تناظر واحدات الوصف والتسمية
(عظمة التناظر في القرآن الكريم)
نحن نعلم أن واحدات الوصف والتسمية هي الكلمات، ونعلم أيضا أن واحدات الكلام الأولي التي تتكون منها هذه الكلمات هي الحروف.
إن الكلمة هي صورة لشيء ما داخل ذاكرة الإنسان، ولا يوجد للكلمة معنى إذا لم ترسم في ذاكرة المستمع صورة لشيء ما.
وأول ما تعلمه آدم عليه السلام هو أسماء الأشياء:
(وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة) (2 - 31)
لأنه إذا لم تكن للكلمة التي يسمعها صورة في ذاكرته، فإنه لا يستطيع أن يفهم ما يقال، وبالتالي لا يستطيع أن يملك متطلبات الخلافة التي خلق من أجلها.
إن الكلمات هي ألفاظ ترسم في خيال المستمع صورا لظواهر حسية ومعنوية، في مساحة ما يستطيع العقل تصوره وتخيله، وبشكل يرسم حدود العلاقة ما بين المكان والزمان الذي يحيط بهذه الظواهر. وتكون هذه الكلمات بعيدة أو قريبة من حقيقة الشيء الذي تريد وصفه وتصويره؛ بمقدار ما يكون القائل عالما بهذا الشيء، وبمقدار ما يملك من قدرة التعبير عن هذا الواقع.
فالذي يربط الكلمة بما تعنيه، هو رابط يتعلق بالقائل وبصفاته التي يتصف بها، وبعلمه حول الشيء الذي تصفه وتسميه هذه الكلمة. والذي يربط الكلمة بما تصوره في خيال المستمع، هو رابط يتعلق بما تحويه ذاكرة هذا المستمع، من صور للشيء الذي تصفه وتسميه هذه الكلمة.
إن الكلمة القرآنية التي تصف وتسمي مسألة ما، ترسم - وبشكل مطلق يتناسب وعظمة القائل سبحانه وتعالى - حقيقة هذه المسألة، وبحيث تنقل صورة هذه المسألة لجميع الأجيال بشكل مجرد عن الزمن. وبما أن هذه التسمية وهذا الوصف يكون مطلقا - في القرآن الكريم - ومصورا تماما لحقيقة المسألة التي تصفها وتسميها هذه الكلمة، وبشكل مجرد من الزمن يعطي لكل جيل صورة لهذه المسألة تناسب علمه وحضارته، لذلك يطلق على هذه الكلمة واحدة وصف وتسمية.
وفي القرآن الكريم لا توجد كلمة مرادفة لكلمة أخرى بالمعنى الذي يتصوره البشر، ربما توجد كلمة - أو أكثر - تصف وتسمي مسألة قريبة - حسب تصور البشر - من المسألة التي تصفها وتسميها هذه الكلمة، ولكن لكل كلمة من الكلمات القرآنية خاصتها، لأنها تصف وتسمي مسألة لها خاصيتها التي تميزها عن غيرها من المسائل.
وفي القرآن الكريم لا يمكن استبدال كلمة بكلمة من مرادفاتها - هذه المرادفات التي يتصورها جيل معين حسب ما يملك من علم وحضارة حول المسألة التي تصفها وتسميها هذه الكلمة -، لأنه لا يمكن للمخلوقات أن تحيط بجميع معاني وصور وحقائق المسائل التي تحمله هذه الكلمة.
والأعظم من ذلك، أن الكلمة القرآنية نفسها، تعطي في كل عبارة قرآنية تأتي بها صورة لها خاصيتها التي تميزها.
والأعظم من ذلك، أن هذه الكلمة ترسم في العبارة القرآنية الواحدة، أكثر من صورة, وتحمل أكثر من معنى، لأنها تخاطب أجيالاً عديدة لكل منها مفهومه الحضاري، وإرثه العلمي الخاص به. بل وتخاطب في الجيل نفسه جميع الناس على اختلاف مفاهيمهم وعلومهم. ومن تخيل أن الكلمة القرآنية والعبارة القرآنية، لا تحمل إلا صورة معنى واحد، وأن هذه الكلمة لا تصف ولا تصور إلا هذا المعنى، إنما تخيل ذلك لأنه لا يدرك عظمة القرآن الكريم، التي تتناسب مع عظمة قائله سبحانه وتعالى، ولا يدرك أن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى لجميع الأجيال، وأنه صفة من صفاته، وبالتالي لا يحده زمان ولا مكان.
