عمليات تخفيف الوزن

نظرا للتزايد عدد المصابين بالسمنة من الرجال والنساء ، ووصول بعض المصابين إلى أوزان مرتفعة جدا، وخصوصا في دول الخليج والبلاد العربية، فلقد تخطى عدد المصابين بهذا المرض بالعالم ال40% من سكان الأرض ، وتخمن الأرقام الغير رسمية بالدول العربية وقوعها بحدود هذه النسبة المئوية بل تجاوزتها في بعض المناطق كمنطقة الخليج العربي. لذلك تعددت طرق العلاج من داء السمنة نظرا لخطورة الأمر وتحتم الأمر إلى التدخل الجراحي لعلاج السمنة ولتلافي المشاكل التي تترتب عليه هذه السمنة، ومن الطرق المتبعة صحية ما يلي:



الوقاية خير من العلاج: من البديهي بأن أول خطوات تفادي مرض السمنة هو الوقاية منها قبل حدوثها يقول الله سبحانه وتعالى: " وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"- سورة الأعراف 31- , وعن المقدام بن معد يكرب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحبه وسلم يقول :" ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه ، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة ، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه" رواه أحمد[ رقم : 4 / 132 ].

الحمية الغذائية: إخضاع مريض السمنة الى حمية مدروسة و برنامج رياضي معين تحت إشراف طبيب الأسرة وأخصائي التغذية والرياضة وفي حالات الى الطب النفسي, ولنجاح هذا العلاج أو أي علاج يلزم التعاون الكامل من قبل المريض, وفي حالة فشل هذا العلاج بعد إستنفاذ جميع الوسائل والمدد المتاحة يلجأ إلى العلاج الجراحي لمن تجاوزت مؤشرات كتلة أجسامهم ( م ك ج) والمعروف بالإنجليزية بال (bmi) ال40.

العمليات الجراحية: الجراحة لا يلجأ إليها إلا للذين يعانون من سمنة مفرطة أي أن مؤشر كتلة أجسامهم تجاوز ال 40 , وبحدود ضيقة يمكن اللجوء للجراحة للذين تجاوزت مؤشرات كتلة أجسامهم ال 35 إذا كانوا يعانون من أمراض ناتجة عن السمنة أو مصاحبة لها وتشكل خطر على حياتهم كالسكري وأمراض القلب والدورة الدموية وضيق التنفس أو كانت السمنة تؤثر على ممارسة حياتهم الطبيعية كالنساء اللواتي تكون السمنة عائق لمقدرتهم على الإنجاب. وتعتمد عمليات السمنة على مبدأين: الأول هو العمليات التي تقلل من حجم المعدة وبالتالي تقلل من كميات الطعام والشراب المتناول, والثاني هو عمليات تعتمد على تحويل المسار الهضمي للطعام بالتسريع في إخراجه والتقليل من أمتصاصه وهضمه. وعلى كل مبدأ قامت مجموعة مختلفة من العمليات تتحد في الهدف وهو التخلص من الوزن الزائد وتختلف بالطريقة والنتيجة والمخاطر المترتبة عليها.

أولا- عمليات تقليل حجم المعدة جراحيا: ومنها ما يلي:
2. بالون المعدة:


وهو بالون مطاطي يتم وضعه داخل المعدة عن طريق الفم بمساعدة منظار الجهاز الهضمي ومن ثم يملء بمحلول خاص وتتم العملية دون الحاجة لتخدير عام أو إجراء جروح ويعود المريض لمنزله بنفس اليوم وتتراروح تكلفة هذه العملية 1000 – 1500 يورو تقريبا.

مميزات عملية بالون المعدة لتخسيس الوزن: عدم الحاجة لتخدير أو إجراء جروح أو بقاء بالمستشفى وإنقاص 25 كجم على الأكثر خلال 6 أشهر في حال نجاحها.

عيوب عملية بالون المعدة في تخفيف الوزن: الفشل نتيجة إنفجار البالون أو عدم تحمله وفي حالات معدودة إنسداد الأمعاء, والإحساس الدائم بالتقيء وعدم الراحة نتيجة وجود جسم غريب داخل المعدة, حرقة المعدة والبلعوم, ومع الوقت وظهور طرق أفضل بدأت هذه الطريقة الى الإنحسار.

2. ربط المعدة:



ويتم إجراء العملية تحت التخدير العام حيث يربط الجزء العلوي من المعدة مما يكون جيب صغير يمتلأ سريعا بما مقداره كوب من الماء مما يؤدي الى الشعور بالشبع, ويمكن للطبيب التحكم بهذا الجيب عن طريق خزان يوضع تحت الجلد متصل برباط المعدة ويتم حقنه بسائل خاص مما يُمكّن من تصغير جيب المعدة العلوي أكثر وبالتالي تقليل كميات الطعام المتناول أكثر. تتراوح تكلفة العملية شاملة لكل شيء 3000- 4500 يورو تقريبا.


مميزات عملية ربط المعدة لتخفيف الوزن: تجرى بالمنظار عن طريق فتحات صغيرة على الجلد ويمكن للمريض مغادرة المستشفى باليوم التالي للعملية, تخفيض 35 كجم على الاقل خلال 6 أشهر, ومخاطر العملية محدودة مع أمكانية فك الرابط لو لزم ذلك.


