مذكرات غالب الشابندر 7و8و9 1346600786.jpg


تنويه : الحلقة 7 : لم نجدها مع الأسف ..
الحلقة 8 : وأين يكمن سر الانشقاقات ؟
كثيرا ما أسال نفسي وبكل جدية وربما اخلاص جزئي ،ترى هل حقا أن الانشقاقات التي حصلت في جسم حزب الدعوة هي من أجل المباديء والافكار ،أي سببها فكري ، نظري ، اديولجي ؟
مرّة وأنا في طهران سالت الاخ ابو صفاء احد قيادي حزب الدعوة المحسوبين على الشهيد عز الدين سليم رحمه الله السؤال التالي ، وبالنص : لماذا هذا الانشقاق أبو صفاء ، ولماذا لا ترجعون الى الحزب الأم ؟
قال والله على ما اقول شهيد : نحن مختلفون فكريا وسياسيا وتنظيميا !!!
الحقيقة أُصبْت بالذهول ،ترى أين هي مواطن الخلاف كانت بين الشقين من حيث الفكر والسياسة والاجتماع ؟
هل حقا هناك خلاف فكري وسياسي واديولجي بالمستوى الذي يستوجب إنشقاقا عموديا في حزب ينبغي أن يحافظ على وحدته وكيانه خاصة في مثل الظروف التي حصل فيها الانشقاق ؟
لست أدري ولا غيري يدري كما يبدو ما هي معالم الاختلافات العميقة بين حزب الدعوة الأم وحزب خضير الخزاعي ، الذين هو بدوره إنشق على نصفين بشكل وآخر .
فيما لم يحصل السيد الجعفري على أمانة الحزب بالانتخابات التفليدية خرج واسّس تيار الاصلاح ، تُرى لماذا لم يؤسس هذا التيار قبل هذه الانتكاسة كما يتصورها ؟ وقد كتبت مقالا بالاشتراك مع السيدة ناهدة التميمي كما اتذكر عن تيار الاصلاح ، وفي حينها قلت :أن خروج السيد الجعفري من حزب الدعوة خسارة له وللحزب في آن واحد ...
هل هي انشقاقات مبدأية حقا ؟ لست أدري ، ولكن الذي اعرفه على الاقل ، ليس هناك ما يشير إلى اسباب عميقة تتصل بالفكر والسياسة وراء هذه الانشقاقات ...
ولكن لحظة ! يشهد ربي على ما اقول ،مرّة وفي احدى القنوات الفضائية كانت هناك مقابلة مع السيد خضير الخزاعي ، وقد سال المذيع السيد الخزاعي عن دواعي هذا الانشقاق ، فماذا كان جواب خضير الخزاعي ؟ كان جوابا اغرب من الخيال ، قال ما معناه تقريبا : لقد اختلفت الامزجة بيننا مما جعل العمل سوية صعب ، فحدث ذلك ، ثم برر الامر بانه طبيعي في الاحزاب والجماعات !!
السؤال الآن هو : من الذي تضرر من هذه الانشقاقات في جسم حزب الدعوة الإسلامية ؟
لم يتضرر الكبار ، لم يتضرر أبطال وفرسان الانشاقاقات ، بل الذي تضرر الناس ، والاسلام ، والشيعة ، والعراق ، ثم ، نعم ثم ، تضرر الذين وقع عليهم الانشقاق ، أي الدعاة المساكين ...
كيف ؟
صناع الانشقاقات أحياء ، أكثرهم أحياء يعيشون معنا ، منهم من صار رئيس وزراء ، ومنهم من صار وزيرا ،ومنهم من صار نائبا في البرلمان ، ومنهم من صار نائب رئيس جمهورية ، ولكن ما الذي حلَّ بمن جرى عليهم الانشقاق ، أي القواعد المسكينة ؟
بكل بساطة ، منهم من نزل بعثه معكسر الاهواز الى غياهب الموت الرؤوم، ومنهم من ضاعت دماؤه على جبهة الحرب الإيرانية العراقية ، ومنهم من لغفته أهوارالاهواز ، وهكذا .... واضحة المعادلة !
أبطال الانشقاقات ، الان ، بام اعيننا نرى ذلك ، مناصب من الدرجات الرفيعة ، الذين جرت عليهم الانشقاقات ( استشهدوا !!!! لهم الجنة ) ولحسين الشامي قصره المنيف على ضفاف كورنيش الكاظمية ، يستاهل ، لانه كان مؤسس معسكر الاهواز العتيد.