لننظر في الآية الكريمة التالية:
(إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا) (17 - 7) .
إن من يتصور أن كلمة الآخرة في هذه الآية الكريمة, تحمل معنى محددا هو الإفسادة الثانية، يتخيل أن كلمة ثانيهما من الممكن أن تنوب عن كلمة الآخرة، ولا فارق عنده في ذلك، لأنه يتخيلها بهذا المعنى المحدد. وخصوصاً أنه في الآيات الكريمة التي تسبق هذه الآية، والتي تصور الإفسادة الأولى، جاءت كلمة أولاهما لتصف لنا الإفسادة الأولى المناظرة تماما لهذه الإفسادة.
ومن تصور أن كلمة الآخرة في هذه الآية الكريمة، تحمل معنى محددا، وصورة محددة، هي أنها آخر إفسادة لبني إسرائيل في الأرض، يتخيل أن كلمة النهاية أو الأخيرة، تنوب عن كلمة الآخرة في هذه العبارة القرآنية، ولا فارق عنده في ذلك.
ومن تصور أن كلمة الآخرة في هذه الآية الكريمة، تعني اقتراب الساعة، يتخيل أن كلمة الساعة تنوب مكان كلمة الآخرة في هذه العبارة القرآنية، ولا فارق عنده في ذلك.
والواقع أنه لا توجد كلمة تنوب عن كلمة الآخرة في هذه الآية الكريمة، لأنها تحمل - ضمن هذه العبارة القرآنية - معاني وصوراً لا يعلم حدودها إلا الله تعالى، ومنها الصور الثلاث التي رأيناها.
ولا يمكن استبدال هذه الكلمة بكلمة أخرى، لأن عدد حروف هذه الكلمة - الآخرة - يدخل في معادلات التصوير المطلق المتعلقة بمجموع حروف العبارات القرآنية ( وسترى معادلة من معادلات هذه العبارة في رابط آخر بهذا الموقع).
ولا يمكن استبدال هذه الكلمة بكلمة أخرى، لأن مجموع هذه الكلمة عبر القرآن الكريم معدود بحكمة ووفق معادلة توازن مطلق.
وهكذا نرى أن الكلمة في القرآن الكريم، تحمل الكثير من المعاني والصور، وأنه يستحيل استبدال كلمة بأخرى، وأن للكلمة في كل عبارة قرآنية، خصوصيتها المستقلة التي تصور معاني هذه العبارة.
وفوق ذلك، إن مجموع ورود هذه الكلمة - بخصوصية الرسم القرآني الذي جاءت به - عبر القرآن الكريم، هو معجزة، ومحسوب بدقة، وبحيث يصور هذا المجموع جوهر وحقيقة الشيء الذي تسميه وتصفه هذه الكلمة, تصويراً مطلقاً، مطابقا تماما لحقيقة وجوده في هذا الكون.
لقد تناول القرآن الكريم المسائل الكونية من بدايتها إلى نهايتها، وجاء بها من أساسها. لذلك فهو يصف ويصور هذه المسائل، بحيث تكون واحدات الوصف والتسمية المصورة لها في كامل القرآن الكريم، مطابقة تماما لحقيقة وجودها في هذا الكون. لذلك فالمسألة المخلوقة على شكل ركنين متناظرين، توصف وتصور في القرآن الكريم بحيث يتقاسم ركناها واحدات الوصف والتسمية التي تصفها. مع العلم أن واحدات التسمية لكل ركن موزعة في القرآن الكريم، في جمل وآيات وسور، ولها ارتباطاتها مع هذه الجمل وهذه الآيات وهذه السور، وأيضاً مع الحروف التي تتكون منها ومع شكل تصويرها كما سنرى فيما بعد. وموقع الأرقام يحاول دائما تقديم كل يبرز عظمة القرآن الكريم من النواحي العددية كما في الآتي :
ولنأخذ أمثلة على ذلك.
