(( الحلقة العاشرة ))








في المؤتمر العالمي للأحزاب الاشتراكية
الذي عقد في استوكهلم
تحدث المندوب الاسباني بكل صراحة
عن تدهور صحة الجنرال فرانكو
وأنه قد ينسحب من الحكم تحت ضغط أطبائه
بعد إصابته بمرض الشلل التدريجي .
وأكد ( رودلفو لوبيز ) الأمين العام للحزب الاشتراكي الاسباني
النبأ في السويد ثم عاد وأكده بمزيد من التفصيل
لصحفيين أجانب سجلوا معه مقابلات صحفية له في منفاه

وقال لوبيز :

(( كنت قد اكتفيت سابقا بالإشارة إلى سوء صحة فرانكو
لكنني اليوم لا أجد أي مانع من الإسهاب في الحديث عن هذا الموضوع
ولقد تلقيت رسالة من مدريد من أحد أركان الحزب هناك
له اتصالات بشخصيات حكومية
وتقول الرسالة أن أحد الوزراء دخل على رئيس الدولة
لعرض بعض الوثائق لكنه صعق عندما رأى فرانكو جامدا على كرسيه كالتمثال
وعيناه غارقتان في الدموع ووجه إليه الكلام فلم يجب
ولقد كان الجنرال غارقا في غيبوبة مدهشة !!
واستمر الوضع الحرج عشر دقائق
استعاد بعدها فرانكو وعيه وبدا عليه وكأنه خرج للتو من حلم مزعج
ولكن فترة استعادته لحواسه كانت قصيرة
وعاد بعدها للغيبوبة مجددا
وحينها رأى الوزير إنهاء المقابلة بنفسه
فوضع الملف إمامه على المكتب وانسحب منه !!
ونقل الوزير الخبر إلى زملائه
فابلغوه من أن هم أيضا شاهدوا الجنرال فرانكو في حالات مشابهة )) !!




ومضى لوبيز في القول :

(( أن استمرار فرانكو في الحكم أمر مستحيل
وقد أصيب أخيرا بعارض كان أسوء من كل ما سبق
ولقد حول المرض فرانكو إلى إنسان آلي
والقادة العسكريين مرتبكون وأن اسبانيا معرضة لأن تجد نفسها
بين يوم و أخر بدون رئيس إمام الفراغ القاتل ))


وأردف لوبيز يقول :

(( عبثا ينصح القادة العسكريون الوزراء
بعدم نشر التفاصيل الدراماتيكية عن مرض فرانكو
لأنه في رأيهم لا يزال من الممكن المحافظة على السر
بوضع الكاديلو تحت مراقبة صارمة
وعدم تقديمه إلا في مناسبات نادرة وعندما تسمح صحته بذلك ...
ولكن أخبار مرضه أخذت تخترق الحصار
مما حدا بالقادة العسكريين إلى توحيد صفوفهم
لمواجهة خطر انهيار
الحكم الفردي الذي غدا بلا وريث ))




ولكن الأوساط الفرانكية والملكية تكذب دراماتيكية هذه الإخبار
وهي تقول أن كل ما في الأمر أن فرانكو يشعر بوطأة الشيخوخة
التي تركت أثارها فيه أكثر ما تركته في سواه

لكن هذا لا يعني أنه على تلك الدرجة من الذهول ....
وهم يقولون أنه ليس للشيخوخة مقياس معين
لأن ( أيزنهاور ) على سبيل المثال تجاوز التسعين
ولم يزل يقاوم ثقل السنين وكذلك شارل ديغول
أما فرانكو فتأثر أكثر منهما ولكنه لا يزال بوسعه لعب الغولف .....
وهذا كان صحيحا فقد قال البعض في سره

أن فرانكو له سبعة أرواح !! ؟
أو ربما تسعة أرواح ...

والكل كان ينتظر موت فرانكو منذ عام 1966م
ولكنه بقي رغم أنف الجميع يصارع المرض أكثر من تسع سنين
ليموت عام 1975م
وقال الجميع ( أوف ) ثم إلى رحمة الله .





( وفاة الجنرال فرانكو )


لقد كان الجنرال فرانكو يصارع الموت بشكل لا يصدق
وكان يحكم اسبانيا من فراش العجز
والشيخوخة والغيبوبة ... والاحتضار !!!

وفي عز مرضه الذي طال وطال تداولت أوساط الشعب الاسباني النكتة التالية :

(( في أحدى فترات الغيبوبة التي مرت على فرانكو
فتح عينيه وهو يتساءل عن مصدر الجلبة والضوضاء اللتين تلفتان انتباهه .
رد عليه أحد إفراد الأسرة المحيطين حوله :
أنه الشعب حول القصر ولقد جاء لتوديعك لأنه قد يظن بأنك .....
واستفاق فرانكو مقاطعا محدثه باستنكار :
يودعني !! .... لماذا ؟
إلى أين يريد أن يسافر الشعب الاسباني ))


والمضمون واضح جدا ....
بمعنى أن الشعب هو الذي يرحل بينما فرانكو باقي
كشيء غير قابل للنهاية !!





إلى حلقة أخرى