قال السفير الإسرائيلى السابق، المستشرق تسفى جباى، فى مقال له اليوم الأربعاء بصحيفة "يسرائيل ها يوم" إن فهم العالم العربى يحتم على الإسرائيليين توسيع حلقة المستشرقين الذين يفهمون لغته وثقافته، ويعرفون الخطوات السياسية والثقافية التى يمر بها.

وانتقد جباى قرار وزارة التربية والتعليم تقليص تعليم اللغة العربية فى المدارس العبرية، قائلا: "إن مشاركة المستشرقين فى التقييمات السياسية والعسكرية لما يحدث فى الشرق الأوسط تعتبر مسالة حيوية، ولذلك كان من المتوقع قيام الوزارة بتعميق دراسة اللغة العربية وليس تقليصها"، واستنكر الكاتب الإسرائيلى هذا القرار خاصة على ضوء تردى مستوى معرفة اللغة العربية الفصحى فى إسرائيل، الذى يساهم فى إضعاف فهم العقلية العربية، على حد قوله.

ورأى جباى أنه على اليهود تعلم العربية لفهم المحيط الذى يعيشون فيه، والشعور بالانتماء إليه من خلال فهم لغته وثقافته، مشيرا إلى أن هذا الفهم ليس مطلوبا للاحتياجات العسكرية فقط، وإنما للعلاقات المدنية والتعايش، حيث إن اللغات الأجنبية ليست بديلة للعربية وآدابها وشعرها وتاريخها، وقال المستشرق الإسرائيلى إنه من أسباب فشل الولايات المتحدة فى مواجهة العرب فى العراق بعد إسقاط نظام صدام حسين، هو عدم فهم واقع الشرق الأوسط وثقافته.

وأضاف جباى أن اللغة العربية شكلت عاملا مبلورا للقومية العربية، وتعتبر مصدر فخر للعرب، ومن يرِد فهمهم عليه تعلم لغتهم، وأنه لا يمكن فهم العرب وثقافتهم إلا بعد قراءة إبداعهم الأدبى، وفى مقدمته الشعر الذى ترتبط به الأمة العربية كحبل السرة وشرايين الروح، فهو يتردد على كل موقع وموجة، ويؤثر على مستمعيه كالسحر.

وذكر الكاتب الإسرائيلى: "إن التحمس الذى يستقبل به الشعراء العرب يدل على تعامل العرب مع الشعر والشعراء، وقد أجاد نزار قبانى، من كبار شعراء القرن العشرين، وصف عبودية العرب للشعر فى قوله الشعر هو الإمبريالية الجميلة، كما أن تحليل أغانى أم كلثوم وما تثيره من حماسة فى صفوف الجماهير سيساعد كثيرا فى فهم رمز الثقافية العربية".



أكثر...