إن مسألة دوران الأرض حول نفسها، وما يتولد عنها من أيام نتيجة لهذا الدوران، هي مسألة كونية مرتبطة ارتباطاً وثيقا بقوانين ونظم هذا الكون. ونحن كبشر لا نعلم إلا ظاهر هذه المسألة، وما يقع تحت حواسنا من ظواهرها. ولكنها بحقيقتها هي ظاهرة كونية ثابتة، مرتبطة ارتباطا تاما ومكملا لباقي المسائل الكونية، التي تتعلق بالأرض وبالكون ككل. فعندما تدور الأرض دورة كاملة حول نفسها، نحس نحن كبشر أن يوما قد مر. ولذلك عندما أطلق الله سبحانه وتعالى كلمة يوم على هذه المسألة، جاءت هذه التسمية لتصور حقيقة كونية في دوران الأرض حول نفسها دورة كاملة. وفي القرآن الكريم تأتي هذه الكلمة موزعة على كامله. لكي ترسم في كل جملة تأتي بها صورة لمسألة ما، ترتبط مع سياق الحديث الذي جاءت ضمنه. ولكن مجوع هذه الكلمات في القرآن الكريم، تصور هذه المسألة بمجموع واحداتها الكونية. ويكون القرآن الكريم بذلك قد جاء بهذه المسألة من أساسها، ومن بدايتها إلى نهايتها.
إننا نعلم أنه يوجد ( 365 ) يوماً كاملاً في السنة، ولكل يوم من هذه الأيام خاصيته التي تميزه عن غيره، وذلك بالنسبة لكل ما يتعلق بالأمور الفلكية التي تحيط بهذه المسألة.
أي أنه يوجد ( 365 ) دورة متمايزة للأرض حول نفسها، فكل ( 365 ) دورة متمايزة، تعود من جديد لتدور ( 365 ) دورة أخرى.
ولذلك فإن الذي خلق هذا الكون، ودبر بحكمته هذه المسألة، صورها في كتابه الكريم، تصويراً مطابقاً تماماً للواقع الفلكي الذي خلقه، وبشكل تظهر فيه واحدات هذه المسألة من بدايتها إلى نهايتها. فكلمة يوم مفردة وردت في القرآن الكريم ( 365 ) مرة، كل كلمة في صورة لواحدة من واحدات هذه المسألة.
وهذه مسألة أخرى، في دوران القمر حول الأرض، وما يتولد عن ذلك من شهور:
( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموت والأرض) (9 - 36)
إنها مسألة كونية ثابتة، لها ارتباطاتها بالأرض وبالشمس، وبكل ما في هذا الكون، ولهذه المسألة ( 12 ) وحدة متمايزة، فكل ( 12 ) دورة متمايزة للقمر حول الأرض، يعود من جديد ليدور ( 12 ) دورة أخرى. ونجد أن خالق هذه المسألة يصورها في كتابه الكريم، تصويراً يأتي بها من أساسها، فكلمة شهر مفردة وردت في القرآن الكريم ( 12 ) مرة.
وهذه مسألة أخرى:
إن كلمة البر وردت في القرآن الكريم ( 12 ) مرة ووردت كلمة يبساً مرة واحدة وهي بمعنى البر، وبذلك يكون المجموع ( 13 ) مرة. وقد وردت كلمة البحر ( 32 ) مرة. ولو نظرنا إلى هذه المسألة، ونسبة كل من اليابسة والماء إلى سطح الكرة الأرضية، لرأينا أن مجموع هذه الكلمات مطابق تماماً لهذه المسألة.
إن مجموع ورود هذه الكلمات في القرآن الكريم هو : 13 + 32 = 45 وبذلك تكون نسبة اليابسة إلى سطح الكرة الأرضية :
13 / 45 = 0.2888 وتكون نسبة الماء إلى سطح الكرة الأرضية : 32 / 45 = 0.7111
وهكذا نرى أن القرآن الكريم، قد جاء بهذه المسألة من أساسها، وبحيث تكون نسب واحدات الوصف والتسمية بين عنصري هذه المسألة، مطابقة لحقيقة وجودها في الواقع.