حتى الانشقاقات على المستوى البسيط أفرزت ما يشابه هذه النتيجة ، محمد عبد الجبار الشبوط ، عزت الشابندر ، سامي البدري ! أين هم الآن ؟ وأين قواعدهم المسكينة ؟ قارنوا بين الحالين، ولكم أن تستنتجوا السر الكامن وراء هذه الانشقاقات .
حسبي الله ونعم الوكيل ... الذين جرت عليهم الانشقاقات شُنِقوا ، أعدموا ، صُفُّوا ، أفقروا، شُرِّدوا ، اعزلوا ... ابطال الانشقاقات ، وزراء ، رؤساء وزراء ، نواب ، اثرياء ، سيارات رباعيات الدفع ( ويشهد الله لا اعرف عنها شيئا أبدا ، لا صورة ولا خصائص ولا سعر .... ) ، خدم ، حشم ، بل حتى طاهيات من الفلبين ، ترى إلا يستحق السيد الخزاعي طاهيات أجنبيات كي يحافظ على لياقة جسمه ؟
كتبت رواية بعنوان ( المرآة المثلومة ) اتولى فيها تحليل شخصية خضير الخزاعي كنموذج من صناع مهنة تشقيق الحزب ، وقد نشر موقع وسط اون لاين منها ثمان حلقات ، كتب أحد المعلقين ( هذا من فضل ربي ) وقد شفعها باية قرآنية ، ولاني اعرف هذا الرجل حدست بانه هو صاحب التعليق ، علقت : ولماذا لاتعتبره بلاء ! وأكثرنا نحن القدماء عاصرنا هذه الانشقاقات ، التي تتبعها حملات شعوى متبادلة بين أبطال الانشقاقات ، اتهامات بالعمالة ، وبترك الدعوة من السبعينات ، ومما كان يقوله دعاة الحزب الام ، أن شق كوادر الدعوة كان بتمويل المملكة العربية السعودية ،عبر سعد صالح جبر ،هكذ ا أشاعوا، وهكذا كان بعض دعاة الدانمارك يقولون ...
منْ الذي كسب ، ومنْ الذي خسر ؟ الذي كسب أبطال الانشقاقات ، والذي خسر ( أولاد الخايية ) وكان فيهم الطبيب ، والمهندس ، والمحامي ، والمعلم ... (اولي عليهم ) ...
وتشاء الصدف أن اشترك عرضا مع المهندس حسن السنيد احتفالا تأبينيا بمناسبة استشهاد محمد باقر الصدر في جامع الهاشمي ، والتقينا وجها لوجه ... بماذا أوعدني ، وماذا كان بعد ذلك ؟
الحلقة 9 : وعدني حسن السنيد !
كل إنسان منته ، فان ،ميِّت، هذه حقيقة واضحة، لكن ينبغي كما أتصور أن ينبغي أن يفنى الانسان وهو يكافح ،يقاوم ،يناضل ،يموت وهو هادف ! هذا ماتعلمته من كتاب التمرد للفيلسوف نصف فرنسي البير كامي ، وإنْ كان ينتظرنا اي مظهر من مظاهر العدالة فيجب أن لا نيأس ، هكذا كان يقول أيضا ، ورغم ياسي في الايام الاخيرة من كل شيء ، ورغم إيماني إن العدالةعلى الارض كذبة كبيرة ، لكن بعض من حكمة كامو لها وقع في داخلي ، وربما نظرية غرامشي ، اي قوله بالياس العقلي والامل الارداي تصحح تناقضي هنا .
المذكرات أو الذكريات قد تكون أحدى آليات الصراع ،المقاومة ، فيما إذا كتبت لوجه الله ، ومن أجل الحقيقة ، هذا ماأردت أن ابتدا به وعد السيد حسن السنيد لي بالذات ...
