علق الكاتب الصحفى البريطانى روبرت فيسك على حادث شنق الشاعر الأحوازى هاشم شعبانى مع 14 ناشطا حقوقيا إيرانيا، قائلا إنه ينبغى تدشين جمعية للشعراء الموتى أو الشهداء فى إيران.

وأكد فيسك، فى مقال نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، اليوم، الخميس، أن كل شيء عن الشاعر القتيل يصرخ مستدعيا الخزى على شانقيه: أشعاره المسالمة وتعليمه الأكاديمى ورعايته لوالده القعيد جراء إصابة لحقت به وهو يدافع عن إيران إبان الحرب العراقية، وحبه لزوجته وطفله الوحيد.
وقال "أما وقد قتل الشاعر، فإن على رأس لائحة المتهمين يجب أن تكون وزارة الداخلية الإيرانية وقاضى محكمة ثورية يدعى محمد باقر موسوى ثم جماعات المعارضة الإيرانية التى قضت كثيرا من الوقت فى محاولة تلطيخ الرئيس الإيرانى حسن روحانى بدم الشاعر أثناء نعيهم إياه، بعد هؤلاء يأتى التاريخ بين المتهمين"، مشيرا إلى أن قتل شعبانى جاء بعد عامين من مقاومة الأحواز ذات الأغلبية العربية جنوب غرب البلاد للحرس الثورى والداخلية الإيرانية، ليواجه شعبانى تهما بالتحريض على المقاومة عبر أشعاره التى يكتبها بالعربية وترجمته للشعر الفارسى إلى العربية.
ورصد فيسك تأكيد شعبانى فى إحدى رسائله من السجن على أنه لا يمكنه الاستمرار فى صمته إزاء الجرائم البشعة التى تقترفها السلطات الإيرانية فى حق الأحوازيين، لاسيما عمليات الإعدام التعسفية وغير العادلة، قائلا "لقد حاولت الدفاع عن الحق الشرعى الذى ينبغى أن يكون مكفولا لكل الناس فى هذا العالم- ألا وهو حق الحياة الحرة بكامل الحقوق المدنية. وفى خضم كل هذا البؤس وتلك المآسى لم ألجأ أبدا إلى حمل سلاح غير قلمى لمقاومة تلك الجرائم الشنعاء".
كما علق فيسك على كلمات شعبانى قائلا "ربما كان هذا القلم هو تهمة الشاعر شعباني؛ ففى دولة مثل إيران - حيث تتضخم هواجس الانفصال، ليس فقط فى الأحواز ولكن أيضا فى بلوخستان وكردستان إيران وغيرهما من المجتمعات التى تمثل أقليات- يمكن أن يكون القلم أمضى من السيف".
وأضاف الكاتب البريطانى "من دواعى السخرية أن النظام شبه العلمانى الذى أرساه الشاه قبل الثورة الإسلامية 1979 قد وضع قشرة من القومية على القيادات القبلية والدينية داخل دولة إيران الحديثة"، مشيرا "على الرغم من احتمال معارضة العلماء الإيرانيين، إلا أن الإسلام نفسه أسهم فى إزالة النزعة القبلية المتعصبة لدى الناس.. ولكن هذا لم يجد الشاعر هاشم شعبانى نفعا حينما حكمت عليه، هو وصديق له بين 14 ناشطا حقوقيا، محكمة ثورية برئاسة موسوى بالإعدام فى يوليو الماضى بعد عامين من التعذيب فى السجون".
ورأى فيسك أن شاعرا كشعبانى كان جديرا بالاحتفاء فى وطنه إيران، حيث نشأ ونشر شعره باللغتين الفارسية والعربية وحصل على درجة الماجستير فى العلوم السياسية وقاد المسيرات فى الجامعة احتجاجا على اعتقال الطلبة وطرد الأساتذة.
وأورد الكاتب فى ختام مقاله مقتطفات من قصيدة كتبها الشاعر عن محاكمته أسماها "سبعة أسباب تكفى لأموت" يقول شعباني: سبعة أيام وهم يصرخون بي"أنت تشن حربا على الله" السبت: لأنك عربي!/الأحد، حسنٌ، أنت من الأحواز... الثلاثاء: أنت تسخر من الثورة المقدسة... الجمعة: أنت رجل، ألا يكفى كل هذا لتموت؟!".



أكثر...