ولو نظرنا إلى مسألة الحياة التي يسبح فيها كل ما في هذا الكون؛ لوجدناها زوجين متناظرين تماما، شأنها بذلك شأن كل مخلوقات هذا الكون، الدنيا زوجها الأول، والآخرة زوجها الثاني. والارتباط الزوجي التام بين ركني هذه المسألة واضح، فالدنيا تقتضي الآخرة لأن العدل الإلهي لا بد من أن يحيط بكل شيء، والآخرة هي نتيجة عمل هذه الدنيا. ولذلك نجد أن القرآن الكريم يصور هذه المسألة، عبر ركنين متناظرين تماماً، وبواحدات وصف وتسمية متناظرة تماماً، بالنسبة لركني هذه المسألة. فكلمة الدنيا وردت في القرآن الكريم ( 115 ) مرة. وكلمة الآخرة وردت (115) مرة . وبذلك تكون هذه المسألة قد صورت تصويراً يحيط بها من أساسها.
ولو نظرنا إلى الركن الثاني من المسألة السابقة، لوجدناه مسألة جديدة، مكونة من ركنين متناظرين تماماً، جهنم ركنها الأول وجنات ركنها الثاني. وقد صورت هذه المسألة في القرآن الكريم تصويراً مطابقاُ تماماً لهذا التناظر، فكلمة جهنم وردت في القرآن الكريم ( 77 ) مرة، وكلمة جنات ومشتقاتها وردت ( 77 ) مرة.
ولو نظرنا إلى مسألة خلق الإنسان، لوجدناها زوجين متناظرين تماماً، رجل وامرأة، ولذلك نجدها تصور في كتاب الله تعالى بشكل متناظر تماماً، فكلمة رجل مفردة وردت ( 24 ) مرة، وكلمة امرأة مفردة وردت ( 24 ) مرة ..
ولو نظرنا إلى كلمتي أخ وأخت، لوجدناهما ركنين متناظرين تماماً في مسألة واحدة، ولذلك نجدهما تصوران في القرآن الكريم بشكل متناظر أيضاً. فكلمة أخ وردت ( 4 ) مرات، وكلمة أخت وردت ( 4 ) مرات.
ونرى أيضاً كلمة صبي ترد في القرآن الكريم مرتين، وأن كلمة كهلاً المناظرة لها ترد في القرآن الكريم مرتين أيضاً.
ونرى أيضاً أن كلمة شيخ ومشتقاتها ترد في القرآن الكريم ( 4 ) مرات، وأن كلمة الطفل ومشتقاتها ترد أيضاً ( 4 ) مرات.
ونرى أيضاً أن مشتقات كلمة عم ترد في القرآن الكريم ( 5 ) مرات، وأن مشتقات كلمة خال ترد أيضاً ( 5 ) مرات.
ونرى أيضاً أن كلمة النسل ومشتقاتها ترد في القرآن الكريم ( 4 ) مرات، وأن كلمة عقيم ومشتقاتها ترد أيضاً ( 4 ) مرات.
ولو نظرنا إلى مسألة الخلق، لوجدناها ركنين متناظرين تماماً، ركنها الأول الحياة والروح التي تميزها، وركنها الثاني الموت وفقدان الروح التي تميزه، ولذلك نجد أن هذه المسألة تصور في كتاب الله سبحانه وتعالى بشكل متناظر تماماً. فكلمة الحياة ومشتقاتها وردت في القرآن الكريم ( 144 ) مرة، وكلمة الموت ومشتقاتها وردت ( 144 ) مرة.
ولو نظرنا إلى مسألة الخير والشر، والتي يرمز إليها الملائكة والشيطان، لوجدناها مسألة مكونة من ركنين متناظرين تماماً، ولذلك نجدها تصور في كتاب الله سبحانه وتعالى تصويراً متناظراً تماماً، بين ركني هذه المسألة، فكلمة الملائكة وردت ( 68 ) مرة، وكلمة الشيطان وردت ( 68 ) مرة.
ولو نظرنا إلى المسألة نفسها، آخذين الكلمة ومشتقاتها، لوجدناها أيضاً مسألة مكونة من ركنين متناظرين تماماً. ولذلك نجدها تصور في القرآن الكريم بشكل متناظر تماما، فكلمة الملائكة ومشتقاتها وردت ( 88 ) مرة، وكلمة الشيطان ومشتقاتها وردت ( 88 ) مرة، وهكذا نجد أن المسألة قد صورت بشكل يحيط بها من أساسها.
