(( حقيقة الإسلام الشيعي ))




الجزء الأول




الشيعة مثل الجماعات المسلمة الأخرى تعكس تنوعها الخاص
لكنها تتشارك في منهج عام لأصول المعتقد الإسلامي.
وفيما تؤكد الشيعة الشهادة بالاتفاق مع أقرانها من المسلمين المؤمنين
وهي الاعتقاد بوحدانية الله ونموذج الهداية الإلهية
من خلال رسول الله ... النبي محمد ( ص )
تؤكد أنه من أجل الهداية الروحية والأخلاقية للأمة
أمر الله النبي أن يعين بالنص شخصاً ذا سلطة ليخلفه كقائد للمسلمين .
هذه السلطة كانت للإمام علي ( ع )
ابن عم النبي وصهره.


وطبقاً للشيعة .... فقد أعلن النبي هذا المفهوم
لمستقبل الأمة في العام الأخير من حياته في غدير خم
حيث عين الإمام علياً بصفته خليفة له ليقود المسلمين.
وبينما تشير كل من المصادر الشيعية والسنيّة إلى هذه الحادثة
فإن التفسير الخاص لدور الإمام علي بصفته الإمام الهادي أو الإمام الحق
هو الذي يميز التفسير الشيعي للسلطة والقيادة
عن تفسيرات الجماعات المسلمة الأخرى
.

إن كلمة الشيعة تعني المشايع أو الموالي.
إنها تشير بالتحديد إلى أولئك المسلمين الذين أصبحوا أتباع الإمام علي
بإيمان راسخ بأنه هو وذريته هم أئمة الحق للأمة المسلمة.
بالنسبة للشيعة ... يتضمن وحي القرآن وتاريخ الإسلام هذا الإيمان الراسخ
وهو ليس مجرد حصيلة اختلافات ذات طبيعة سياسة مجردة أعقبت وفاة النبي محمد.
ولفهم كيف تطور تفسير من هذا القبيل
وخلق هوية شيعية مميزة في التاريخ المسلم
من الضروري رؤية كيف أسس الشيعة مفهوم الهداية
ضمن تفسيرهم للقرآن ولسيرة النبي.

أحد الجوانب للوحي القرآني الذي يؤكده دائماً الباحثون في التقليد الشيعي
هو مفهوم السلطة المرتبط بأسر الشخصيات النبوية.
وأثيرت هذه الفكرة في الآيات القرآنية التالية:

(( إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين.
ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. )) (3: 33-34)

(( وكلاً فضلنا على العالمين.
ومن آبائهم وذريتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم.
أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة. )) (6: 86-89)


كان النبي محمد أثناء حياته متلقي الوحي ومبلَغه على السواء.
لقد سجلت وفاته في عام 632 م خاتمة حبل النبوة
وبداية الجدل حول طبيعة إرثه لأجيال المستقبل.
أثير هذا الجدل بسبب غياب الاتفاق على خليفة النبي في الأمة المسلمة الناشئة.
ومنذ البداية كان هناك اختلافًٌ واضحٌ في الرؤى حول هذه المسألة
بين شيعة علي الذين اعتقدوا بأن النبي نصّ على علي بن أبي طالب
المتوفى سنة 661 م خليفة له
وأولئك الذين اتبعوا قيادة الخلفاء.
أخيراً اندمجت هذه المجموعة الأخيرة في غالبية الفرع السنَي من الإسلام
الذين عُرِفوا جميعاً بأهل السنَة والجماعة
.

وفيما توقف الوحي بوفاة النبي ( ص )
تمسك شيعة الإمام علي باستمرار الحاجة لهداية روحية وأخلاقية للأمة
وذلك من خلال تفسير وتطبيق مستمرين للرسالة الإسلامية.
اعتقدوا بأن إرث النبي محمد عهد به إلى أسرته أهل البيت
الذين أودع فيهم النبي سلطته.
إن الفرد الأول من أسرة النبي الذي نص عليه بالإمامة
أو القيادة كان الإمام علي ابن عم النبي
وزوج فاطمة ابنة النبي الوحيدة الباقية على قيد الحياة.
وطبقاً لمعظم التراث
كان الإمام علي أول ذكر يدعم رسالة الإسلام
ونال إعجاب النبي لدعمه قضية الإسلام حتى لدى مخاطرته بحياته.
إن إيمان الشيعة بحق الإمام علي وذريته من فاطمة
في قيادة الأمة المسلمة تأصل في فهمهم للقرآن المقدس
ومفهومه للقيادة الهادية الحقة

كما عززها ( الحديث ) النبوي الشريف.
فبالنسبة للشيعة كان أكثر هذه الأحاديث شهرة
هو خطبة النبي في غدير خم بعد حجة الوداع إلى مكة
حيث نص على الإمام علي خليفة له.
وأثناء هذه الخطبة ....
أعلن النبي أنه تارك الثقلين – القرآن وعترته -
من أجل هداية مستقبلية لأمته
.



الموضوع ( منقول ) حرفيا




إلى حلقة أخرى