عيوب عملية ربط المعدة للتخلص من الوزن: إلتهابات المعدة والبلعوم المزمنة وما يصاحبها من حرقة وعدم راحة وفي حالات نادرة تحول الاغشية المبطنة للمعدة الى خلايا غير حميدة, إنفجار الجيب الصغير للمعدة وضرورة عمل جراحي مفتوح مصاحب بمخاطر, إنزلاق رابط المعدة أو الخزان والحاجة لإجراء عملية إعادة تركيب وتثبيت, إلتهابات خزان الرابط التي تنتهي بإزالته, متابعة حمية شبه صارمة بالطعام والشراب لا يلتزم بها أغلب المرضى وتؤدي الى نتائج عكسية. عدم تحمل الرابط والإضطرار إلى فكه.

3. إستئصال ثلثي المعدة:

ويتم إجراء العملية تحت التخدير العام بالمنظار عن طريق ثلاث فتحات صغيرة على البطن حيث يتم استئصال ثلثي المعدة الخارجيين بأدوات خاصة بالتدبيس والقص, مما يؤدي الى بقاء ثلث حجم المعدة فقط وبالتالي تقليل كميات الطعام والشراب المتناولة بنسبة الثلثين وإنقاص ثلثي الوزن الزائد خلال سنة على الأكثر. ويلزم البقاء بالمستشفى يومين على الأقل بعد إجراءها, وتتراوح تكلفة العملية شاملة لكل شيء 5000- 6000 يورو تقريبا.



المعدة بعد استئصال ثلثيها

مميزات عملية استئصال ثلثي المعدة : رضى المرضى شبه التام نتيجة عدم الزامهم بحمية مشددة وتمكنهم من التمتع بطعامهم بعكس الطرق الاخرى, إنقاص ثلثي الوزن الزائد بفترة وجيزة وثبات الوزن على المدى الطويل.
عيوب عملية استئصال ثلثي المعدة: في حالات نادرة إمكانية انحلال اماكن التدبيس وخروج عصارة المعدة لتجويف البطن الداخلي مما يستدعي تدخل جراحي بالمنظار أو فتح البطن .




ثانيا : عمليات تحويل المسار الهضمي:

يتم إجراء هذه العمليات تحت التخدير العام وبالمنظار عن طريق أربع الى خمس فتحات صغيرة على البطن. يتم بهذه العمليات قص الجزء العلوي من المعدة على شكل جيب صغير وفصله عن الجزء السفلي تماما بأدوات خاصة بالتدبيس والقص مما يشكل معدة صغيرة يتم وصلها بالجزء السفلي من الأمعاء الدقيقة مباشرة. بهذه الطريقة تصبح بقية المعدة والإثنى عشر والجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة (الأماكن الرئيسية التي يوجد بها عصارات الهضم) مهجورة من الطعام, ويمر الطعام مباشرة للجزء السفلي للأمعاء الدقيقة مما يبعده عن عصارات الهضم فيهضم بشكل أقل وخاصة الدهون. ويتم عمل التوصيلات الجديدة بأدوات خاصة عن طريق التدبيس. تعمل هذه الطريقة بفاعلية عن طريق الشعور بالشبع سريعا والتقليل من هضم الطعام وخاصة الدهون مما يساعد على إنقاص الوزن الزائد بشكل سريع جدا وبأعلى نسبة على الأطلاق مقارنة بكل الطرق الأخرى تقريبا 80 % من الوزن الزائد خلال سنة من بعد إجراء العملية. ويلزم البقاءه بالمستشفى يومين الى ثلاثة أيام على الأقل بعد إجراءها, وتتراوح تكلفة العملية شاملة لكل شيء 6000- 7000 يورو تقريبا.

مميزات عملية تحويل المسار الهضمي: التخلص من الوزن الزائد بأكبر نسبة وأسرع وقت على الإطلاق بالإضافة إلى ثبات الوزن على المدى الطويل. التخلص السريع من الأمراض والأعراض المصاحبة للسمنة المفرطة.
عيوب عمليات تحويل المسار الهضمي: تحويل المسار الهضمي يؤدي الى نقص في بعض المعادن والفيتامينات والعناصر الغذائية الهامة مما يستدعي تعويضهم دوائيا مدى الحياة. الإصابة بمتلازمة ما بعد استئصال المعدة وهي متلازمة تحدث بعد استئصال المعدة أو جزء منها أو تحويل المسار الهضمي حيث يصل الطعام الى الأمعاء الدقيقة بسرعة أكبر مما خلقنا الله سبحانه وتعالى عليه بالوضع الطبيعي مما يؤدي الى حدوث مشاكل وأعراض كالدوخة وآلام في البطن ومغص وإسهال وتعرق وتعب وإرهاق عام وانخفاض مستوى السكر في الدم وما يصاحبه من أعراض ... وبهذه الحالة يلزم بعض الأحيان اللجوء لجراحة جديدة ربما تتم بالمنظار أو فتح البطن. بالإضافة إلى إمكانية انحلال أماكن التدبيس وخروج السوائل الهضمية للتجويف البطني الداخلي مما يستدعي تدخل جراحي سريع ومفتوح بأغلب الحالات.
وكما يتضح لكم فإن علاج السمنة جراحيا وصل الى مرحلة متقدمة جدا تستطيع بإذن الله تعالى مساعدة المريض للتخلص من هذا المرض المزمن, وكغيرها من الجراحات لا تخلوا من المخاطر والأعراض الجانبية التي يمكن التقليل من نسبة حدوثها إلى أدنى المستويات باختيار الجراح الماهر المتمرس على أدائها وقبل ذلك القادر على نصح المريض بأمانة عن أفضل الطرق الجراحية لعلاجه من السمنة المفرطة وشرح كامل تفاصيل العملية وإجابة كافة أسئلته قبل البت في الأُمور المالية.