ولو نظرنا إلى كلمة يفسد ومشتقاتها وإلى كلمة ينفع ومشتقاتها، لوجدناهما ركنين متناظرين في مسألة واحدة. لذلك نجدهما تصوران في القرآن الكريم بشكل متناظر تماماً، فكلمة يفسد ومشتقاتها وردت ( 50 ) مرة، وكلمة ينفع وردت ( 50 ) مرة.
ولو نظرنا إلى كلمة الرغبة ومشتقاتها، وإلى كلمة الرهبة ومشتقاتها، لوجدناهما ركنين متناظرين في مسألة واحدة. لذلك نجدهما تصوران في كتاب الله سبحانه وتعالى بشكل متناظر تماما، فكلمة الرغبة ومشتقاتها وردت ( 8 ) مرات، وكلمة الرهبة ومشتقاتها وردت ( 8 ) مرات.
ولو نظرنا إلى كلمتي الإيمان والكفر لوجدناهما ركنين متناظرين تماماً في مسألة واحدة، لذلك نجدهما تصوران في كتاب الله سبحانه وتعالى تصويراً متناظراً تماماً، فكلمة الإيمان وردت ( 17 ) مرة، وكلمة الكفر وردت ( 17 ) مرة.
ولو نظرنا إلى كلمتي الطيب والخبيث، لوجدناهما ركنين متناظرين تماماً في مسألة واحدة، ولذلك نجدهما تصوران في القرآن الكريم بشكل متناظر تماماً، فكلمة الطيب وردت ( 7 ) مرات، وكلمة الخبيث وردت ( 7 ) مرات.
كذلك نجد أن كلمتي الرشد والغي المتناظرتين، تصوران في كتاب الله سبحانه وتعالى بشكل متناظر تماماً، فكلمة الرشد وردت ( 3 ) مرات وكلمة الغي وردت ( 3 ) مرات.
وكذلك نجد أن كلمتي أجاج وعذب المتناظرتين تماما في مسألة واحدة تصوران في القرآن الكريم بشكل متناظر أيضاً, فكلمة أجاج وردت مرتين، وكلمة عذب وردت مرتين.
وكذلك نجد أن كلمتي أشرقت وغربت، وكذلك كلمتي الإشراق والغروب، وكذلك كلمتي شرقية وغربية، تصور في كتاب الله سبحانه وتعالى بشكل متناظر تماماً، فكل كلمة من الكلمات السابقة وردت مرة واحدة فقط.
ولو نظرنا إلى كلمة المصيبة ومشتقاتها، وكلمة الشكر ومشتقاتها، لوجدنهما تردان بشكل متناظر تماماً في القرآن الكريم، فكلمة المصيبة ومشتقاتها وردت ( 75 ) مرة، وكلمة الشكر ومشتقاتها وردت ( 75 ) مرة.
ولو نظرنا إلى كلمة الشك، وكلمة الظن، لوجدناهما ركنين متناظرين في مسألة واحدة، ولذلك نجدهما تصوران تصويراً متناظراً أيضاً في القرآن الكريم. فكلمة الشك وردت ( 15 ) مرة, وكلمة الظن وردت ( 15 ) مرة.
ولو نظرنا إلى كلمة جهرة ومشتقاتها، وكلمة علانية ومشتقاتها، لوجدناهما تردان بشكل متناظر في القرآن الكريم, فكلمة جهرة ومشتقاتها وردت ( 16 ) مرة، وكلمة علانية ومشتقاتها وردت ( 16 ) مرة.
وإذا نظرنا إلى كلمة هلك ومشتقاتها، والتي تعني هلاك الإنسان، وإلى كلمة نجاة ومشتقاتها والتي تعني نجاة الإنسان، لوجدناهما ركنين متناظرين في مسألة واحدة. لذلك فهما تصوران في كتاب الله سبحانه وتعالى بشكل متناظر تماما, فكلمة هلك ومشتقاتها والتي تخص هلاك الإنسان وردت ( 66 ) مرة، وكلمة نجا ومشتقاتها والتي تخص نجاة الإنسان وردت أيضاً ( 66 ) مرة.
