شبكة عراق الخير
صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 34

الموضوع: (( حقيقة الإسلام الشيعي ))

Share/Bookmark

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1

    افتراضي (( حقيقة الإسلام الشيعي ))

    (( حقيقة الإسلام الشيعي ))




    الجزء الأول




    الشيعة مثل الجماعات المسلمة الأخرى تعكس تنوعها الخاص
    لكنها تتشارك في منهج عام لأصول المعتقد الإسلامي.
    وفيما تؤكد الشيعة الشهادة بالاتفاق مع أقرانها من المسلمين المؤمنين
    وهي الاعتقاد بوحدانية الله ونموذج الهداية الإلهية
    من خلال رسول الله ... النبي محمد ( ص )
    تؤكد أنه من أجل الهداية الروحية والأخلاقية للأمة
    أمر الله النبي أن يعين بالنص شخصاً ذا سلطة ليخلفه كقائد للمسلمين .
    هذه السلطة كانت للإمام علي ( ع )
    ابن عم النبي وصهره.


    وطبقاً للشيعة .... فقد أعلن النبي هذا المفهوم
    لمستقبل الأمة في العام الأخير من حياته في غدير خم
    حيث عين الإمام علياً بصفته خليفة له ليقود المسلمين.
    وبينما تشير كل من المصادر الشيعية والسنيّة إلى هذه الحادثة
    فإن التفسير الخاص لدور الإمام علي بصفته الإمام الهادي أو الإمام الحق
    هو الذي يميز التفسير الشيعي للسلطة والقيادة
    عن تفسيرات الجماعات المسلمة الأخرى
    .

    إن كلمة الشيعة تعني المشايع أو الموالي.
    إنها تشير بالتحديد إلى أولئك المسلمين الذين أصبحوا أتباع الإمام علي
    بإيمان راسخ بأنه هو وذريته هم أئمة الحق للأمة المسلمة.
    بالنسبة للشيعة ... يتضمن وحي القرآن وتاريخ الإسلام هذا الإيمان الراسخ
    وهو ليس مجرد حصيلة اختلافات ذات طبيعة سياسة مجردة أعقبت وفاة النبي محمد.
    ولفهم كيف تطور تفسير من هذا القبيل
    وخلق هوية شيعية مميزة في التاريخ المسلم
    من الضروري رؤية كيف أسس الشيعة مفهوم الهداية
    ضمن تفسيرهم للقرآن ولسيرة النبي.

    أحد الجوانب للوحي القرآني الذي يؤكده دائماً الباحثون في التقليد الشيعي
    هو مفهوم السلطة المرتبط بأسر الشخصيات النبوية.
    وأثيرت هذه الفكرة في الآيات القرآنية التالية:

    (( إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين.
    ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. )) (3: 33-34)

    (( وكلاً فضلنا على العالمين.
    ومن آبائهم وذريتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم.
    أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة. )) (6: 86-89)


    كان النبي محمد أثناء حياته متلقي الوحي ومبلَغه على السواء.
    لقد سجلت وفاته في عام 632 م خاتمة حبل النبوة
    وبداية الجدل حول طبيعة إرثه لأجيال المستقبل.
    أثير هذا الجدل بسبب غياب الاتفاق على خليفة النبي في الأمة المسلمة الناشئة.
    ومنذ البداية كان هناك اختلافًٌ واضحٌ في الرؤى حول هذه المسألة
    بين شيعة علي الذين اعتقدوا بأن النبي نصّ على علي بن أبي طالب
    المتوفى سنة 661 م خليفة له
    وأولئك الذين اتبعوا قيادة الخلفاء.
    أخيراً اندمجت هذه المجموعة الأخيرة في غالبية الفرع السنَي من الإسلام
    الذين عُرِفوا جميعاً بأهل السنَة والجماعة
    .

    وفيما توقف الوحي بوفاة النبي ( ص )
    تمسك شيعة الإمام علي باستمرار الحاجة لهداية روحية وأخلاقية للأمة
    وذلك من خلال تفسير وتطبيق مستمرين للرسالة الإسلامية.
    اعتقدوا بأن إرث النبي محمد عهد به إلى أسرته أهل البيت
    الذين أودع فيهم النبي سلطته.
    إن الفرد الأول من أسرة النبي الذي نص عليه بالإمامة
    أو القيادة كان الإمام علي ابن عم النبي
    وزوج فاطمة ابنة النبي الوحيدة الباقية على قيد الحياة.
    وطبقاً لمعظم التراث
    كان الإمام علي أول ذكر يدعم رسالة الإسلام
    ونال إعجاب النبي لدعمه قضية الإسلام حتى لدى مخاطرته بحياته.
    إن إيمان الشيعة بحق الإمام علي وذريته من فاطمة
    في قيادة الأمة المسلمة تأصل في فهمهم للقرآن المقدس
    ومفهومه للقيادة الهادية الحقة

    كما عززها ( الحديث ) النبوي الشريف.
    فبالنسبة للشيعة كان أكثر هذه الأحاديث شهرة
    هو خطبة النبي في غدير خم بعد حجة الوداع إلى مكة
    حيث نص على الإمام علي خليفة له.
    وأثناء هذه الخطبة ....
    أعلن النبي أنه تارك الثقلين – القرآن وعترته -
    من أجل هداية مستقبلية لأمته
    .



    الموضوع ( منقول ) حرفيا




    إلى حلقة أخرى



  2. #2

    افتراضي رد: (( حقيقة الإسلام الشيعي ))

    (( حقيقة الإسلام الشيعي ))





    الجزء الثاني




    كذلك يستدل على أهمية أهل البيت بالنسبة للشيعة
    في حادثة مرتبطة بآية مشهورة من الوحــــي القرآني:

    (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )) (33: 33).

