الدكتور عبدالقادر محمد القيسي جميعنا يعي بان مهنة المحاماة من المهن الصعبة والتي تتطلب جهدا ذهنيا والتزاما اخلاقيا وادبيا، سعيا لتحقيق العدالة واسترجاع الحقوق، هذا من جهة ومن جهة اخرى نوعية الاشخاص الذين يتعامل معهم المحامي، فالمحامي عمله متصل بأصحاب السوابق الجرمية وذوي العاهات النفسية التي تجرهم الى الوقوع في شرك الجريمة وكذلك يتعامل مع صاحب الحق الذي اغتصب منه وغيرهم من الشخصيات المتناقضة والتي تتطلب من المحامي اتباع اسلوبا معينا مع كل حاله على حده وصولا لتحقيق العدالة، وتعد مهنة المحاماة والترافع من المهن الشاقة جداً للرجل فما بالك بالمرأة حيث تكتنف المهنة مجابهات واحتكاكات وروتين وجلسات متعددة، وخروج متكرر من المنزل ولقاءات منفردة، وما يستتبع ذلك من اختلاط وخلوة غير شرعية مع الرجال(بالنسبة للمحامية)، وغير ذلك من محاذير شرعية واجتماعية. ولتلك الاسباب وغيرها يتبادر الى الاذهان عما اذا كان دخول المرأة في غمار المحاكم وحملها لواء العدالة وشرف الوقوف امام القضاء تنفيذا لنصوص القانون التي اجازت لها الترافع رغم ما يعتري تلك المهنة من تجاذبات كثيره فان السؤال الذي يتبادر الى الاذهان هل مهنة المحاماة تتناسب وطبيعة المرأة خصوصا اذا ما نظرنا الى المرأة الام وما يترتب على ذلك من واجبات اسرية واستحقاقات اجتماعية وطبيعة فسيولوجية لا يمكن مقارنتها بالرجل وما يعتري شخصية المرأة من طبيعة انثوية تتميز بالعاطفة الجياشة التي ربما تؤثر في وزن الامور بموازين مختلفة لا تتفق ومبادئ المهنة . ولا يخفَى ما في مِهْنة المحاماة من التعرُّض للاخْتِلاط، والحضور في دوائر واقسام مَجلس القَضاء الاعلى، والدُّخول في أمور لا تليق بالمرأة، ولا تتلاءم مع طبيعتِها وحيائِها، منها الذهاب لمراكز الشرطة والمراكز الامنية والتحقيقية والمحاكم والمواقف والسجون، والدخول على البار والفاجر من الرجال، والأخْطر من كلِّ هذا أنَّ غالِب زبائن تلك المهنة من المُجْرمين وأصحاب السوابق، الَّذين لا يليقُ ولا يَجوز للمَرْأة التَّعامل معهم، فضلاً عمَّا في هذا المجال من بلايا ومصاعب ومخاطر حقيقية عديدة، منها الاختلاط الذي لا يريح المرأة التي تتسم بالاحتشام والحياء ورغبة الكثير من من اصفهم بأصحاب النفوس الضعيفة من القائمين بالتحقيق وموظفين ومحامين وقضاة وغيرهم، من الذين تسول لهم أنفسهم الاقتراب التوددي من الجنس الاخر. تقول الكاتبة الإنكليزية أجاثا كريستي :” ( ن المرأة مغفلة ،لأن مركزها في المجتمع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم فنحن النساء نتصرف تصرفاً أحمق ،لأننا بذلنا الجهد الكبير خلال السنين الماضية ،للحصول على حق العمل والمساواة في العمل مع الرجل .. والرجال ليسوا أغبياء، فقد شجعونا على ذلك معلنين أنه لا مانع مطلقاً من أن تعمل الزوجة، وتضاعف دخل الزوج ….ومن المحزن أننا أثبتنا نحن النساء أننا الجنس اللطيف الضعيف، نعود اليوم لنتساوى في الجهد والعرق الذي كان من نصيب الرجل وحده….) وهناك من يقول ان المرأة بعملها خارج المنزل، يوهن علاقتها الزوجية ويضعف ارتباطها بزوجها وحاجتها إليه، ويجعلها قادرة على هجر الشؤون الزوجية لأتفه الأسباب، وعرضة لتبلد مشاعر الأمومة والأحاسيس اللطيفة. يقول الشيخ جمال الدين الأفغاني: (إن عمل المرأة وواجباتها نحو زوجها وأولادها أهم بكثير من صناعات الرجل وأن ترك المرأة مملكتها (بيتها) وأن تزاحم الرجل في شقائه لجلب العيش الذي لو فرضنا أنها أفادت بعض الفائدة المادية فيه وعاونت فيه, لا شك بأن الخسارة تكون من وراء تركها المنزل وتدبيره, والطفل وتربيته, أعظم بكثير من تلك المنفعة التي لا تبقي على الأخلاق) من حق المرأة ان تكون محامية وأن تدافع عن أختها ونفسها، لأنها تفهم طبيعتها ونفسيتها أكثر من الرجل، لذلك يحق للمرأة أن تمتهن هذه المهنة مثلها مثل الرجال، لكني لأجل الاستفادة وبعيدا عن راي الشخصي سأنقل الراي الشرعي وكما ورد في احدى البحوث التي اطلعت عليها في ذلك(مع الاختصار) والتي تحرم عمل المرأة في مهنة المحاماة وقد اورد أدلة عقلية ونقلية من القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع، والمصلحة المشروعة، وكما يلي: 1-القرآن الكريم: ا – قال تعالى : {وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) (النساء:32) قال الإمام الشوكاني مفسراً هذه الآية الكريمة (فيه النهي عن أن يتمنى الإنسان ما فضل الله به غيره من الناس عليه، فإن ذلك من عدم الرضى بالقسمة التي قسمها الله عن عباده على مقتضى إرادته، وحكمته البالغة، وفيه أيضاً نوع من الحسد المنهى عنه إذا صحبه إرادة زوال تلك النعمة عن الغير) ودلالة هذه الأية، أن للرجال مهناً وأعمالاً لا يجوز أن تعمل بها المرأة الحرة أو حتى أن تتمناها، وذلك أن للنساء أعمال ومهام لا يحق للرجل أن يعمل بها أو يتمناها. وهناك دليل أبين وأوضح مبني عن أسماء بنت يزيد الأنصارية، أنها أتت النبي (ص)، وهو بين أصحابه، فقالت بأبي وأمي أنت يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك، إن الله عز وجل بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك وبإلهك وأنا معشر النساء محصورات، مقصورات، قواعد بيوتكم، ومقضى شهواتكم، وحاملات أولادكم وأنكم – معشر الرجال – فضلتم علينا في الجمع والجماعات وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عز وجل وإن الرجل إذا خرج حاجاً أو معتمراً، أو مجاهداً حفظنا لكم أموالكم، وعزلنا لكم أثوابكم ، وربينا لكم أولادكم أفلا نشارككم في هذا الأجر والخير ؟ فألتفت النبي (ص) إلى أصحابه بوجهه كله، ثم، فقال: أفهمي أيتها المرأة وأعلمي من خلفك من النساء، أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته، يعدل ذلك كله، فأنصرفت المرأة، وهي تهلل} ب – قول الله تبارك و تعالى { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً) (النساء:34) الشاهد في هذه الآية قوله تعالى {الرجال قوامون على النساء }. ج- قال تعالى { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ […]

أكثر...