ولو نظرنا إلى كلمة النور، والتي تمثل منهج الحق الذي يبدد ظلام النفس، وإلى كلمة أظلم ومشتقاتها، والتي تمثل ظلام النفس نتيجة لابتعادها عن نور الحق، لوجدناهما ركنين متناظرين تماما في مسألة واحدة، ولذلك نجدهما تصوران في كتاب الله سبحانه وتعالى بشكل متناظر تماماً، فكلمة النور وردت ( 24 ) مرة، وكلمة أظلم ومشتقاتها وردت ( 24 ) مرة.
ولو نظرنا إلى كلمة ثقلت ومشتقاتها، والتي تتعلق بالإنسان فقط، وإلى كلمة خفت ومشتقاتها، والتي تتعلق بالإنسان فقط، لوجدناهما تصوران في كتاب الله سبحانه وتعالى بشكل متناظر، فكلمة ثقلت ومشتقاتها، وردت ( 17 ) مرة وكلمة خفت ومشتقاتها وردت ( 17 ) مرة.
ولو نظرنا إلى كلمة العز ومشتقاتها والتي تتعلق بالإنسان فقط، وإلى كلمة الذل ومشتقاتها والتي تتعلق بالإنسان فقط، لوجدناهما ركنين متناظرين تماماً في مسألة واحدة، لذلك نجدهما تصوران في القرآن الكريم تصويراً متناظراً تماماً، فكلمة العز ومشتقاتها وردت ( 21 ) مرة، وكلمة الذل ومشتقاتها وردت ( 21 ) مرة.
ولو نظرنا إلى مسألة زمانية تخص تصورنا لمفهوم الزمن، لوجدنا أن كلمتي قبل وقبلك، متناظرتان تماماً مع كلمتي بعد وبعدك، لذلك نجدهما تصوران في القرآن الكريم ً تصويراً متناظراً تماماً، فمجموع ورود كلمتي قبل وقبلك هو ( 149 ) مرة، ومجموع ورود كلمتي بعد وبعدك هو ( 149 ) مرة.
ولو نظرنا إلى كلمتي أقسمتم وأقسموا من جهة، وإلى كلمة أقسم من جهة أخرى، لوجدنا أننا أمام ركنين متناظرين تماماً، لذلك نجد أن مجموع ورود كلمتي أقسمتم وأقسموا في القرآن الكريم هو ( 8 ) مرات، وأن كلمة أقسم وردت أيضاً ( 8 ) مرات.
ولو نظرنا إلى القول المعبر عن قول المخلوقات، والذي تصفه واحدة الوصف والتسمية - قالوا - وإلى الرد الإلهي على قولهم والذي تصفه واحدة الوصف والتسمية - قل - لوجدناهما ركنين متناظرين تماماً في مسألة واحدة. لذلك نجدهما تصوران في القرآن الكريم بشكل متناظر، فكلمة قالوا وردت ( 332 ) مرة، وكلمة قل وردت ( 332 ) مرة.
ولو نظرنا إلى كلمتي قلتم وأقول، لوجدناهما تصوران في القرآن الكريم بشكل متناظر تماماً، فكل كلمة منهما وردت ( 9 ) مرات.
ولو نظرنا إلى كلمتي تقولون ونقول، لوجدناهما تصوران في القرآن الكريم بشكل متناظر تماماً، فكل كلمة منهما وردت ( 11 ) مرة.
ولو نظرنا إلى مجموع كلمتي تقولوا وتقولون لوجدناه ( 27 ) مرة، ولو نظرنا إلى مجوع ورود كلمة قلنا لوجدناه ( 27 ) مرة.
ولو نظرنا إلى كلمة صلوات بصيغة الجمع لرأيناها ترد ( 5 ) مرات، وهذا يطابق تماماً مجموع الصلوات اليومية المفروضة.
ونرى أيضاً أن الفعل " سجد " للعاقلين ومشتقاته التي تعبر عن أزمنة هذا الفعل، ترد في القرآن الكريم ( 34 ) مرة، وهذا يطابق تماماً عدد السجدات اليومية المفروضة، فكل ركعة تحوي على سجدتين. (قمنا بتفصيل هذه الآيات في رابط آخر بهذا الموقع - موقع الأرقام) .
ونرى أيضاً أن كلمة يجزي ومشتقاتها ترد ( 117 ) مرة، وأن كلمة يغفر ومشتقاتها ترد ضعف ذلك تماما ( 234 ) مرة.