    وطبقاً للتقليد التاريخي تخص هذه الآية
    حادثة في حياة النبي حين جادله أسقف بني نجران في شبه الجزيرة العربية
    فيما يتعلق بصدق رسالته.
    وافق الجانبان على المباهلة
    لكن المسيحيين انسحبوا مباشرة.
    فالذين أشير إليهم في الآية القرآنية بأنهم أهل البيت
    هم النبي محمد والإمام علي وفاطمة وابنيهما الحسن والحسين.
    كما تشير الشيعة إلى الآية القرآنية:

    (( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى )) ( 24: 23)

    وتعتقد الشيعة بان هذه الآية تشير إلى أهل البيت.
    وبينما تفسيرات من هذا القبيل تخص الشيعة
    فقد عبر جميع المسلمين عن احترام كبير لأسرة النبي
    واتبعوا إرشاد القرآن :

    (( إن الله وملائكته يصلَون على النبي
    يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً. )) (33: 56)


    أقر الشيعة أن سلطة هداية الأمة المسلمة بعد وفاة النبي محمد أوليت إلى الإمام علي.
    وكما كانت تماماً حقاً خاصاً بالنبي أن ينص على خليفته
    كذلك إنه حق خاص بكل إمام عصر أن ينص على خليفته من ذريته.
    فمهمة الإمام أي الإمامة تنتقل بالوراثة
    في ذرية النبي من خلال علي وفاطمة.


    تاريخ التشيع المبكر


    إن الموالين الأوائل للإمام علي يشملون من يسمون القرَاء وبعض صحابة النبي المقربين
    ووجوه سكان المدينة وشيوخ العشائر البارزين والمسلمين الآخرين
    الذين قدموا خدمات جليلة للإسلام المبكر.
    لقد كان معلمهم وهاديهم الأول الإمام علي بن أبي طالب
    الذي ذكّر المسلمين في خطبه ورسائله
    ومواعظه الموجهة إلى قريش بحقوق أسرته.

    استمرت مشاعر التأييد للعلويين في حياة الإمام علي.
    وانتعشت أثناء خلافة عثمان ( 644-656 م )
    التي كانت فترة نزاع في الأمة المسلمة.
    تقلد الإمام علي منصب الخلافة في ظروف مضطربة أعقبت مقتل عثمان
    وأدت إلى أول حرب أهلية في الإسلام .
    وتركز الموالون للإمام علي في الكوفة ... في جنوب العراق
    وأصبحوا الآن معروفين بشيعة علي أو ببساطة الشيعة.
    كما يشيرون إلى أنفسهم بمصطلحات دينية
    ذات معانٍ ضمنية أكثر دقة مثل شيعة أهل البيت أو نظيرتها شيعة آل محمد.
    وقد وجد معاوية بن أبي سفيان الأموي المتوفى سنة 680 م
    والي سورية القوي وابن عم عثمان
    وقائد الحزب الموالي له
    وجد الدعوة للانتقام من قتلة عثمان ذريعة مناسبة للاستيلاء على الخلافة .

    لقد عاش الشيعة الأوائل مقتل الإمام علي عام 661 م
    والأحداث المأساوية التي أعقبت ذلك.
    وبعد الإمام علي أقرت شيعة الكوفة بابنه الأكبر الحسن المتوفى 669 م
    بصفته خليفة له.
    مع ذلك اختار الحسن أن لا يتولى هذا الدور.
    وتولى معاوية منصب الخلافة.
    وبعد عقد اتفاق سلام مع معاوية
    أوى الحسن إلى المدينة واعتزل النشاط السياسي.
    مع ذلك استمر الشيعة يعتبرونه إمامهم بعد الإمام علي.
    وبعد وفاة الحسن أحيا الشيعة طموحاتهم في إعادة الخلافة إلى أهل البيت
    ودعوا الحسين أخا الحسن الأصغر إمامهم الجديد
    لينهض ضد حكم الأمويين الظالم.
    عقب وفاة معاوية وخلافة ابنه يزيد له ( 680-683 م )
    رفض الإمام الحسين الإقرار بخلافة يزيد.
    واستجابة لدعوة الكثيرين من أتباعه ومؤيديه انطلق إلى الكوفة.
    وفي العاشر من محرَم عام 61هـ ( 10تشرين أول 680 م )
    قُتل الإمام الحسين وثلة صغيرة من أقاربه وأصحابه بوحشية في كربلاء
    بالقرب من الكوفة ... حيث حاصرهم الجيش الأموي.
    أضاف استشهاد حفيد النبي حرارة جديدة للقضية الشيعية
    وساهمت إلى حد كبيـر في توطيد التميز والهويــة الشيعيين.
    كما أدت إلى نشأة نزعات النشاط السياسي بين الشيعة
    وقد أحيا الشيعة فيما بعد استشهاد الإمام الحسين في العاشر من محرّم.
    هذه المناسبة التي هي إحياء لفاجعة أكثر من كونها احتفال فرح
    وتعرف بعاشوراء.




    إلى حلقة أخرى

  3. #3

    افتراضي رد: (( حقيقة الإسلام الشيعي ))

    (( حقيقة الإسلام الشيعي ))






    الجزء الثالث





    أثناء فترة الحكم الأموي ( 661-750 م )
    سعت مختلف الفرق الشيعية المكونة من كل من العرب المسلمين
    والداخلين إلى الإسلام الجدد من غير العرب
    إلى دعم مختلف مدعي الإمامة.
    ونمت القيادة الشيعية متجاوزة أسرة النبي المباشرة
    وضمت حينئذ فروعاً أخرى من بني هاشم
    أسرة النبي الواسعة لتشمل ذرية عميّ النبي أبي طالب والعباس.
    هذا بسبب أن فكرة أسرة النبي
    فهمت حينئذ على نطاق واسع بمعناها القبلي القديم.

