الكوبرى المنهار.. كارثة تحولت لفرصة لالتقاط الصور وركوب "الزوحليقة"

[نهاد الأورفلي]

الكوبرى المنهار.. كارثة تحولت لفرصة لالتقاط الصور وركوب "الزوحليقة"

أغلقوا أبواب عششهم بعد انتصاف الليل وسكون الحركة، ليريحوا أجسادهم المتعبة بضع ساعات قبل ضجيج الصباح المعتاد للسيارات المارة على كوبرى الشيخ منصور الواصل بين عزبة النخل والمرج، الذى تقبع عششهم أسفله، ليفيقوا بعد نحو الساعة على رائحة حريق يأكل الـ300 متر التى يعيش فيها ما يزيد على 60 شخصاً، فيهرع رجال المطافئ إليهم ليخمدوا النيران التى لا يتحملها حديد الكوبرى فيهوى فوق رؤوس عدد من رجال الإنقاذ.. كارثة إنسانية مؤسفة لم تنته حتى الآن بسبب التصدع فى الكوبرى الذى ينذر بمزيد من الانهيارات جذبت مئات المشاهدين من كافة الأعمار، الذين لم يكتفوا بمصمصة شفاههم تأثراً وإطلاق التحليلات الهندسية عن أسباب الحادثة، ولكن كان من بينهم من وجد فى الأمر "لعبة" مسلية.

عشرات الأطفال وجدوا طريقهم لتسلق الكوبرى الذى سقطت إحدى حارتيه المرورية من المنتصف تقريباً فصار الجزء المنكوب شديد الانحدار فاعتبروه "زوحليقة" يصعدون إلى أعلاها متشبثين بسور الكوبرى ثم يتزحلقون نزولاً!

رغم التصدعات والشقوق الظاهرة للعيان إلا أن عشرات الأشخاص تسلقوا الكوبرى ليشاهدوا المنظر من أعلى أو يلتقطوا الصور رغم ما ينطوى عليه ذلك من خطورة.

وقال "اللواء جمال حلاوة"، نائب مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة، لـ"اليوم السابع" أن الكارثة تضرر منها العشرات من أصحاب العشش التى شب فيها الحريق، إضافة إلى رجال المطافئ الذين وصل إليهم البلاغ فى الثالثة فجراً وخلال قيامهم بإطفاء الحريق سقط فوقهم الكوبرى، وهما إبراهيم موسى وسند محمد سند.

وأشار إلى أنهم فى انتظار تقرير المعمل الجنائى لمعرفة سبب انهيار الكوبرى الذى يخضع لعمليات ترميم حالياً، لكنها رغم ذلك لم تنجح فى إبعاد المئات من المتفرجين الفضوليين أو الأطفال الذين وجدوا فى الكوبرى المنكوب فرصة لا تسنح لهم كثيراً للتزحلق.

فى حين برر محمد رشاد أحد الأطفال صعوده لهذا المكان الخطر بكل بساطة: "طالع أتفرج"، مؤكداً بشجاعة آيلة للسقوط فى أى لحظة "مش خايف ما كل الناس دى طلعت يعنى أنا اللى هخلى الكوبرى يقع".

أكثر...

المصدر: منتديات عراق الخير والمحبة - من قسم: منتدى أستراحة الأعضاء