أكد رئيس وزراء لبنان السابق رئيس تيار المستقبل سعد الحريرى، أن تيار المستقبل يرفض حدوث فراغ فى الرئاسة اللبنانية، باعتباره منصب الرئيس المسيحى الوحيد فى العالم العربى، محذرًا من أن دولة يرأسها الفراغ هى معرضة للانهيار، بينما مشروع تيار المستقبل هو الدولة كما أن التيار من مدرسة تعتبر الرئيس المسيحى المارونى اللبنانى رمزًا للعيش الواحد بين المسلمين والمسيحيين.

وقال سعد الحريرى "إذا كانت وصاية آل الأسد على لبنان قد جعلت رئاسة الجمهورية مناسبة لتخطى إرادة المسيحيين فى لبنان وإشعارهم بغبن التمثيل وإشعار المسيحيين بالوصاية التامة، فإننا لن نقبل إلا برئيس يمثل الإرادة الوطنية للمسيحيين ويرفض كل الوصاية إلا وصاية الدستور".

وأضاف الحريرى، الموجود خارج لبنان فى كلمة عبر الفيديو كونفراس، خلال مهرجان خطابى ببيروت فى الذكرى التاسعة لاغتيال والده رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريرى، أن مواجهة الإرهاب تتطلب قرارًا سريعًا من حزب الله بالخروج من سوريا، والتخلى عن وهم الحرب الاستباقية والاعتراف بوجود دولة لبنانية هى المسئولة عن الحدود وسلامة المواطنين.

وتوجه الحريرى إلى الحكماء فى الطائفة الشيعية وفى المجلس الإسلامى الشيعى الأعلى ومقلدى الإمام موسى الصدر والشيخ محمد مهدى شمس الدين والسيد محمد حسين فضل الله والسادة العلماء، الذين يجاهرون بقول الحق ويتقدمون نخبة من المثقفين وأصحاب الرأى الشجعان وبشكل خاص إلى رئيس مجلس النواب نبيه برى فى هذه المرحلة الحساسة، وهو ركن من أركان الطائفة الشيعية ورمّم الجسور بين اللبنانيين وحل الأزمات.

وتابع قائلا "هناك أمور كثيرة يمكن التحدث عنها، وسأكتفى اليوم بطرح موضوع المشاركة فى الحرب السورية والفائدة التى يجنيها لبنان والطائفة الشيعية خصوصًا، حيث إن هذا الموضوع بات يشكل الخطر الأكبر على الوطن سواء من المشاركة المباشرة للمقاتلين من الجنوب والضاحية والبقاع وجبيل إلى جانب نظام الأسد وانعكاسات تلك المعارك على السلامة العامة للبنانيين فى الداخل.

ولفت إلى معاناة الناس ومشاهد السيارات المفخخة والعمليات الانتحارية إضافة إلى مئات النعوش التى تعود يجثامين القتلى وحالات الذعر والقلق والاصطفاف المذهبى الذى يتعاظم يومًا بعد يوم والخسائر الكبيرة التى حلت بالاقتصاد ولقمة العيش، وقال إنها كافية بإعادة النظر بقرارات لم تجلب إلى لبنان سوى القتل والدمار، ومن يقول غير ذلك يكذب على نفسه وعلى اللبنانيين.

وأشار إلى الاستنزاف الكبير الذى يطال مؤسسة الجيش وسائر القوى الأمنية والعسكرية اللبنانية، وقال إننا لا نطالب بتحييد المواقف السياسية، وكما ندعم المعارضة سياسيًا لا نحجب ذلك عن مناصرى بشار الأسد، ولكن نفتش على طريقة لحماية لبنان من التورط العسكرى فى سوريا.



أكثر...