-----------------------
اشتهر في العرب ثلاثة باسم ربيعة كان الاول جد قبيلة ربيعة العربية المعروفة الان والتي تمتد بيوتها على معظم البلدان العربية والثاني ( ربيعة الجوع ) عند بني تميم والثالث ربيعة بن حازم ( ربيعة طي ) وكان ربيعة طي انجب اربعة ابناء هم ( فضل ومره وثابت ودغفل ) واعقب منهم اثنان هما فضل ومره وكان ابناء مره يطلق عليهم ( المريون ) حتى وقعت حادثة الغزو المشهورة التي تعرضو لها ولم يسلم منهم الا من كان في تلك الغزوة في حراسة خيول القبيلة فاطلق عليهم اسم ( بيات الخيل ) اما فضل فانجب عقبه وحديثه ومنها تفرع فخذا آل فضل حيث حمل ابناء عقبه اسم ( آل مهنا ) وحمل ابناء حديثه اسم ( آل علي ) وكان ابناء علي او ( آل علي ) امراء امارة آل فضل في منطقة ( حديثة النوره ) ومن الجدير بالذكر ان آل فضل اشادو امارة امتدت حدودها من سلمية في الشام الى اطراف البصرة وامتدت قرابة ثلاثة قرون او اكثر وتعاقب ( آل على ) على الحكم في حديثة وبعد ابيهم الامير علي كان ابنه الامير ابوبكر ثم ابنه الامير محمد ثم ابنه الامير جماز وهو الذي حمل ابناؤه ( المتارفه ) اسمه واصبحوا فيما بعد عصره يطلق عليهم ( الجمازيون ) من آل فضل وكان بعده ابنه الامير ( رمله ) ووصفه المؤرخون بالحزم والشجاعة والكرم وهكذا حتى انتهت امارة آل علي بمقتل الامير ( صلال ) على يد ابناء عمومته ( المريون ) ومن ثم ارتحل بعدها ابناء صلال الجمازيون عن حديثة بعد سقوط امارتهم ومن هنا تبدأ رحلة عشيرة المتارفه .
لماذا اطلقت تسمية ( المتارفه ) على اولاد صلال ومن هو مطلقها ..؟
--------------------------------------
بعد سقوط امارة آل فضل في حديثه واستيلاء غيرهم على الحكم ارتحل ابناء صلال الجمازيون من حديثة الى منطقة الحلة حيث يوجد بنو اعمام لهم من آل فضل ولكنهم لم يجدوا ترحيبا منهم فمكثوا قليلا وارتحلوا باتجاه منطقة عين التمر غرب كربلاء حيث يفرض قريبهم نعير بن حيار وعشيرته الفضليه هناك ولكنهم لم يطيب لهم المقام ايضا ولم يجدوا حضوة عن قريبهم ابن حيار وهو بالمناسبة جد عشيرة ( النعيرات ) الحالية من آل فضل والتي تتخذ من محافظة ديالى وبغداد مسكن لها فأرتحلوا جنوبا حتى استقر بهم المقام قرب مساكن عشيرة بني لام الطائية والتي كانت ضمن امارة آل فضل فاعتزلوا مضارب القبيلة وبيوتها ونزلوا في ارض بور تتسع لهم ولانعامهم قريبا من منطقة ( كميت ) في العمارة وبما انهم بقية امارة ولهم من الانعام الكثير لم يبحثوا عن ارض ليفلحوها او يعملوا اجراء عند احد الملاكين من شيوخ العشيرة المجاورة اطلق عليهم جيرانهم بنو لام تسمية ( المتارفه ) وهي تحريف للمفردة الفصحى ( مترفين ) وبمرور الزمن طغت التسمية على التسميات الاخرى مثل ( اولاد صلال .. الجمازيون .. آل فضل .. ) وانسحبت هذه التسميات واختصرت على مناسبات خاصة فكانوا عند الاستنهاض يقولون ( اولاد صلال او اولاد فضل ) واختصرت التسمية في النهاية على ( المتارفه الجمازات ) وحتى لفظة ( الجمازيون ) اصبحت ( الجمازات ) وعند النطق ( الكمازات ) وهكذا حملت اولاد صلال الجمازيون من آل فضل تسمية ( المتارفه ) حتى بعد ان ارتحلوا من منطقة بني لام في بداية القرن العشرين بعد حادثة مقتل موظف السفارة الايرانية الذي قام بقتله احد ابناء عشيرة المتارفة وهو متوجه الى ايران برا عن طريق العمارة وسلب بندقيته ومتاعه فجردت الحكومة وبالتعاون مع شيوخ بني لام حملة على المتارفة ومصادرة مايملكون من متاع ومواشي فهرب اغلبهم الى مناطق الغريبه ونواحي الكوت وديالى وقامت الحكومة انذاك بمصادرة بيت داود بن محمد الامميح وكل مايملك وحكمت على ابنه كيلان بالاعدام غيابيا باعتبارهم كبار العشيرة ولم ينفذ الحكم بعد ان استطاع كيلان التخفي لاكثر من سبعة سنوات وتسوية القضية عشائريا مع اهل المقتول وهم عشيرة بني طرف التي تسكن منطقة الاهواز . وارتحل بعدها المتارفه من المنطقة التي يسكنها بنو لام الى مناطق اخرى واخفى الكثير منهم نسبه خوفا من مطاردة السلطات انذاك حتى عادوا تجمعوا في النصف الثاني من القرن العشرين في منطقة بغداد ونواحيها وبقي قسم منهم بالمناطق التي هاجر لها بعد مقتل الموظف الايراني
نسب المتارفه وماضيهم وامارتهم في حديثه
----------------------------------------
المتارفه ( الجمازيون ) هم ابناء الامير جماز ابن الامير محمد ابن ابو بكر ابن عقبه ابن حديثه ابن فضل ابن ربيعه ابن حازم الطائي .. اشاد اجدادهم في القرن الثامن الهجري امارة آل فضل كما يذكر الدكتور عماد رؤوف عبد السلام في كتابه ( الامارات الكبيرة في العراق ) امتدت من سلمية في الشام الى اطراف البصرة واستمرت اكثر من ثلاثة قرون وكان لامرائها علاقات غير مستقرة مع الحاكم في الاستانة وعلاقة صداقات وتعاون مع بعض المماليك مثل الناصر قلاوون الذي كان يستضيفهم ويكرمهم ويتعاونون معه وغيره من الحكام الاخرين وسقطت امارتهم بسبب خلافاتهم الداخلية وتناحرهم وطمع القبائل الاخرى في السيطرة على المنطقة وهكذا ذهبت السلطة والسطوة والجاه وذهب الزمان ببريقهم مثلما ذهب ببريق غيرهم .
العشيرة في الوقت الحاضر واماكن سكنها
------------------------------------
يسكن اغلب ابناء عشيرة ( المتارفه الجمازيون ) في محافظة بغداد ويعملون في الدوائرالحكومية والمهن الحرة ويمارسون التجارة والصناعة ومنهم من اشتهر بالمهنة التي يمارسها وفيهم تجار ورجال مال وصناعة وكتاب معروفون وهم عموما يتوزعون بين الطبقة الفقيرة والطبقة الوسطى ومعروفون للعشائر الاخرى واحيانا يتصورهم البعض احد عشائر بني لام ويتعامل معهم على هذا الاساس بخصوص ( السنائن العشائرية ) كما ان لهم وشائج قربى واتصال مع اخوانهم عشيرة ( الخرسان ) الذين هم ابناء عمومتهم وغالبا مايكون الرأي مشترك بين العشيرتين في كثير من قضايا العشائر التي تحدث وهم كما يقال عشائريا ( صايه ورايه ) ويتوزع القسم الاخر من المتارفه على مناطق الكوت وتحديدا منطقة شيخ سعد ومركز المحافظة وفي منطقة العمارة واغلبهم في منطقة ( كميت ) ولهم اراضي زراعية شاسعة هناك ومواشي وفي محافظة ديالى في كنعان وبلدروز والخالص .
