كشف "ماثيو هولنغورث"، مدير شؤون سوريا فى برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة، أن المدنيين المحاصرين فى حمص القديمة كانوا يقتاتون على الأعشاب، مؤكداً أنه لم يرَ فى حياته حالات حرمان مماثلة لتلك التى شاهدها فى المدينة التى ذكر أن من تبقى من سكانها يعيشون فى الأنفاق والأقبية بحال مروعة.

وقال هولنغورث، فى مقابلة مع شبكة CNN، فى اتصال هاتفى من مكان وجوده فى حمص: "ما من أحد فى حمص قادر على توفير الطعام لنفسه أو لأولاده أو لعائلته سوى بتناول الأعشاب التى تنبت عادة على جوانب الطرق والأبنية، بالإضافة إلى القليل من الطعام الذى اقتصدوه فى السابق".

وتابع هولنغورث بالقول: "السكان يعيشون فى الأنفاق وفى أقبية الأبنية المهدمة والمراكز التجارية، وهم بالكاد على قيد الحياة، ولم يسبق لى فى حياتى أن شاهدت هذا المستوى من الحرمان".

ونفى هولنغورث توقف دخول المساعدات إلى حمص الثلاثاء، مضيفا أن الأمر عبارة عن فترة استراحة للعاملين من أجل إعادة تنظيم صفوفهم والتخطيط ليوم عمل جديد، وتابع بالقول: "تمكنا حتى الآن من إدخال مواد غذائية وأدوية تكفى 1500 شخص فى حمص القديمة لمدة شهر"، وشدد على أن الأمم المتحدة تساعد الراغبين بمغادرة حمص على الخروج منها، خاصة وأنه ما من أحد فى المدينة "يعيش حياة طبيعية".

وتحدث هولنغورث عن الساعات التى أمضاها فى حمص القديمة، مؤكدا أنه لم يعد فيها أى مبنى غير متضرر، ولكنه أشار إلى أن عددا من المدنيين الذين تعرضوا للحصار طيلة ثلاث سنوات مازالوا يرفضون المغادرة قائلا: "هناك من يشعرون بالارتباط بالمنازل التى ورثوها عن أجدادهم ومحتوياتها ولا يرغبون بالمغادرة وهم بحاجة ماسة لمساعدتنا".

ولدى سؤاله عن وجود مخاوف من احتمال تنفيذ قوات النظام السورى حملة قصف مدمرة على ما تبقى من حمص بمجرد خروج المدنيين منها رد هولنغورث: "للأسف لا أظن أن لدينا أى ضمانات بهذا الشأن".

وأعرب المسئول الدولى عن أمله فى أن تتكرر تجربة الهدنة التى جرت فى حمص بمدن أخرى، خاصة وأنها كشفت العدد الحقيقى للذين كانوا يعيشون تحت الحصار واستعداد بعضهم للخروج من الملاجئ مضيفا: "نتطلع إلى بدء أمر يمكن تكراره فى أماكن أخرى من سوريا، ونطمح إلى تكرار هذه التجربة من أجل إعادة السلام إلى حياة الناس".



أكثر...