    وبما أن العالم المسلم استمر بالتوسع جغرافياً
    وأصبح المزيد من الناس من الأقاليم المفتوحة جزءاً من الأمة الناشئة
    فقد جذبت مختلف الفرق المسلمة بمن فيهم الشيعة موالين جدداً .

    تبنت مجموعة كبيرة من الشيعة تعرف بالإمامية
    نهج الاستكانة في الميدان السياسي
    فيما أخذت تركز على الترويج والتطوير الفكري للإسلام.
    استمرت سلطة أئمتهم من خلال الإمام علي زين العابدين المتوفى عام 712 م
    ابن الإمام الحسين الوحيد الباقي على قيد الحياة
    والذي لاقى تقديراً كبيراً في حلقات المؤمنين في المدينة.
    لقد بدأ الشيعة الإماميون بعد الإمام علي زين العابدين
    باكتساب أهمية في ظل ابنه وخليفته الإمام محمد الباقر المتوفى عام 731 م .
    واختارت فرقة صغيرة دعم زيد الابن الآخر للإمام زين العابدين
    ونظموا أنفسهم ليناهضوا الحكم الأموي
    .
    وقد أصبحت تعرف هذه الفرقة وأتباعها فيما بعد بالزيدية.

    ركز الإمام الباقر اهتمامه على أن يكون معلماً فعالاً
    أثناء إمامته التي دامت حوالي 20 سنة.
    كما أدخل مبدأ التقية ....
    الستر الاحترازي للمعتقد والممارسة الدينية الحقيقية
    الأمر الذي يحمي الأئمة وأتباعهم في ظروف معادية.
    تزامنت إمامته مع نمو وتطور ( الفقه ) الإسلامي.
    في هذه الفترة التكوينية للإسلام
    كان دور الإمام الباقر أساساً بصفته رواي الحديث ومعلم الشريعة.
    وعقب وفاته أقر أتباعه بإمامة ولده الأكبر
    أبي عبد الله جعفر المتوفى 765 م
    والذي لقب فيما بعد بالصادق بصفته إمامهم الجديد.

    بالإضافة إلى الزيدين
    بدأ خصوم آخرون للمكانة الشيعية
    - خصوصاً العباسيين من ذرية العباس عم النبي-
    تحدياً مباشراً للحكم الأموي.
    أولى العباسيون اهتماماً خاصاً لتطوير منظمة سياسية لحركتهم
    مؤسسين مركزاً سرياً في الكوفة

    لكنهم كانوا يركزون أنشطتهم في شرق إيران وآسيا الوسطى.
    وقد تمت ( الدعوة ) العباسية باسم شخص غير معروف ينتمي إلى أسرة النبي.
    وتهدف هذه الأيديولوجية لزيادة الدعم من مختلف الفرق الشيعية
    الذين أيدوا قيادة أهل البيت.

    انتصر العباسيون على الأمويين سنة 749 م
    فنصبوا أبا العباس السفاح ( 749-754 م )
    أول خليفة عباسي في مسجد الكوفة.
    بدا النصر العباسي مصدر خيبة أمل لأولئك الشيعة
    الذين توقعوا سليلاً مباشراً للإمام علي لا للعباسيين يتولى الخلافة.
    وتزايدت العداوة بين العلويين والعباسيين عندما بدأ العباسيون
    بعد توليهم الخلافة مباشرة
    باضطهاد الكثير من مؤيديهم السابقين والعلويين
    وبالنتيجة طوروا تفسيراً سنياً للإسلام.

    لقد اكتمل نقض العباسين لجذورهم الشيعية
    عندما أعلن محمد المهدي ( 775-785 م )
    الخليفة الثالث من سلالة الحكم العباسي
    أن النبي محمداً عين بالفعل
    عمه العباس خليفة له لا الإمام علي.

    في غضون ذلك اكتسب الإمام جعفر الصادق
    شهرة واسعة بصفته معلماً وباحثاً.
    وكان راوياً للحديث ويرويه وفق سلسلة من (الإسناد)
    بحيث تقبله المدارس الفقهية الإسلامية.
    ودرّس أيضاً الفقه الإسلامي.
    وقد أُقر له ولأبيه الفضل في تأسيس المدرسة الشيعية الإمامية للفقه الديني.
    وتسمى هذه المدرسة الفقهية الآن الجعفرية
    نسبة إلى الإمام جعفر الصادق.
    وقد أكد سلطة الإمام الصادق المرشدة
    ليس فقط موالوه من الشيعة
    بل أيضاً دائرة أوسع تشمل الكثير من المسلمين السنّة.

    ومع الوقت اجتذب الإمام الصادق مجموعة هامة من الباحثين
    تضم بعضاً من أكثر الفقهاء والمحدثين والمتكلمين بروزاً لذلك العصر
    مثل هشام بن الحكم المتوفى 795 م
    ومن ثم الممثل الأعلى لمدرسة علم ( الكلام ) الإمامية.
    وأثناء إمامة الإمام جعفر طورت الشيعة آراء واضحة في قضايا شرعية وكلامية
    وساهمت في نقاشات وأبحاث ضمن الدوائر الفكرية المسلمة.