بيت امميح
------------------------
عادة ماتقسم العشيرة الى بيوتات حاملة اسم صاحب البيت او مؤسسه والمتارفه يقسمون الى عدة بيوتات ومن هذه البيوت بيت ( امميح ) وامميح انجب اربعة رجال هم محمد .. عياده .. سلمان .. سليم وكانوا رجالا اشداء وفرسان يحسب لهم الاخرون فيتقونهم وكان لمحمد ابن امميح مشيخة في المنطقة الممتدة بين كميت والطيب انضم تحت لوائها الكثير من العشائر الاخرى وفي حادث شجار قتل اخوه عياده غدرا فلم يقبل بالدية بدلا عنه وقاموا بقتل اربعة عشرا شخصا بدلا عنه وهكذا اخذت العشائر المعادية لهم تتربص بهم الفرص حتى جاءت حادثة مقتل موظف السفارة الايرانية ومقتله على يد احد المتارفه والتي سنتطرق لها فيما بعد وانجب محمد خمسة ابناء كان ابرزهم داود الذي كان يعد حكيما في زمنه وانجب داود ثلاثة ابناء هم على التوالي كيلان .. عبد السيد .. يوسف . وانجب كيلان رجلا واحدا هو مطلك الذي سيرد ذكره فيما بعد وانجب عبد السيد عدة اولاد عاش منهم خلف فقط وانجب يوسف خمسة رجال هم على التوالي ..داخل .. حميد .. حسن .. عباس .. ناصر في حين خلف عياده بعد مقتله ولدا واحد اسمه خلف وانجب خلف رجلان كان احدهم مشكور الذي اعقب رجلان هما عبد الرضا ومحمد الذي تجاوز عمره المائة عام ولايزال على قيد الحياة يروي الكثير من تاريخ اهله ومواقعهم بصفاء ذهن ويقرب عدد الرجال في امميح في الوقت الحاضر من الثلاثمائة رجل يكونون فخذا مهما في عشيرة المتارفة ولهم كلمة مسموعة ورأي يلاقي التقدير من ابناء عمومتهم .
الحاج مطلك الكيلان
-----------------------------
هو مطلك بن كيلان بن داود بن محمد ابن امميح ولد عام 1912 وتوفي في 8اذار 2000 عاش بداية حياته مع والده في منطقة العمارة وتعلم الفروسية وركوب الخيل والغزو ومن ثم ارتحل الى البصرة ثم عاد الى العمارة وبقي فيها فترة قليلة وتركها بعد وفاة والده الى العزيزية حيث يسكن عمه ولم يستقر كثيرا هناك فارتحل الى بغداد ومنها الى منطقة الحويجة حيث يسكن عمه يوسف وبقي هناك عدة سنوات وتزوج ثم عاد الى منطقة ديالى وفي بداية الاربعينات من القرن العشرين استقر ببغداد وعمل بالحفريات والمقاولات وتنقل بين اغلب محافظات العراق وكانت له علاقات عشائرية واجتماعية في المحافظات الغربية والفرات الاوسط اضافة لمحافظات الجنوب وكان على اطلاع باحوال العشائر وانسابها وامتدت علاقاته الى دول الخليج وله اتصالات ومراسلات مع رجال قبيلة فضول بصورة خاصة وعشائر طي والعشائر الاخرى بصورة عامة وزار اغلب دول الجوار واقام علاقات مع رجال العشائر فيها وكان حافظا جيدا للشعر البدوي وخصوصا ( العتابه ) وله القدرة على الفرز وتمييز الشعر الجيد ومدحه الكثير من شعراء البدو وقال احدهم فيه :
----------------------------------
حلاة الرجل مثل الطير** مطلك
بسماحه وكرم للوفاد ** مطلك
كثيره رجال لكن يظل ** مطلك
علم لفضول بعنان السما
وتزوج اربعة نساء وانجب 19 ابنا توفى اغلبهم وبقي خمسة منهم هم على التوالي :
خضير .. راضي .. عبدالله .. عبد الرزاق .. عبد الكريم
وكان مضيافا كريم النفس لطيف المعاشرة يحظى باحترام وتقدير من يعرفه وكان كثيرا ما يكون الوسيط المقبول من كل الاطراف عند حدوث النزاعات العشائرية وكان يوم وفاته ثالث ايام عيد الاضحى والجو ممطرا ولكن اهالي المنطقة التي يسكنها اصروا على حمل نعشه على الرؤوس والطواف به في كل دروب المدينة وشيعوه بموكب مهيب الى مثواه الاخير واقاموا له مجالس العزاء وبكاه صغارهم وكبارهم ولازالوا حتى اليوم يروون احاديثه ويستذكرون طيب معشره ويترحمون عليه اضافة الى ان ابناء عشيرة المتارفه كلما اجتمعوا لشأن عشائري يستذكرونه ويقرأون الفاتحة على روحه ويترحمون عليه لكونه سببا في جمعهم وتوحيدهم ومعاملتهم جميعا ثلما يتعامل ابنائه وكان لايتواني عن مساعدة من يطلب مساعدته او يلجا اليه وعموما كان رجلا محمودا مفقودا في كل مناسبات المتارفه رحمه الله .
الخاتمة
هذه نبذة يسيرة مختصرة عن عشيرة المتارفه الفضلية الطائية الغرض منها تقديم معلومة مبسطة عن عشيرة المتارفه لاشقائهم من عشائر آل فضل وقبيلة طي .
-------------------------------
الاعلامي راضي المترفي