تعتبر تشوهات العمود الفقرى الأكثرها تأثيرا على حياة المريض، مما يشل حياته الاجتماعية، وذلك لأنها لا تسبب فقط آلاما، ولكن تؤثر تأثيرا شديدا على شكل المريض.

يقول الدكتور أحمد البدراوى، أستاذ جراحة العمود الفقرى بطب عين شمس، إن تشوهات العمود الفقرى تنتج إما من عيوب خلقية بالعمود الفقرى أو الإصابة بالدرن فى الفقرات أو العلاج الخاطئ لكسور العمود الفقرى، موضحا أن التشوهات تشمل تحدب العمود الفقرى أو التواء العمود الفقرى، والتعامل مع مثل هذه الحالات يجب أن يكون من خلال تقييم شامل للمريض، بما فيه حالته الصحية العامة لتحمل جراحة كبرى، وكذلك طريقة تصليح التشوه.

وأضاف "البدراوى"، أن معظم مرضى تشوه العمود الفقرى لديهم خوف كبير من الجراحة، وذلك للتخوف من عدم تصليح التشوه أو حدوث مضاعفات خطيرة من الجراحة، بما فى ذلك فقدان الحركة أو التحكم فى التبول والتبرز، إلا أن الأساليب الحديثة للعلاج قللت كثيرا من هذه المضاعفات، ومن ذلك مراقبة نشاط الحبل الشوكى أثناء الجراحة، وذلك للتدخل السريع عند حدوث أى ضغط على الحبل الشوكى أثناء الجراحة، كما أن هذه الجراحات أصبحت تجرى بواسطة المناظير الجراحية بالتجويف الصدرى والبطن، وذلك للتصليح من الأمام.

ويقول "البدراوى"، إن هذا يتيح تصليح تشوهات شديدة ومتقدمة بشكل أسهل. وكذلك يمكن إجراء الجراحة من الخلف، بواسطة المسامير والأعمدة والمصنوعة من سبائك معدنية آمنة ولا تتفاعل مع الجسم، كما أنها شديدة المتانة بحيث تتيح التصليح للتشوه دون حدوث مضاعفات. كما يمكن تركيب هذه الدعامات من خلال الجلد بفتحات صغيرة جدا دون الاضطرار إلى عمل فتحة كبيرة تؤثر على شكل المريض.

وبعد الجراحة لا يحتاج المريض إلى الالتزام بالفراش ويمكنه الحركة مباشرة بمجرد اكتمال الوعى بعد التخدير.

جدير بالذكر أن التثبيت الخلفى للفقرات لا يؤثر بشكل جوهرى على مدى الحركة للظهر، وذلك لأنه لا يشمل جميع الفقرات مما يتيح للمريض الحركة على مستوى الفقرات غير المثبتة.



أكثر...