    وكنتيجة لأعمال الإمام الصادق ومساعديه
    وبناء على تعاليم الإمام الباقر فقد اكتسبت عقيدة الإمامة صياغتها الأساسية
    معززة مبادئ تعود إلى تعاليم الأئمة الأوائل والنبي محمد.
    والمبدأ الأول هو النص
    انتقال الإمامة بالنص الواضح.
    وعلى أساس النص يمكن أن يتقلد شخص معين الإمامة
    سواء ادعى أم لم يدع الخلافة أو ممارسة أي سلطة سياسية.
    وأسس هذا المبدأ الفصل بين السلطتين في التشيع
    فأفرز ضرورة السلطة السياسية عن مؤسسة الإمامة
    وفقاً للظروف التاريخية.

    والمبدأ الثاني هو أن الإمامة ترتكز على العلم يعني العلم الديني الخاص.
    في ضوء هذا العلم الذي يلهم إلهياً
    وينتقل من خلال النص من الإمام السابق
    وبذلك أصبح إمام الزمان الحق هو مصدر المعرفة
    والتعليم الروحي لأتباعه.




    إلى حلقة أخرى

  4. #4

    افتراضي رد: (( حقيقة الإسلام الشيعي ))

    (( حقيقة الإسلام الشيعي ))





    الجزء الرابع




    تؤكد عقيدة الإمامة المتجذرة في تعاليم الأئمة
    التكامل بين الوحي والتفكير العقلي.

    إنها تقر بأن القرآن المقدس يقدم بمستويات مختلفة من المعنى:
    المعنى الظاهر للنص
    وهو المعايير الشرعية التي تقود سلوك البشر
    والرؤية الأخلاقية التي يقصد الله أن يدركها البشر في مجتمع أخلاقي منسجم.
    وطبقاً للشيعة ... يوفر القرآن أيضاً للمؤمنين
    إمكانية استخلاص رؤى جديدة لتلبية حاجات الزمن
    الذي يعيش فيه المسلمون.


    إن عقيدة الإمامة عند الشيعة المذكورة
    في عدد هائل من الأحاديث المروية عن الإمام جعفر الصادق

    محفوظة في أقدم مجموعة للأحاديث الشيعية
    جمعها أبو جعفر محمد الكليني المتوفى 940 م.
    لقد بنيت هذه العقيدة على الإيمان بالحاجة الدائمة للإمام الهادي
    الذي يقوم بعد النبي بدور المعلم والمرجع في آن واحد
    والمرشد الروحي لبني البشر.

    وبينما تولى الإمام تاريخياً القيادة الزمنية والسلطة الدينية
    فإن مهمته أصلاً مستقلة عن السلطة الدنيوية.
    أكدت هذه العقيدة أيضاً الاعتقاد بأن النبي محمد نصّ على الإمام علي
    نصاً واضحاً بموجب أمر إلهي بأنه ( وصيٌ ) وخليفة له.
    انتقلت الإمامة بعد الإمام علي من الأب إلى الابن في ذرية الإمام علي وفاطمة
    وبعد الإمام الحسين لابد أن تستمر الإمامة في ذريته حتى آخر الزمان.

    بعد وفاة الإمام الصادق عام 765 م
    نشأ نزاع على الإمام الذي يخلفه.
    ولّد هذا النزاع على خلافة الإمام الصادق انقسامات جديدة
    ضمن الشيعة وأدت إلى تشكيل نهائي لجماعتين شيعيتين أساسيتين
    هما الإثنا عشرية ( ويسمون أيضاً الإماميين )
    والإسماعيلية .... أو الإسماعيليين.
    فالإسماعيليون الذين اتبعوا الإمام محمد بن إسماعيل
    حفيد الإمام جعفر الصادق هم ثاني أضخم جماعة بعد الإثني عشرية.
    أما الفرع الثالث من الشيعة فهم الزيدين
    الذين كان لهم تطورهم التاريخي المختلف.


    الإمامية أو الإثنا عشرية


    بعد وفاة الإمام جعفر الصادق
    أقرت أغلبية أتباعه بأحد أبنائه الأحياء
    موسى الكاظم المتوفى سنة 799 م بصفته خليفة له كإمام .
    ونظراً لموقعه في ظل حكم الخلفاء العباسيين
    كان الإمام موسى الكاظم مقيداً في نشاطاته
    وطبقاً لأتباعه فقد دسَ له نواب الخليفة العباسي السم حين كان مسجوناً.
    وخلفه ابنه علي الرضا المتوفى 818 م الذي واجه محناً مشابهة.
    ودفن بعد وفاته أيضاً في ظروف مريبة
    ودفن في مكان أصبح يعرف باسم مشهد
    وهو أحد أكثر الأماكن قدسيــــــــة في إيران.
    وقد خلف الإمام علي الرضا ابنه الأصغر سنا محمد الجواد المتوفى 835 م
    ويعرف أيضاً بالتقي.
    توفي محمد الجواد في بغداد في سن الخامسة والعشرين
    ودفن بالقرب من موسى الكاظم.
    عاش الإمامان الإثنا عشريان اللذان خلفاه
    وهما علي الهادي ( توفي 868 م ) وحسن العسكري (توفي 874 م )
    حياة مقيدة جداً في ظل حصار العباسيين.
    ويعتقد بأنهما توفياً بالسم ودفنا في مدينة سامراء
    وقد دمر أعداء الشيعة المتمردون قبة ضريحهما في شباط عام 2006 .

    اعتقد أتباع حسن العسكري بأن خليفته محمد المهدي
    كان عمره خمس سنوات عندما توفي أبوه .
    واعتُقِد بعد ذلك مباشرة بأن محمد المهدي دخل حالة من الغيبة.
    وفي النهاية اعتقد أغلبية الشيعة الإمامية
    بأن محمد المهدي ولد الحسن العسكري عام 869 م
    لكنه بقي مستوراً حتى عن والده.
    واعتقدوا فيما بعد بأن المهدي خلف والده وهو مازال مستوراً.

