بقلم إياد السامرائي   الصورة التي اكتب عنها اليوم تجمعني بالاخ مسعود البارزاني في إحدى زياراتي لإقليم كردستان باحثاً في عدة ملفات مشتركة . واللقاء بالاخوة الكرد له اهميته ووقعه على الساحة العراقية التي عانت بسبب سياسات ظالمة سابقة امعنت بإلحاق الأذى ببعض المكونات الاجتماعية مما انعكس على حاضر يشوبه الى وقت قريب البرود والتردد . ولا زلت عند قناعتي التي لم اكن اخفيها وهي أن علاج تلك التراكمات المتوارثة لن يكون إلا بإشاعة معاني المودة ابتداءً ، وزرع الثقة من جديد ، ومد الأيادي لتحقيق التكامل الذي فقد من سنوات طويلة جراء تلك السياسات . إن الكثير من الملفات العالقة اليوم إنما تعالج بغير هذه الروح ، وتسودها التشنجات وإشاعة خطاب الأزمة بديلاً عن التفاهم والحوار ، مما تظهر آثاره في عودة التشنج في العلاقة بين الحين والآخر . إن ملف الأراض المتنازع عليها ، وعقود النفط ، وغيرها ، يجب أن يتم معالجتها وفق الرؤية الوطنية التي تنشد التكامل الوطني العراقي بما يعود بالخير على الطرفين ( وهما في الحقيقة طرف واحد ) . إن تجربة إقليم كردستان الرائدة وهي تنمو بشكل مضطرد ، تمثل انموذجاً عراقياً طيباً ، مثلما إن احتضان محافظات أربيل والسليمانية ودهوك لاخوتهم من العرب يقدم منهجاً إيجابياً نحتاج العمل عليه ، والبناء على أسسه القوية . لقد طال الوقت الذي تعاملنا فيه مع بعضنا عبر الإعلام ، فصارت القنوات الفضائية ومواقع الانترنت هي البديل عن الأماكن الحقيقية لتبادل وجهات النظر وحل الأزمات والمتمثلة بالسلطتين التشريعية والتنفيذية . واليوم نحن مطالبون بتجاوز هذا السلوك الخاطىء وغير الفاعل ، وتقديم بديل أساسه طاولة الحوار البناء ، وتطبيق القانون والدستور، ومنهجه إشاعة الثقة ، وسبيله الخطاب الوطني التكاملي الذي يصحح الكثير مما لحق بالنفوس جراء ما حدث في قرننا الماضي . وسنرى وقتها ـ دون مبالغة ـ أن الكثير من ذاك الجليد المتراكم بفعل الظلم والاقصاء سيذوب بسرعة كبيرة .

أكثر...