المستقلة / متابعة /- قالت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، إن الإعلان المفاجئ من قبل الزعيم الشيعي الديني مقتدى الصدر، بالانسحاب من الحياة السياسية، يعد تصعيدا حادا للاضطرابات السياسية التي تعيشها العراق. وجاء قرار الصدر غير المتوقع قبل شهرين من الانتخابات البرلمانية الوطنية، وبعد حصول حزبه على 40 مقعدا، من اصل 325 مقعدا في البرلمان الماضي، وبعد التصويت على المشروع المثير للجدل لمنح مرتب شهري للنواب العراقيين مبلغ قدره 8000 دولار في الشهر ومعاشات تقاعدية عالية، الأمر الذي أصبح رمزا للفساد في النخبة السياسية التي فشلت بشكل واضح في حل مشكلات العراق منذ سقوط صدام حسين. وتضيف الصحيفة أنه من غير الواضح أن انسحاب الصدر هل سيكون مؤقت أو دائم على الرغم تأكيد مسئول التيار الصدري أنه كان من الخطأ استخدام كلمة “التقاعد” لوصف رحيل الصدر عن السياسة. وأضاف المتحدث “أن خيبة أمل الصدر من السياسة العراقية تتجاوز قضايا الفساد والأجور البرلمانية المفرطة وأنه يشعر بخيبة أمل أن الكثير من الناس متعاطفة مع السياسات الطائفية”. وتشير الصحيفة أن رئيس الوزراء، نوري المالكي اتهم بانه يلعب بورقة الطائفية في الانتخابات المقبلة من خلال تقديم نفسه على أنه زعيم الطائفة الشيعية في وجه هجوم من قبل الأقلية السنية. وتواجه العراق أزمة سياسية تزداد عمقا تحت اسم التمرد في المناطق السنية في البلاد، مع الجماعات الجهادية ضد الشيعة، بما في ذلك دولة العراق الإسلامية وبلاد الشام “داعش” التي استولت على الفلوجة قبل خمسة أسابيع. كما سيطرت “داعش” على بلدة سليمان بك، التي تقع على بعد 100 ميلا شمال بغداد، وأن موقف الصدر يناقض سمعته في الولايات المتحدة وبريطانيا بعد الغزو عام 2003 بعد أن عارض احتلال العراق والمحاربة في معركتين ضد القوات الأمريكية في النجف عام 2004 والاستيلاء على البصرة ضد القوات البريطانية. في عام 2011 وكانت مواقف الصدر المناهضة للاحتلال حاسمة في اجبار المالكي للضغط على القوات الولايات المتحدة لمغادرة العراق. وتضيف الصحيفة، أن الصدر ينبع نفوذه من شعبيته السياسية والقومية، إلى جانت هيبة عائلته في العراق، الذي اشتهد كثير منهم أثناء مقاومتهم صدام حسين. وتشير الصحيفة، إلى حديث الصدر مع “الإندنبدنت،” في نوفمبر الماضي، عندما أعرب الصدر عن تشاؤمه من التطورات الجارية في العراق قائلا “في المستقبل القريب العراق ستصبح مظلمة”. كان الصدر قد أعلن امس انسحابه من الحياة السياسية، وقال: “أعلن عدم تدخلي بالأمور السياسية كافّةً وأن لا كتلة تمثلنا بعد الآن ولا يوجد لنا منصب داخل الحكومة أو خارجها ولا في البرلمان” الجدير بالذكر أن ستة من وزراء الحكومة العراقية من التيار الصدري بالإضافة إلى حكام محافظة بغداد وميسان. وتضيف الصحيفة، أن نور المالكي رئيس وزراء العراق يعتبر في موقف قوي لولاية فترة ثالثة لرئاسة الوزراء على الرغم من الفشل الذريع الذي منيت ادراته لتوفير الأمن والخدمات والتحسن الاقتصادي. وبعد مرور عقد من الغزو الأمريكي هناك نقص في الكهرباء ومياه الشرب خارج منطقة تسيطر عليها حكومة إقليم كردستان. وكان المالكي قادرا على البقاء في السلطة لأنه يقدم نفسه على أنه زعيم الأغلبية الشيعية؛ وهو مقبول لإيران والولايات المتحدة، وعلى الرغم من ذلك فهو مكروه بشدة لدى الظائف الأخرى التي فشلت في تقديم زعيم بديل. ولكن على الرغم من أن المالكي قادر على السيطرة على الحكومة المركزية، فسلطته على المناطق التي يسيطر عليها الأكراد غير موجودة وقوته في المحافظات السنية آخذة في التناقص. كما أن نفوذه في محافظتي الأنبار ونينوى على حد سواء مع الأغلبية السنية أصبحت أكثر محدودية. ويقال في مدينة الموصل أن داعش تفرض ضرائب تقدر ب 8 مليون دولا على العراقيين التكريتيين وأن المطاعم والمحال التي لا تدفع المال تكون هدفا لهجوم بالقنابل.

أكثر...