    وقد عرف بالمهدي أو القائم
    وينظر الإماميون أن يظهر المهدي ويحكم العالم
    ويملأ الأرض بالعدل في الفترة التي تسبق اليوم الآخر مباشرة
    .
    ولأنه الإمام الثاني عشر في سلسلة الأئمة
    يسمى أتباعه الإثني عشريين نسبة له.

    طبقاً للتقليد الشيعي
    فإن غيبة محمد المهدي تمت على مرحلتين
    (الغيبة الصغرى) وتغطي السنوات من عام 874-941 م
    ويعتقد بأن الإمام في هذه الفترة
    بقي على تواصل منتظم مع أربعة نواب متعاقبين
    يسمون تسميات مختلفة ( الباب ) و( السفير ) و( النائب )
    قاموا بدور الوسطاء بين الإمام وجماعته.
    مع أن الإمام في (الغيبة الكبرى) التي بدأت عام 941 م وتستمر حتى الآن
    لا يقوم بدوره عبر وسيط محدد.
    وقد كتب علماء الدين الشيعة مفصلاً عن العقيدة الأخروية
    لغيبة الإمام الثاني عشر والأحوال المتوقعة قبل رجعته.
    وقد تأسست هذه العقائد في نهاية النصف الأول من القرن العاشر الميلادي
    بعد أن تحدد حبل الأئمة الإثني عشر.





    إلى حلقة أخرى

  5. #5

    افتراضي رد: (( حقيقة الإسلام الشيعي ))

    (( حقيقة الإسلام الشيعي ))





    الجزء الخامس





    استفاد الشيعة الإماميون في الفترة الأولى من تاريخهم الديني
    من هداية الأئمة وتعاليمهم المباشرة.

    وفي الفترة الثانية من تاريخ الإماميين
    من غيبة الإمام الثاني عشر حتى الغزو المغولي
    في القرن الثالث عشر الميلادي
    ظهر علماء بارزون وأثروا بصفتهم رعاة وناقلين لتعاليم الأئمة
    فجمعوا الأحاديث وكونوا مدرسة الفقه الجعفري.

    وتتزامن هذه المرحلة مع ظهور السلاطين البويهيين
    حوالي 932- 1055 م.
    وقد كان البويهيون فرقة عسكرية من أصل فارسي
    وصلوا إلى السلطة في إيران والعراق
    ومارسوا السيادة العليا على الخلفاء العباسيين السنَة.
    لقد كان البويهيين في الأصل شيعة زيديين من الديلم في شمال إيران
    لكن حالما استولوا على السلطة
    دعموا التشيع من دون الولاء لأي فرع معين من فروعه.

    كما دعموا المعتزلة المدرسة العقلانية لعلم الكلام الإسلامي.
    وفي ظل نفوذهم طوّر علم الكلام الإمامي نزعته العقلانية.
    المجموعات الشاملة الأولى للأحاديث الإمامية
    التي رويت أولاً في الكوفة وأجزاء أخرى من العراق
    جمعت في المدينة الإيرانية قم.
    ومع أواخر القرن التاسع الميلادي
    حين مضى تطوير التقليد الإمامي قدماً
    كانت قم قد قامت ولأكثر من قرن بدور مركز الدراسة الشيعية.
    وتتألف مجموعة الأحاديث الإمامية الأولى والأصح إسناداً
    من خلاصات فقهية وافية
    تعالج موضوعات الفقه وعلم الكلام.


    انتشر التأثير الشيعي
    انتشاراً أوسع إلى إيران وآسيا الوسطى
    بعد الاحتلال المغولي في القرن الثالث عشر الميلادي
    مشكلاً بيئة أكثر إيجابية في الكثير من المناطق السنيّة سابقاً.
    وازدهر التقليد الشيعي الأساسي بشكل واسع وخاص في آسيا الوسطى
    ما بعد المغول وإيران والأناضول

    والذي توّج مع الزمن توج في التشيع الصفوي
    حوالي القرن الخامس عشر الميلادي.
    واتصف التشيع الصفوي بأنه طريقة شيعية
    كما نقلت أساساً من خلال الطرق الصوفية أو الطرق التي شجعت المبادئ الشيعية.

    بقيت هذه الطرق الصوفية سنية ظاهرياً
    تتبع إحدى المدارس الفقهية السنية فيما أخلصت للإمام علي وأهل البيت.
    ومن بين الطرق الصوفية التي قامت بدور ريادي في نشر هذا النمط من التشيع الشعبي
    تذكر طريقتا النوربكشتية ونعمة الله.
    في مناخ من الاصطفاء الديني الذي انتشر في آسيا الوسطى
    حيث أصبح الولاء للعلويين أكثر انتشاراً
    وبدأت المكونات الشيعية بالتكامل في ممارسات الطرق الصوفية الأوسع.

    وفي ظل ظروف من هذا القبيل
    تطورت علاقات تقارب بين التشيع الإثني عشري والتصوف
    وكذلك بين الإسماعيلية والتصوف في إيران.

    السيد حيدر أملي المتوفى 1383م
    هو المتصوف الشيعي الإثنا عشري الأكثر أهمية في القرن الرابع عشر
    الذي تأثر بتعاليم ابن العربي المتوفى 1240 م
    المتصوف المسلم الإسباني الأندلسي.