ونرى أيضاً أن كلمة الضلالة ومشتقاتها ترد ( 191 ) مرة، وأن كلمة الآيات ومشتقاتها ترد ضعف ذلك تماماً ( 382 ) مرة.
ولو نظرنا إلى الكلمات التالية، ومجموع ورودها في القرآن الكريم، فسوف نرى أن مجموع ورود الكلمة هو سر يتعلق بحقيقة المسألة التي تصفها وتسميها هذه الكلمة:
كلمة حرب ومشتقاتها ( 6 ) مرات، كلمة أسرى ومشتقاتها ( 6 ) مرات.
كلمة أرسل ومشتقاتها ( 513 ) مرة، عدد أسماء الأنبياء جميعاً ( 513 ) مرة.
كلمة رسلنا ( 17 ) مرة، كلمة رسله ( 17 ) مرة.
كلمة سعيد ومشتقاتها مرتين، كلمة نحس ومشتقاتها مرتين.
كلمة نشط مرتين، كلمة كسالى مرتين.
كلمة لظى ومشتقاتها وهي من أسماء النار ودرجة من درجاتها وردت مرتين. كلمة الفردوس ومشتقاتها وهي من أسماء الجنة ودرجة من درجاتها وردت مرتين.
كلمة النعاس ومشتقاتها وردت مرتين، كلمة رقود ومشتقاتها وردت مرتين.
كلمة أنهار ومشتقاتها وردت مرتين، كلمة مشيد ومشتقاتها وردت مرتين.
كلمة نضرة ومشتقاتها وردت ( 3 ) مرات، كلمة عبس ومشتقاتها وردت ( 3 ).
مشتقات كلمة تستر وردت ( 3 ) مرات، مشتقات كلمة تبرج وردت ( 3 ) مرات.
كلمة الميمنة وردت ( 3 ) مرات، كلمة المشأمة وردت ( 3 ) مرات.
كلمة نأى ومشتقاتها وردت ( 3 ) مرات، وهي بمعنى بعد، وكلمة أزف ومشتقاتها وردت ( 3 ) مرات وهي بمعنى قرب.
وردت كلمة " حزب " مضافة لاسم الجلالة الله سبحانه وتعالى ( 3 ) مرات. ووردت كلمة " حزب " مضافة للشيطان لعنه الله ( 3 ) مرات.
كلمة حمأ ومشتقاتها وردت ( 4 ) مرات، كلمة يابس ومشتقاتها وردت ( 4 ) مرات.
مشتقات كلمة الرذيلة وردت ( 4 ) مرات. مشتقات كلمة العفة وردت ( 4 ) مرات.
القلم ومشتقاتها وردت ( 4 ) مرات. نسخ ومشتقاتها وردت ( 4 ) مرات.
مشتقات كلمة السلاح وردت ( 4 ) مرات، الجروح ومشتقاتها وردت ( 4 ) مرات.
كلمة أسلحتكم وردت مرتين، كلمة أسلحتهم وردت مرتين.
مشتقات كلمة السرور وردت ( 4 ) مرات، مشتقات كلمة الأسى وردت ( 4 ) مرات.
كلمة عورة ومشتقاتها وردت ( 4 ) مرات، كلمة اغضض ومشتقاتها وردت ( 4 ) مرات.
مشتقات كلمة جلى وردت ( 5 ) مرات، مشتقات كلمة طمس وردت ( 5 ) مرات.
كلمة أشتاتاً ومشتقاتها وردت ( 5 ) مرات، كلمة عصبة ومشتقاتها وردت ( 5 ) مرات.
الرعب ومشتقاتها وردت ( 5 ) مرات، مشتقات كلمة الوجل وردت ( 5 ) مرات.
كلمة وسطاً ومشتقاتها وردت ( 5 ) مرات، كلمة طرفاً ومشتقاتها وردت ( 5 ) مرات.
كلمة العنت ومشتقاتها وردت ( 5 ) مرات، مشتقات كلمة اللين وردت ( 5 ) مرات.
مشتقات كلمة يستصرخ وردت ( 5 ) مرات، مشتقات كلمة يستغيث وردت ( 5 ) مرات.
مشتقات كلمة مغنم وردت ( 6 ) مرات، كلمة مغرم ومشتقاتها وردت ( 6 ) مرات.