صدفة أو تقديرا كنت مشاركا في احتفال الشهيد الصدر ، ربما قبل خمس سنوات تقريبا ، في جامع الهاشمي ،باشراف السيد حسين بن اسماعيل الصدر ،هناك كان السيد حسين الشامي ، مؤسس معسكر الموت الرهيب، معسكر الاهواز ، وكان كذلك النائب السيد حسن السنيد ،وقد كان لحسين الشامي كلمة ، قام والقى كلمته ، وكانت أكثر افكاره مستلة ، بل منقولة نصا من محاضرة لي في ديوان حسين بن سيد هادي الصدر في لندن ، حيث كان حسين الشامي حاضرا ، وكم لحسين الشامي مثل هذه الظاهرة من شواهد كما سوف أذكر لاحقا فيما بقي لدي نفَس ، وكان السيد حسن السنيد يلتفت إلي ، ويؤشر باشارات ذات نكهة استهزائية ببعض كلام حسين الشامي ، وقد القى السنيد قصيدة بالمناسة وكانت قصيدة رائعة حسب تصوري ... إنتهى الاحتفال ... وأنا في بهو القاعة الخارجي جاء هو وحرسه ، سلّم علي بحرارة ، عانقني وبادرني بالقول : اسال الجماعة ( شنو ) قلتُ لهم عنك ، لقد قلت لهم ان هذا الرجل مفكر ، وكانت كلمتك منهاج سياسي ...
لستُ أدري أكان صادقا ام كاذبا ، الله يعلم ، وفيما كنت ابتسم قال وينك أنت لا تجي للعراق ،لا نشوفك ) ، فاجبته : جئنا وطردتونا !
قال : متى ؟ قلتُ :معقولة ابو عمار ! انت ما تدري ! حلف ايمانا مغلظة على ذلك ، قال : متى ( وشلون ) ، قلتُ له : جئنا وطردتونا ، قال : من طردك ابو عمار ، قلتُ له بالسر : الذي طردنا فلان وفلان ، قال : ( ذولة ) يشردون أكبر واحد ...
قال : انت كيف يرسل عليك واحد وأنت وابو سليم تسبون الحكومة من هناك ! ثم أردف والله على ما اقول شهيد :خلص، اعتبرها خلصانة ، انا اريد أن اؤسس مركز ابحاث تابع لرئاسة الوزراء ، مستعد تشتغل ؟
قلتُ : الآن وليس غد وبلا شروط سوى حرية الكلام والبحث ، ومن دون راتب ( اللهم انت شاهد على ماقول ، ويا ربي دمرني ودمر عائلتي إنْ لم اقل ذلك وبكل اخلاص ، يا رب ما في غيرك شاهد في مثل هذه الحالات ...) ، مزح معي، ومزحاته معي ذات نكهة خاصة بطبيعة الحال ، لان علاقتي به صريحة ... قال :اصبر ، اعطني رقم تلفونك ، اعطيته رقم تلفوني في العراق والسويد ، قال :سوف اكتب تقريرا الى رئيس الوزراء بذلك واخبرك بالتفاصيل ، ودق رجله بالاض ونشد بيتا شعريا ، ولمس شاربه ( والله الشاهد ) .
افترقنا ، وهذا يوم وذلك يوم ... لا أدري ، لا اريد أن اظلم الرجل ، ربما قدم مثل هذا المشروع ورفضوه أو رفضوا اشتراكي ، خاصة وفي مكتب رئيس الورزاء المالكي أكثر من شخص يود لو يثرم لحمي ثرما ، لا لسبب سوى أني صريح واواجه الآخر بما أؤمن .
لقد كتبت مرّة قائمة بالف نقطة ، وارسلتها لاصحاب القرار الشيعي ، بما فيهم من هو في الحكم ، وكانت أحد النقاط تقول : ( هناك من سوف يضحك من كتاب هذه النقاط ، وهو السيد حسن السنيد ) ، ولم اقصد أنه يضحك أو يسخر مما فيها من مضمون ، بل بالعكس سوف يكون أ كثر من غيره اهتماما بها فيما وقعت بين يديه ، لاني اعرف ذكاء وفطنة ( وحيلة ) السيد حسن السنيد ، ولكن لأن لسان حاله يقول وهو يقرا هذه النقاط : ( خطية أو إزواج ذولة كاتبين هذه النقاط ، لان مخلصين للقضية من كل عقولهم ، ما يدرون القضية لاكفة هواء ) ... لأنه ذكي جدا ... تدور الأيام وتمضي الايام وأتذكر المنشور الذي كتبته بعنوان ( الخطر الليبي على ايران والحركة الاسلامية العراقية ) حيث كان سبب لقائي بالسيد كمال الحيدري ، فما هي قصة هذا المنشور ، وما قصّة السيد كمال الحيدري مع المنشور ؟
يتبع ..