    من بين الطرق الصوفية
    التي ساهمت في انتشار التشيع في إيران ذات الغالبية السنيَة

    كانت الطريقة الصفوية التي أسسها الشيخ صفي الدين المتوفى 1334 م
    وهو سنّي مارس الفقه الشافعي.
    وانتشرت الطريقة الصفوية بسرعة في أذربيجان
    والأناضول الشرقية ومناطق أخرى فأثروا على عدد من القبائل التركمانية.
    وفي ظل الخليفة الرابع للشيخ صفي الدين
    الشيخ جنيد المتوفى 1460 م تحولت الطريقة إلى حركة عسكرية فعالة.
    كان الشيخ جنيد
    أول زعيم روحي صفوي يعتنق مشاعر شيعية.

    لقد كان الشيخ حيدر المتوفى 1488م ابن وخليفة جنيد
    مسؤولاً عن توجيه أتباعه الصوفيين الجنود
    لتبني العمامة القرمزية اللون بإثنتي عشر لفة
    إحياء ذكرى الأئمة الإثني عشر

    ولذلك أصبحوا يعرفون باسم قيزليباش
    وهو مصطلحٌ تركي يعني الرأس ( الأحمر )

    إن تشيع القيزبلباش التركمان
    أصبح يظهر بمزيد من الوضوح عندما أصبح إسماعيل الشاب شيخ طريقة صوفية.
    قدم اسماعيل نفسه لأتباعه كحجة عن الإمام الثاني عشر الغائب.
    وبمساعدة قواته القيزليباشية
    استولى بسرعة على أذربيجان ودخل عاصمتها تبريز عام 1501م.
    عندئذ أعلن نفسه ملكاً وأعلن في الوقت نفسه أن التشيع الإثني عشري
    هو المذهب الرسمي للدولة الصفوية الجديدة.
    واخضع الشاه إسماعيل كل إيران لحكمه أثناء العقد التالي.
    وحكمت السلالة الصفوية إيران حتى 1722م.

    لكي يعزز الشاه إسماعيل شرعيتهم
    أدعوا أنهم يمثلون المهدي أو الإمام الغائب.
    كذلك ادعوا الأصول العلوية لسلالتهم

    عائدون بنسبهم للإمام موسى الكاظم .... وبالتدريج
    أصبح التشيع المذهب الرسمي للدولة الصفوية.

    وفي ظل الشاه إسماعيل ( 1501-1524م ) وابنه طهماسب ( 1524-1576م )
    اعتمدت سياسة دينية ملائمة بالتعاون مع العلماء الإماميين
    للدعوة الفعالة للتشيع الإثني عشري .
    وبما أن إيران لم يكن لديها طبقة من علماء الدين الشيعة في ذلك الوقت
    اضطر الصفويون لدعوة العلماء من مراكز إمامية علمية عربية

    مثل النجف والبحرين وجبل عامل لتعليم الناس.
    وكان أبرز العلماء العرب الشيعة
    الشيخ علي الكركي العاملي
    المتوفى 1534م
    والمعروف أيضاً بالمحقق الثاني.

    وتحت تأثير العاملي والآخرين
    شجع الصفويون تدريب طبقة من العلماء الإماميين الشرعيين
    لتعليم المبادئ الأساسية للتشيع الإثني عشري .

    وأثناء حكم عباس الأول ( 1587-1629م )
    قُررت طقوس إمامية وممارسات شعبية
    مثل الزيارات إلى أضرحة الأئمة وأقربائهم في النجف وكربلاء
    ومدن العراق المقدسة الأخرى
    بالإضافة إلى قم ومشهد في إيران.

    وقد سهل فيما بعد تدريب العلماء الإماميين
    من خلال تأسيس دور علم في أصفهان عاصمة الصفويين.
    ومع نهاية القرن السابع عشر الميلادي
    تطورت طبقة علماء الدين الشيعة المؤثرة في الدولة الصفوية.




    إلى حلقة أخرى

  6. #6

    افتراضي رد: (( حقيقة الإسلام الشيعي ))

    (( حقيقة الإسلام الشيعي ))




    الجزء السادس




    شهدت المرحلة الصفوية نهضة بالعلوم والبحث العلمي الإسلامي.
    وأبرز إنجازات المفكرين في تلك المرحلة
    كانت مساهمات علماء الشيعة الأساسية الذين نسبوا لما يسمى بمدرسة أصفهان .

    لقد واءم هؤلاء العلماء بين التقاليد الفلسفية وعلم الكلام
    والتقاليد الباطنية للتشيع في تركيب يعرف بالحكمة الإلهيـــــــة.
    كان مؤسس مدرسة الحكمة الإلهية الشيعية
    محمد باقر الإستربادي المتوفى 1630م
    والمشهور أيضاً بالمير داماد
    وهو متكلم شيعي وفيلسوف وشاعر قام بدور شيخ الإسلام لأصفهان.
    والممثل الأهم لمدرسة أصفهان
    كان عمدة تلامذة المير داماد صدر الدين محمد الشيرازي المتوفى 1640م
    والأكثر شهرة باسم الملا صدرا.
    انتج الملا صدرا مؤلفه الفكر الإسلامي
    بما فيه علم الكلام والفلسفة المشائية والباطنية الفلسفية
    والدراسات الصوفية وخصوصاً تصوف ابن عربي.

    ودرّب الملا صدرا تلاميذ بارزين مثل الملا محسن الكاشاني المتوفى عام 1680م
    وعبد الرزاق اللحجي المتوفى 1661م الذي نقل تقاليد مدرسة أصفهان
    في القرون الأخيرة إلى كل من إيران والهند.

