أسعد العزوني الأمر أكثر سهولة مما يتخيل البعض، وأهون من كافة ما يشغل العقل البشري ،حول القضايا الشائكة التي تعترض أي مخلوق مهما كبر أو صغر، ومختصر القول أن من كان لواءا  في عهد المخلوع حسني مبارك، ورقاه الرئيس المعزول محمد مرسي إلى رتبة فريق أول ،ثم  قام الرئيس المؤقت عدلي منصور بترقيته إلى رتبة  مشير  ، وكان في عهد مرسي أصبح وزير دفاع مصر بنكهة الثورة، وهو عبد الفتاح السيسي الذي فرض نفسه  رجل مصر الأول والوحيد، مع أن  مصر  فيها رجال رجال .وهذا الرجل الذي نزل على الشعب المصري كالقدر المحتوم، تسلل عليهم  في غفلة من أمرهم ،وظهر من تحت عباءة الزعيم الخالد الراحل جمال عبد الناصر طيب الله ثراه . هنا مربط الفرس ،وقد تعرض الشعب المصري لخديعة كبرى، ومورست عليه وضده معا أكبر عملية  تزوير وتدليس، وبدأ التزوير المتعمد والمدروس والمبيت ، ببث وتسريب صورة مشغولة جيدا تظهر الجنرال السيسي وهو طفل  يصافح الزعيم الراحل الخالد جمال عبد الناصر، وبعدها رأينا غزل النفاق المتعوب عليه ،ينسج  واقعا جديدا للجنرال السيسي ،وساعد في ذلك مع شديد الأسف أبناء الزعيم الراحل الخالد عبد الناصر بقولهم  أن :هذا الرجل سيكمل مسيرة أبينا، ولعمري أن هذه سقطة لا تغتفر. لم يقف الأمر عند المنافقين السذج ،ولا الإعلام الذي فقد بوصلته وضلل الرأي العام المصري –  بأن غزة  التي تؤوي 1.5 مليون نسمة “شفطت” مياه ونفط وطحين  وبنزين مصر  التي يبلغ عدد سكانها 800 مليون نسمة، وأن غزة هي العدو الوحيد لمصر ،وأن إسرائيل تتمنى الخير للمحروسة مصر- بل تعداه إلى من يفترض بهم معرفة حدود الله على شاكلة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهرالشريف التي إنسحبت من دورها المرسوم لها ،وساندت السلطة،إذ تجاوز د.سعد الدين  هلال كل المحرمات ،ووصف  السيسي ووزير داخليته محمد إبراهيم بالرسولين المرسلين إلى المحروسة  مصر ،تماما كما حدث وأرسل الله موسى وهارون إلى فرعون ،ويقيني أن هذا النفاق الصادر عن عالم دين وفقيه مصري ،يرتقي إلى مرتبة الكفر. ما يرضي الله ورسوله، ويتسق مع العقل البشري السوي ،هو أن  السيسي ليس ناصريا، ولا رسولا نبيا، بل هو زرع سقي بماء غير مائنا، وتنفس بهواء غير هوائنا، جرى السهر عليه لمثل هذا اليوم الذي يشي بأن دعوة رئيس وزراء “مستعمرة إسرائيل “الأسبق ديفيد بن غوريون عام 1953  بدأت تتحقق ، وهي أن تدمير الجيش المصري وتفتيت مصر ،هو أحد أهم وأقوى ضمانات بقاء إسرائيل. الزعيم الراحل الخالد جمال عبد الناصر ،كان يحب مصر ويعمل من أجل فقرائها، وعمالها، وتعفف عن السلطة ،وتحمل مسؤولية هزيمة حرب يونيو /حزيران 1967،لكن شعبه الذي كان يحبه حد التقديس ،هاج وماج في الشوارع باكيا وطالبه بالبقاء في السلطة ،وهكذا فعل وبدأ يعد العدة للإلحاق الهزيمة بمستعمرة إسرائيل من خلال إعادة تأهيل الجيش المصري، لكن الله قبض روحه ،وسجل السادات نصر حرب رمضان 1963 لنفسه، وإستغله بتوريط المحروسة  مصر ،بمعاهدة كامب ديفيد  مع إسرائيل ،والتي كانت المسمار الأول في نعش مصر، كما أن عبد الناصر توفي مسموما بالزرنيخ ، وليس في جيبه سوى 46 جنيها مصريا ،مع أن عائلته كانت كبيرة ،لكنه لم يستغل منصبه ووضعه القومي للنهب والسلب ،بل عمل كما قلت من أجل رفعة مصر وعمالها. فذات مرة نقده أمير دولة الكويت أواخر الستينيات مبلغا كبيرا من المال ليبني لنفسه قصرا يليق به كزعيم لأكبر دولة عربية، وفي القمة التالية في العام التالي طلب ذات الأمير من عبد الناصر أن يأخذه إلى القصر الذي بناه، وإذا به يأخذه إلى مصنع بحلوان ويقول له :يا سمو الأمير  هذا هو القصر الذي بنيته بفلوسك، علما أن المشير السيسي أقر قبل أيام أن بحوزته 30 مليون دولار ،فمن أين جاء بهذا المبلغ؟ السيسي ليس رسولا ولا نبيا ، لأن الرسل والأنبياء مصطفين من الله سبحانه وتعالى ،ويتصل بهم الأمين جبريل عليه السلام، وهم أرسلوا من أجل خير البشرية جمعاء ،وكلفوا بأقوامهم أولا  ،لكن السيسي غير ذلك،ولو كان يحب مصر وشعبها، لإنسحب من المشهد لأنه أصبح مصدر الفتنة في المحروسة مصر.    

أكثر...