مشتقات كلمة الزلزال وردت ( 6 ) مرات، مشتقات كلمة الحطام وردت ( 6 ) مرات.
مشتقات كلمة تبر وردت ( 6 ) مرات، كلمة الفزع ومشتقاتها وردت ( 6 ) مرات.
مشتقات كلمة الخمر وردت ( 7 ) مرات، مشتقات كلمة السكر وردت ( 7 ) مرات.
مشتقات كلمة ( عقد ) وردت ( 7 ) مرات، مشتقات كلمة سرح وردت ( 7 ) مرات.
كلمة برهان ومشتقاتها وردت ( 8 ) مرات، كلمة بهتان ومشتقاتها وردت ( 8 ) مرات.
كلمة ثياب ومشتقاتها وردت ( 8 ) مرات، كلمة حجاب ومشتقاتها وردت ( 8 ) مرات.
كلمة أيد ومشتقاتها وردت ( 9 ) مرات، مشتقات كلمة نقض وردت ( 9 ) مرات.
كلمة وهن ومشتقاتها وردت ( 9 ) مرات، كلمة عزم ومشتقاتها وردت ( 9 ) مرات.
مشتقات كلمة راود وردت ( 9 ) مرات، مشتقات كلمة زنا وردت ( 9 ) مرات.
كلمة القدس ومشتقاتها وردت ( 10 ) مرات، كلمة الزجر ومشتقاتها وردت ( 10 ) مرات.
كلمة مجنون وردت ( 11 ) مرة، كلمة سفيه وردت ( 11 ) مرة.
كلمة رأفة ومشتقاتها وردت ( 13 ) مرة، كلمة غلظة ومشتقاتها وردت ( 13 ) مرة.
كلمة الصيحة وردت ( 13 ) مرة، كلمة بغتة وردت ( 13 ) مرة.
مشتقات كلمة نشر وردت ( 21 ) مرة، كلمة كتم ومشتقاتها وردت ( 21 ) مرة.
كلمة لبث ومشتقاتها وردت ( 31 ) مرة، كلمة هاجر ومشتقاتها وردت ( 31 ) مرة.
كلمة سلطان ومشتقاتها وردت ( 39 ) مرة، كلمة طغى ومشتقاتها وردت ( 39 ) مرة.
وهذه الأمثلة ليست من باب الحصر، فكلمات القرآن الكريم، إذا نظرنا إليها من زاوية مجموع تعداد الكلمة نفسها في كامل القرآن الكريم، نجدها متطابقة تماماً مع حقيقة الشيء الذي تصفه في هذا الكون.
لقد رأينا عبر الأمثلة السابقة، أن هناك تطابقا مطلقاً بين كتاب الله تعالى المنظور " الكون "، وبين كتابه المقروء " القرآن الكريم ". وهذا البعد من إعجاز القرآن الكريم عبارة عن نظرية تشمل جميع كلمات القرآن الكريم. فمجموع أي كلمة عبر القرآن الكريم، هو سر يتعلق بحقيقة وجوهر الشيء الذي تصفه وتسميه هذه الكلمة.
إن إدراكنا لأسرار وحقائق هذا الكون، يتناسب مع تطورنا العلمي والحضاري، لذلك فإن إدراكنا لما يعنيه مجموع ورود أي كلمة عبر القرآن الكريم، يرتبط بإدراكنا للحقيقة التي تصفها وتسميها هذه الكلمة.
لو قلنا للأجيال السابقة إن نسبة ورود كلمتي البر والبحر لمجموعهما في القرآن الكريم هي 29% و 71%، فإن ذلك لا يعني لهم شيئاً. ولكن عندما اكتشفت نسبة اليابسة والماء إلى سطح الكرة الأرضية، وهي 29% و 71%، عند ذلك ظهرت عظمة الإعجاز لهذه المسألة، وأصبحت نسبة ورود كلمتي البر والبحر في القرآن الكريم لها معنى يدل على هذا الإعجاز.
إن مجموع ورود أي كلمة في القرآن الكريم، هو سر يتعلق بالأسرار الكونية التي تخص المسألة التي تسميها هذه الكلمة، وإن عدم إدراك جيل من الأجيال لهذا السر، يعني أن هذا الجيل لم يصل إلى إدراك الحقيقة الكونية لهذه المسألة.

موضوع منقول