رأت مجلة كومنتارى الأمريكية، أن خروج عناصر تنظيم القاعدة من إيران لا يعنى تغيير عقلية القادة الإيرانيين، الذين يزعمون نيتهم فى الإصلاح، موضحة أن طهران لم تعد ترحب بهم لخلافها مع فكر القاعدة فى سوريا وإنها ترى أن إطلاق سراحهم أفضل من تسليمهم للولايات المتحدة.

وذكرت المجلة الأمريكية فى نسختها الالكترونية اليوم الاثنين، أنه فى أعقاب أحداث الحادى عشر من سبتمبر وبعد أن اتضح أن الولايات المتحدة عازمة على مطاردة عناصر القاعدة دون شفقة، لاذ الكثير من زعماء التنظيم بالفرار إلى إيران وتم التحفظ عليهم فى قواعد قوات الحرس الثورى الإيرانى مشيرة إلى أن تعاون إيران الشيعية مع القاعدة السنية ليست مستغربا حيث إن اتفاقهما فى كراهية الولايات المتحدة جعل من الخصمين اللدودين صديقين.

وقالت المجلة إن البعض نسى أن إيران أصبحت نقطة عبور لمنفذى أحداث الحادى عشر من سبتمبر أثناء إدارة الرئيس الإيرانى الأسبق محمد خاتمى وهو ما أظهر أن خاتمى لم يكن أمينا فى مشروع "حوار الحضارات" أو بمعنى أصح لم تكن لديه قدرة صناعة السياسات كالتى كانت مع المرشد الأعلى على خامنئى الأمر الذى يثير نفس التساؤل حول صدق وقدرة الرئيس الإيرانى الحالى حسن روحانى.

وقالت المجلة إنه وفقا لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية فإن العشرات من مقاتلى القاعدة ومن ضمنهم مسئولون بارزون هربوا إلى إيران غير أنه ليس معروفا ما هو مدى الحرية التى كانت متاحة لهم فى طهران التى يبدو أن ترحيبها ببعضهم أوشك على الانتهاء حيث إنه فى العامين الماضيين غادر العشرات من الشخصيات المهمة إيران ومنهم نزيه عبد الحيمد الرقيعى المتهم فى تفجيرات سفارتى أمريكا فى تنزانيا وكينيا عام 1998 وسليمان أبوغيث صهر أسامة بن لادن واللذان انتهى بهما المطاف فى سجون الولايات المتحدة.

وأشارت المجلة إلى أنه لم يكن لإيران فضل فى تسليم سليمان أبو غيث إلى الولايات المتحدة مذكرة أنها (أى إيران) وتركيا رفضتا تسليمه لواشنطن.

واختتمت المجلة تقول إنه بغض النظر عن أن إيران لها كل الحق فى كره القاعدة أم لا غير أن هذه الكراهية الشديدة زادت منذ أن اصطف كل من الجانبين مع طرفى الصراع فى سوريا وأن إيران تفضل إطلاق سراح قادة القاعدة أكثر من السماح لهم بمواجهة العدالة فى الولايات المتحدة الأمر الذى يسلط الضوء على عدم حدوث أى تغييرات كبيرة فى العقلية الإيرانية.



أكثر...