    لقد لعب العلماء الإماميون
    ومن بينهم خصوصاً الفقهاء دوراً بارزاً متنامياً في قضايا الدولة الصفوية.
    وبلغت هذه النزعة أوجها مع محمد باقر المجلسي المتوفى 1699م
    الذي كان عالماً شيعياً إثني عشرياً رائداً ومرجعاً لعصره.
    واشتهر أكثر لجمعه مجموعة موسوعية
    للحديث الشيعي المعروف ببحار الأنوار.
    وقد اختلف الكثير من العلماء الإثني عشريين فيما بينهم
    حول مسائل فقهية وكلامية وانقسموا إلى معسكرين
    عرفوا عموماً بالأخباريين (المدرسة التقليدية)
    والأصوليين (المدرسة العقلانية).
    الملا محمد أمين الإستربادي المتوفى 1624م
    وأحد أكثر العلماء الإخباريين تاثيراً فكرة الاجتهاد في الفقه الإسلامي
    ووصم العلماء الأصوليين بأنهم أعداء الدين.

    بنقد الإجتهادات المبكرة في أصول الفقه أقر الإستربادي الأخبار
    (تعاليم الأئمة) بأنها مصدر أكثر أهمية للفقه الإسلامي
    والمرجع الوحيد للفهم الصحيح للقرآن ولنهج النبي محمد.

    ازدهرت مدرسة الأخباريين الإثني عشرية
    لقرنين من الزمن تقريباً في إيران والمدن المقدسة في العراق.
    وفي النصف الثاني من القرن الثامن عشر
    عندما كان التشيع الإثنا عشري قد انتشر في إيران
    وجدت العقيدة الأصولية في محمد باقر البهباني المتوفى 1793م
    مناصراً جديداً لها دافع عن الاجتهاد عند الفقهاء
    وقاد بنجاح جدلاً فكرياً ضد الأخباريين.
    بعد ذلك خسر الأخباريون موقعهم لصالح الأصوليين
    الذين ظهروا الآن بصفتهم علماء الفقه الأساسيين في التشيع الإمامي.

    إن إعادة إحياءالمدرسة الأصولية
    أدى إلى تعزيز سلطة علماء الفقه هزيزاً غير مسبوق
    في ظل حكم القاجاريين لإيران ( 1794-1925م ).
    هذا الدعم لمكانة علماء الفقه
    أحلت ممارسة تقليد فقيه مميز ما في مركز الفقه الإمامي.


    في غضون ذلك ...
    انتشر أيضا التشيع الإمامي إلى جنوب لبنان
    ومناطق معينة من الهند.
    وقد كان علماء الفقه الإثنا عشريون
    الذين كانوا على الأغلب من أصل فارسي
    فعالين خصوصاً في الهند.

    كان العادل شاهيون ( 1490-1686م )
    السلالة الحاكمة الأولى
    لبيجابور في الهند التي تتبنى التشيع الإمامي
    كمذهب ديني لدولتهم.

    كما تبنى سلطان قولي ( 1496-1543م )
    مؤسس حكم القطب شاهي كولكندا التشيع الإمامي.
    وفي الهند واجه العلماء الإماميون خصومة السنيين.
    نور الله الشوستاوي ... المتكلم والفقيه الاثنا عشري البارز
    هاجر من إيران إلى الهند وتمتع ( بنفوذ ) كبير في البلاط المغولي
    وقتل عام 1610م بتحريض من العلماء السنّة.
    وبرغم الاضطهاد من هذا القبيل
    فقد بقيت الجماعات الشيعية حية حتى في الإمبراطورية المغولية
    خصوصاً في منطقة حيدر آباد.
    كذلك انتشر التشيع الإثنا عشري أيضاً إلى شمال الهند
    وتبنته مملكة أواذ ( 1722-1856م ) وعاصمتها لوكنو.




    إلى حلقة أخرى

  7. #7

    افتراضي رد: (( حقيقة الإسلام الشيعي ))




  8. #8
    الصورة الرمزية ميس الريم
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    4,929
    مقالات المدونة
    189
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: (( حقيقة الإسلام الشيعي ))

    موضوع مهم وحوار في العمق الاسلامي
    نتابع معك
    جزاك الله خير جزاء

  9. #9

    افتراضي رد: (( حقيقة الإسلام الشيعي ))

    شاكرا مرورك الكريم أخي العزيز كريم
    وبارك الله فيك

    خالص احترامي وتقديري شقيقتي العزيزة ميس
    وشاكرا لك المتابعة
    بارك الله فيك
    وأن شاء الله تعالى بعد الانتهاء من ذكر التفاصيل العامة للموضوع
    سيبدأ موضوعي الشخصي في طرح التفاصيل الخاصة
    وكان يمكن ذلك منذ البداية
    ولكني فضلت أن ينتبه المتلقي لتسلسل الاحداث التاريخية
    ليكون مرجعا له لفهم حقيقة ما حدث .

    خالص مودتي واحترامي للجميع

  10. #10

    افتراضي رد: (( حقيقة الإسلام الشيعي ))

    (( حقيقة الإسلام الشيعي ))





    الجزء السابع





    التطورات في العصر الحديث



    اتسم التشيع الإمامي في العصر الحديث بتأثيرين رئيسيين.
    الأول هو توسع دور وتأثير الاحتلال
    والاستعمار الأوروبيين
    في الكثير من بلدان العالم المسلم.
    الثاني هو ظهور دولة الأمة الحديثة
    كوسيلة لتوحيد الناس على ولاء عام للإقليم والهوية الجماعية.
    ومع أن القوى الأوربية لم تحتل ولم تحكم إيران مباشرة
    فقد تأثرت إيران بعمق
    بادعاءات مختلف الدول الأوربية المتنازعة
    على السيطرة الإقليمية خصوصاً روسيا وفرنسا وبريطانيا
    التي سعت جميعاً لإقامة نفوذ ما في المنطقة.

