بدأت الاتصالات والعلاقات بين والعثمانيين منذ أن دخلوا مصر وأسقطوا دولة المماليك في عاصمتها القاهرة سنة 1517، وقرَّروا أن يتجهوا بعد ذلك نحو الحجاز واليمن حتى يستكملوا توسّعهم في المشرق العربي.
وقد كانت الدولة العثمانية تقوم بتحركات عسكرية على شكل حملات استطلاعية وتمهيدية لليمن قبل الدخول إليها أو شن الحرب عليها مباشرة. وكانت هذه الحملات الاستطلاعية تستقر في زبيد تحتَ مبرر مواجهة البرتغاليين في البحر الأحمر. وفي هذه الفترة (النصف الثاني من القرن السادس عشر) كانت الجبهة اليمنية الداخلية لا زالت أكثر تماسكاً، إلا أن الظروف تغيَّرت في العقود التالية، فقد تصدعت اليمن من الداخل وأصبحت في الساحة اليمنية أكثر من قوة تتجاذب السلطة في البلاد، مثل المماليك والأئمة والطاهرين، وفي نفس الوقت تزايد النشاط البرتغاليين في البحر الأحمر والخليج العربي الهادف إلى استعمار اليمن.
ونتيجة لهذه الظروف الداخلية والخارجية كانت الأوضاع غير مستقرة في اليمن، وكانت الصراعات والصدامات العسكرية الدائمة بين القوى اليمنية في الداخل والتهديد البرتغالي في الخارج ظرفين مناسبين لتدخل الدولة العثمانية وسيطرتها على اليمن. وقد دخل اليمن سلماً تحت السيادة العثمانية دون مقاومة حينما أعلن الأمير المملوكي "إسكندر الشركسي" الولاء للسلطان سليم الذي ثبته والياً على المنطقة.
منقووووول