يعتبر الليزر وسيلة آمنة للعلاج، لكنها تحتاج لخبرة فى استخدامها, حيث يستخدم ضوء الليزر لتبخير أنسجة البروستاتا أو استئصالها, مما يؤدى إلى إزالة الجزء المتضخم منها, وهذا يؤدى بالتبعية إلى توسيع مجرى البول, ويعتبر هذا العلاج مريحا ويؤدى إلى الشفاء السريع بدون مضاعفات ملحوظة.

يوضح الدكتور أيمن صلاح، استشارى المسالك البولية، أن غدة البروستاتا غدة صغيرة تحيط بأعلى مجرى البول فى الرجال، وتقع أسفل المثانة، وهذه الغدة لها وظائف مهمة حيث تشكل إفرازاتها جزءاً مهماً من مكونات السائل المنوى وتبدأ الغدة فى النمو التدريجى عند مرحلة البلوغ, وهو نمو طبيعى, ولكن بعد سن الأربعين تبدأ الغدة فى بعض الرجال فى النمو الزائد مكونة ما يعرف بالتضخم الحميد للبروستاتا, حيث تبدأ فى تكوين ورم حميد حول مجرى البول, وتبدأ هنا الأعراض والشكوى من المريض.

وأشار "صلاح" إلى أن هذه الأعراض تظهر فى عدة صور, حيث تؤثر على عملية التبول، خصوصا أثناء الليل, حيث تحرم المريض من النوم الهادئ, وتؤثر على التحكم فى البول، فيبدأ المريض بالشعور بأنه لابد من أن يذهب إلى الحمام فورا, ولا يستطيع تأجيل التبول, وإذا حاول التأجيل يفلت منه البول، وأحيانا يحدث العكس, حيث يشعر المريض بضعف قوة التبول تدريجيا وإذا استمر الوضع يتطور ليحدث الاحتباس البولى.

وأضاف أنه أحيانا لا تظهر أى أعراض، ولكن البروستاتا المتضخمة تمنع نزول البول بشكل كامل, وتسبب ضغطا ارتجاعيا يؤدى مع مرور الوقت إلى الفشل الكلوى, وتسبب البروستاتا أيضا بعض المضاعفات، مثل زيادة معدل الالتهابات البولية وسرعة القذف والحصوات البولية, خاصة فى المثانة والنزيف الدموى فى البول.

ويبدأ علاج المرض بالتأكد من أن تضخم البروستاتا حميد وليس خبيثا, وذلك بعمل فحوصات خاصة بالدم, بالإضافة إلى موجات صوتية من الشرج على البروستاتا مع أخذ عينات منها للتحليل، إن لزم الأمر، كما يتم التأكد من تأثير البروستاتا على عملية التبول بعمل قياسات لقوة اندفاع البول على جهاز ديناميكية التبول.

ويبين "صلاح" أن المرضى الذين لا يستجيبون للأدوية أو عندهم أعراض متقدمة، وأيضا للمرضى الذين لا يتحملون أخطار العملية العادية، مثل فقدان الدم أو لديهم أمراض مزمنة بالقلب، تستلزم استعمال أدوية تسبب سيولة بالدم، وهو ما يشكل خطراً عليهم عند إجراء الجراحة التقليدية أو استعمال المنظار الكهربائى.

ويوضح استشارى المسالك البولية أن الليزر هو شعاع ضوئى مركز يؤدى إلى ارتفاع فى درجة حرارة الجزء المسلط عليه وتبخره, لذا فهو لا يؤدى إلى الضعف الجنسى أو فقدان التحكم البولى، لأنه ليس تيارا كهربائيا يصيب الأعصاب، كما أنه يقوم بتجليط الدم فى الأوعية الدموية قبل تبخير الأنسجة المتضخمة، فلا يحدث نزيف دم, ولا يحدث امتصاص للسوائل، وبالتالى لا يحتاج المريض إلى نقل دم على الإطلاق.

وعن عملية ليزر البروستاتا أكد أنها تحت مخدر موضعى أو نصفى، ويخرج المريض فى نفس اليوم إلى منزله أو ثانى يوم على أكثر تقدير.
وبالتالى يمكن استعمال الليزر لعلاج المرضى ذوى الحالة الصحية المتدهورة, مثل مرضى القلب ومرضى السكر ومرض سيولة الدم وحتى المرضى الذين يأخذون أدوية لمنع تجلط الدم يمكن علاجهم باستخدام الليزر, لذا شكل استخدام الليزر ثورة فى علاج البروستاتا، حيث لا يسبب كل مضاعفات المنظار أو الجراحة.



أكثر...