    اقتضى أحد جوانب من رد الفعل على التجاوز الأوربي
    تحديث الجيوش وامتلاك التقنية والصناعة
    والانخراط بعمق في أنظمة تعليم مختلفة وإصلاحات دستورية.
    حدثت التغييرات بصورة متفاوتة
    في المناطق الريفية والمدنية بين مجموعات متنوعة
    وحتى ضمن الدولة الواحدة.

    وعلى العموم ...... استمرت الأنماط التقليدية للحياة الدينية والتعليمية
    بل إنها اشتدت كرد فعل على تلقي التأثيرات الغربية.
    وفي الأمكنة التي كان فيها وجود التشيع الإثني عشري مسيطراً
    أي في العراق وإيران
    ظهرت أنماط مختلفة من رد الفعل على التغيير.
    ففي إيران قام علماء الدين بدور هام في مساعدة الحكام القاجاريين
    لمواجهة الخطط الروسية الإمبريالية
    واحتجوا بقوة ضد منح الدولة امتيازات للقوى الأجنبية.
    وأثير جدل أكثر اهمية إلى حد كبير
    حول قبول الأفكار الدستورية من أوربا
    وتعديلها بما يناسب دولة مسلمة تحكم تقليدياً.


    لقد جادل علماء الشيعة بقوة
    وخصوصاً الشيخ محمد حسين ناعيني المتوفى عام 1936م
    حول تناغم الأفكار الدستورية والتقاليد الإثنا عشرية.
    ففي إيران .....
    أدى هذا إلى سلسلة من التغييرات الدراماتيكية.
    فبين عامي 1905- 1911 حدثت هناك ثورة دستورية
    هدفت إلى تغيير قواعد الحكم وتحديد دور الملوك القاجاريين المطلق.
    وعلى كل فقد فشل هذا الاختبار السياسي
    وأعقب ذلك فترات قصيرة من السيطرة البريطانية
    واستولى رضا خان وهو عقيد في الجيش على الحكم
    وحالما عزل الحكم القاجاري أعلن نفسه شاهاً.
    بدأ الشاه رضا بهلوي( 1925-1941م )
    سلسلة من الإصلاحات ذات طبيعة علمانية خاصة
    قلصت إلى حد كبير دور وتأثير علماء الدين
    والمؤسسة الإثني عشرية في إيران.
    وتابع ابنه وخليفته الشاه محمد رضا بهلوي ( 1941-1979م )
    سياسات والده العامة.
    وفي عقد الخمسينات من القرن العشرين
    قامت حركة علمانية قومية قوية قادها الدكتور محمد مصدق.
    واشتد عودها.

    وقد أحبطت هذه الحركة بمساعدة وكالة الإستخبارات الأميركية المركزية
    وأصبح موقع الشاه أكثر قوة وتماسكاً.
    وقد تحرك الكثير من علماء الدين الرواد لتكثيف الجدل
    حول قضايا العصر في مختلف المراكز الدراسية.

    وقد كان من بينهم العلاّمة محمد حسين طباطبائي المتوفى 1981م
    ومرتضى مطهري المتوفى عام 1979.
    وأصبح عدد من القادة الدينين يعتبرون خلفاء
    لآية الله العظمى البروجرودي المتوفى 1961م
    الذي منحه حججه لقب مرجع التقليد.

    في غضون ذلك
    كان للقادة الدينيين الشيعة في العراق دورٌ فاشل
    في مقاومة الحكم البريطاني بعد الحرب العالمية الأولى
    برغم انضمامهم إلى العلماء من إيران
    فقد انخراطوا بفعالية في الجدل حول قضايا العصر.

    وفي النهاية .... انقسم الشرق الأوسط إلى العديد من مستويات التأثير
    وأصبح العراق تحت حكم الانتداب البريطاني
    الذي أدى إلى تعيين الملك فيصل الأول ( 1921-1933م )
    بصفته حاكماً للعراق المستقل.
    وفي عام 1958 كان هناك انقلابٌ قام به ضباط الجيش
    أدى إلى إعدام الملك فيصل الثاني وإلى فترة مستديمة من عدم الاستقرار.
    عقب ذلك تأسست ديكتاتورية عسكرية أخرى
    أسسها صدام حسين في العراق
    وخلال حكمه الطويل قُمعت كل المعارضة الدينية.



    إلى حلقة أخرى
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد عبد الهادي جسام الشمري ; 02-16-2014 الساعة 11:13 PM

صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. حقيقة ابن سبأ حقيقة ام خيال
    بواسطة عامر العمار في المنتدى حوار في العمق الأسلامي
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 12-14-2022, 06:25 PM
  2. الوقف الشيعي يحذر من الفتنة الطائفية
    بواسطة منديل في المنتدى منتدى أخر خبر ودلالاته
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-14-2015, 11:12 AM
  3. الوقف الشيعي يبحث التعاون مع محافظ بغداد
    بواسطة عراقي في المنتدى منتدى اخر مواضيع شبكة عراق الخير
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-12-2014, 12:49 PM
  4. "أوقاف" الأردن: رسالة عمان تعبير عن حقيقة الإسلام الذى يقبل الآخر
    بواسطة حيدر المرعب في المنتدى منتدى أخر خبر ودلالاته
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-01-2014, 11:30 PM
  5. الأسد مفتيا: الوهابية تشوه حقيقة الإسلام
    بواسطة معمر علي في المنتدى منتدى اخر مواضيع شبكة عراق الخير
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-31-2013, 08:39 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى