النشر
وكان العقد إمامي ينتظر التوقيع
وفي لحظة شعرت أن تعبي سيذهب إدراج الرياح
ورفضت التوقيع على العقد
وكان ذلك في مكتب مجلة اليقظة الكويتية
في ساحة الجندي المجهول القديم ( ساحة الفردوس ) خلف فندق فلسطين مريديان
ولم يتخلى عني الأستاذ الشهيد موحان الظاهر
والذي كان رأيه الموافقة على العرض لأن أسمي غير معروف
و حتى الرجل قالها بصراحة لا تتخيل عالم الكتابة عالم وردي ونقي
فأنها مهنة مثل باقي المهن فيها الغث والسمين
وكان ذلك عام 1987م
وبعد سنين اكتشفت أن الرجل كان على حق تماما
وندمت كثيرا وضاعت مني الفرصة الأولى الحقيقية .

الفرصة الثانية منحها لي أخي الكبير
الأستاذ الجليل والمربي الفاضل أمير الحلو
رئيس تحرير جريدة القادسية الواسعة الانتشار
وكان ذلك في منتصف شهر تموز عام 1990م
حين وافق على نشر الفصل الرابع من مسودة كتاب ( تاريخ الاغتيال السياسي )
في حلقتين وكل حلقة هي صفحة كاملة بحروف ناعمة
لكي تغطي الفصل كله
وفعلا نشر الجزء الأول يوم الأربعاء 1 آب عام 1990م
على أمل نشر الجزء الثاني يوم الاثنين 6 آب من نفس العام .
فجر يوم الخميس 2 آب عام 1990م
دخلت قوات الحرس الجمهوري الكويت
وحينها أدركت أن حلمي ضاع ...
فلا أنا أجيد فنون التمجيد
ولست مقتنع بغزو العراق للكويت جملة وتفصيلا
واعتبرتها كارثة كبرى على العراق ستأكل الأخضر واليابس
وشاهدي في ذلك النقيب ح . خ والذي يحمل اليوم رتبة عقيد في وزارة الداخلية العراقية ....
لهذا السبب وجدت أن لا حظ لي
ويعرف أخي الكبير أمير الحلو
سبب مشكلتي مع الكاتب العزيز جعفر أل ياسين
الذي حصل بيني وبينه خلاف
بسبب قولي له أخي العزيز ولم أقل له أستاذي العزيز
وحدثت بيني وبينه مشاحنة عبر الهاتف
وهو توعدني لو تنقلب الدنيا لن ينشر ما كتبت
فكتبت رسالة خطية للأمير الحلو رئيس التحرير
والرجل وقف إلى جانبي ونشر الموضوع .
تحية من القلب لأخي وأستاذي الكبير أمير الحلو
وأتمنى له العمر المديد والصحة والعافية .

وبعدها فقدت الرغبة في الكتابة كليا في الصحف
وأصبحت أكتب لنفسي حتى عام 2003 م .
وكان من ضمن نتاجي ( موسوعة العظماء في التاريخ )
و ( تاريخ ساحات بغداد ) و ( حمامات بغداد القديمة )
و ( المونولوج وعزيز علي )
و ( ناظم الغزالي والرحيل المبكر ) و ( ليالي بغداد والعطار )
و ( محلات بغداد ) و ( تاريخ التصوف في العراق )
و غيرها الكثير من المواضيع الصغيرة .
وللعلم حصلت على فرص كثيرة بعد 2003م في صحف عراقية وقنوات فضائية
ورفضت لأسباب شخصية ومبدئية
وفضلت الكتابة في الظل .
لهذا سنأشر ما كتبت تباعا .


خالص احترامي وتقديري