ينبغي النظر الى العشيرة باعتبارها مكونا اساسيا لبنية المجتمع العراقي ومكونا مقوما، حيث ان العشيرة ترفض أن يتصرف افرادها بما يضر الاخرين، كما ترفض ان يشار إليها بما يقدح بها، فهي تدعو الى الانخراط في الحياة بتفاعل وجد.
ان اية دراسة اجتماعية واقتصادية بل حتى سياسية لأي مجتمع تتطلب اجراء ما نسميه اصلاحا لجميع مكوناته التي بدورها تمثل عوامل تشكّله عبر التطورات التاريخية المبنية على جملة من الصراعات والتناقضات الاجتماعية التي تشكل كل فصائل المجتمع.
وقد شكلت العشائر كمجموعة سكانية احد مكونات تلك المجتمعات التي لاتزال العشائر تجسد واحدا مظاهرها السكانية، بل حتى الاجتماعية . ويعد العراق احد تلك المجتمعات التي تبرز فيها العشائر كعامل من عوامل تشكيلة المجتمع، الذي أبرز من خلال الصراعات المحلية والاقليمية سمات تكوينه السياسي، ولا تزال تلعب دوراً مهماً في تقرير الوضع الاجتماعي في المجتمع العراقي من خلال الدور الفاعل الذي لعبته هذه العشائر منذ ثورة العشرين وحتى هذا التاريخ بإصلاحات كثيرة وصراعات لها تأثيرها في مجتمعنا هذا.
وقد اصبحت التحولات الثقافية جارية بالنسبة للعشائر،إذ اختلفت تماماً عن السابق، لأنها ادركت وتفهمت معنى السياسة والثقافة، اضافة الى ما كانت عليه من افكار عشائرية لها قيمتها الاساسية، لأن المجتمع يراد له مكون مثقف يقف في وجه التصرفات المرفوضة من قبل البعض.
صبيح سلمان القيسي جريدة المشرق