قال الدكتور مدحت عبدالحميد أستاذ ورئيس قسم علم النفس– بجامعة الإسكندرية، إن الشخصية الحدية هى إحدى اضطرابات الشخصية التى تقف على الحدود بين المرض النفسى والمرض العقلى.

ويوضح "مدحت" أن تلك الشخصية تتسم بتذبذب العلاقات بين الشخص وغيره ممن يتفاعل معه، فتارة يشعر تجاههم بالحب المفرط، ثم سرعان ما ينقلب ويحط من شأنهم، وذلك لأنه غير مستقر من الناحية المزاجية، ويعانى من اضطراب واضح فى التفكير والسلوك، ويعد التقلب هو السمة الرئيسية لدى من يعانون من ذلك الاضطراب.

ولفت الدكتور مدحت إلى تشخيص اضطراب الشخصية الحدية، وفقًا لمحكات الدليل التشخيصى والإحصائى الخامس الصادر عن الجمعية النفسية للطب النفسى، فيجب أن يظهر الشخص المضطرب هذه الأعراض:

نمط متكرر من عدم الاستقرار فى العلاقات، وتذبذب صورة الذات، وتقلب الوجدان، والاندفاعية الملحوظة، ويبذل هذا الشخص جهودا مضنية لتجنب الهجر بصورة حقيقية أو متخيلة، كذلك يُظهر نمطًا من العلاقات غير المستقرة والتى تتسم بالتناوب بين نقيضين هما المثالية الزائدة والانحطاط القيمى، ويبدو عليه اضطراب الهوية بمعنى عدم ثبات صورة الذات والشعور الشديد بالذات، هذا فضلاً عن الاندفاعية التى يحتمل أن تُسبب ضررًا له فى اثنين على الأقل مما يلى: التبذير أو الإسراف المادى، والجنس، وتعاطى العقاقير، والقيادة المتهورة، والشره.

وأضاف أن مضطرب الشخصية الحدية يعانى من مشاعر مزمنة من الفراغ أو الخواء الداخلى، وعدم الاستقرار الوجدانى مثل: حدوث نوبة شديدة من انعدام الشعور باللذة، والتهيج أو القلق، وعادة ما يستغرق ذلك بضع ساعات ونادرًا ما يستمر لأيام قلائل.. ويشعر بالغضب غير المناسب للموقف أو غضب شديد للغاية، أو صعوبة ضبط الغضب واستمراره، والشجار الجسدى المتكرر.. ويطرأ على تفكيره ضلالات اضطهادية عابرة بسبب التعرض لضغط وظهور أعراض انشقاقية.

وأشار الدكتور مدحت إلى أن هذا الاضطراب يبدأ عادة فى وقت مبكر من مرحلة الرشد، ويشيع حدوثه لدى الإناث أكثر من الذكور، وذلك بنسبة 75%، كما أنه يحدث حوالى 5 مرات أكثر لدى الأقارب من الدرجة الأولى الذين يعانون من الاضطراب، ويرتبط بتعاطى العقاقير، واضطراب الشخصية المضادة للمجتمع والاكتئاب.



أكثر...